مقالات لبنان

خاص - "تشات جي بي تي" يعجز في لبنان... والحل بعجيبة سماوية

أثار نموذج الذكاء الإصطناعي ChatGPT، جدلا واسعا مؤخرا، وذلك نظرا لقدراته المذهلة في إجراء المحادثات والرد على الإستفسارات، بالإضافة إلى قدرته على كتابة "الشيفرات"، وحل المشاكل البرمجية، وكتابة السيناريوهات أو تلخيص مقاطع الفيديو أو حتى كتابة الأغاني وتأليف الموسيقى وغيرها.

خاص -

يتمتع ChatGPT أو البرنامج بذكاء خارق ويقدم الحلول، على طبق من فضة للباحثين عنها، ويمثل مفتاح الفرج للذين ضاقوا ذرعا في البحث عن إجابة أو عن نافذة أمل، تماما كالشعب اللبناني الذي يعيش في نفق مظلم حيث قطعت الأزمات اللامتناهية، أنفاسه، فلماذا لا نستعين بصاحب القدرات الخارقة، علّه يرشدنا نحو الصواب، ويضع خارطة طريق "ذكية"، إنقاذية للبلاد والعباد. ولنسأله بداية عن الاستحقاق الأبرز أي إنتخاب رئيس الجمهورية الذي يعتبره كثيرون، الخطوة الأولى في المسار الإصلاحي، ليعطينا إجابة شافية ووافية بعد ستة أشهر من الشغور، ومئات المبادرات والإجتماعات واللقاءات والإتصالات الداخلية والخارجية التي لم تحقق أي خرق إلى اليوم.

السؤال: هل سيتم ملء الشغور في لبنان خلال عام ٢٠٢٣؟

إجابة: لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق عما إذا كان لبنان سينتخب رئيسا للجمهورية عام 2023 أم لا، لأن الأمر يعتمد على عدة عوامل وتطورات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية قد تؤثر على العملية الإنتخابية. ومن المعروف أن لبنان يواجه تحديات كثيرة، بما في ذلك الأزمة الإقتصادية الخانقة والأزمة السياسية الحادة، والتي تعيق القدرة على تحقيق التوافق السياسي اللازم لإجراء الإنتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة.

وفيما يتم التداول بأسماء للرئاسة الأولى التي ترتفع أسهمها، وتنخفض على إيقاع التفاهات الإقليمية والدولية، فمن هي الشخصية التي ستفتح أبواب قصر بعبدا؟

يجيب "تشات جي بي تي": لا يمكن لأي شخص تحديد من سيكون رئيس جمهورية لبنان المقبل حيث يتعين على المرشحين تقديم برامجهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية للبلاد. ويتوقف الأمر على تحقيق الأغلبية المطلقة لانتخاب الرئيس الجديد.

وفي ظل الفراغ والشغور، وتأجيل الإستحقاقات الدستورية، وتعطيل عمل المؤسسات، وإضراب الإدارة العامة، والإستمرار في المسيرة الإنحدارية، يخبرنا البعض أن البلد متّجه إلى مزيد من التحلّل والتفتت وصولا إلى الإنهيار التام أو الإرتطام الكبير خصوصا إذا فرغت المراكز الهامة والأساسية في الدولة قبل إنتخاب الرئيس، لكن وفق صاحب الذكاء الخارق: لا يمكن التنبّؤ بشكل دقيق بما سيحدث في لبنان في المستقبل، إلا أن ما هو واضح وأكيد أن الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي، يشهد تحديات كبيرة ومتعددة.

هناك خطر دائم على وضع الأمن في لبنان بسبب الصراعات السياسية والطائفية والإقتصادية، والتي يمكن أن تتفاقم في أي وقت مما يزيد من خطر حدوث حرب أهلية جديدة.

وفي وقت تشير كل المعطيات إلى أن لا بوادر لحلحلة قريبة حيث يتلهّى المسؤولون بمناكفاتهم وخطاباتهم الطائفية الشعبوية، في ظل أسوأ أزمات إقتصادية ومالية وإجتماعية وصحية وتربوية، يتخوف البعض من الإنزلاق إلى حرب أهلية، لكن ما هو رأي التطبيق الأذكى، في هذا الإطار؟ . فيقول: لا يمكن التنبّؤ بشكل دقيق بحدوث حرب أهلية جديدة في لبنان سنة 2023 أو في أي وقت آخر. الوضع الأمني في البلاد يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والدولي. هناك خطر دائم على وضع الأمن في لبنان بسبب الصراعات السياسية والطائفية والإقتصادية، والتي يمكن أن تتفاقم في أي وقت مما يزيد من خطر حدوث حرب أهلية جديدة. لذلك، يعتمد مستقبل البلد على القدرة على إيجاد حلول جذرية للأزمة الحالية، وعلى التوافق السياسي والتعاون بين جميع الأطراف لتحقيق مصلحة الوطن وشعبه.

وبعيدا عن التحليلات الكثيرة، المتناقضة والمتعارضة، لا بد من الإستفادة من قدرات "تشات جي بي تي"، لنسأله عن اقتراحاته لحلّ الأزمة اللبنانية، وبناء دولة فعلية، فيشدد على:

أولا، البحث عن حلول سياسية شاملة، وعلى القادة السياسيين العمل معاً على إيجاد هذه الحلول.

ثانيا، تشكيل حكومة قوية ومستقلة، تعمل على إعادة بناء الإقتصاد اللبناني على أن يتم اختيار الوزراء بناءً على الكفاءة والخبرة وليس بناءً على الإنتماءات السياسية.

ثالثا، تعزيز الحوار الوطني للوصول إلى حلول سياسية مقبولة من الجميع.

رابعا، مكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وتقديمهم إلى العدالة.

خامسا، العمل معاً للحفاظ على الإستقرار الأمني في لبنان على أن تتم هذه الجهود بطريقة شفافة، وبرعاية القوات الدولية المعنية.

سادسا، تنشيط الإقتصاد من خلال إجراء إصلاحات إقتصادية جذرية، بما في ذلك إعادة هيكلة الدين العام، وتنظيم القطاع المصرفي، والتعاون مع المجتمع الدولي، ومع البنوك الدولية لتقديم الدعم المالي والفني للبنان في مجالات الإقتصاد والتنمية.

سابعا، تحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والنقل والصحة والتعليم، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

وحين نستفسر عن كيفية إقناع القوى السياسية في الجلوس مع بعضها حول طاولة حوار، فيعتبر التطبيق الذكي، أنه يمكن للمجتمع الدولي أن يمارس الضغط على الأطراف السياسية في لبنان لجعلها تجلس حول طاولة الحوار. وذلك من خلال وسائل مثل العقوبات الإقتصادية أو الديبلوماسية أو تقديم المساعدات الإنسانية والإقتصادية المشروطة بتحقيق التفاهم والتعاون بين الأطراف المختلفة كما يمكن للمجتمع المدني، اللجوء إلى المبادرات المجتمعية لتعزيز الحوار الوطني، مثل تنظيم المسيرات السلمية والإحتجاجات المدنية التي تطالب بالتعاون والتفاهم. ويمكن للأطراف المختلفة، التوصل إلى إتفاقيات سياسية، وتبادل المكاسب والمصالح لتعزيز الحوار الوطني، وذلك من خلال التنازل عن بعض الشروط أو الإستجابة لبعض المطالب المشروعة للأطراف الأخرى. مع العلم إنه يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الحوار.

إذا، هذه هي خلاصات واستنتاجات الذكاء الإصطناعي في الشأن اللبناني، لكن، عذرا منك "تشات جي بي تي" ، فإن كل ما عرضته، يعرفه اللبنانيون منذ سنوات وسنوات، وحاولوا تطبيقه مرارا وتكرارا إلا أن كل المحاولات، فشلت فشلا ذريعا. وكل الحلول التي طرحتها، ضُرب بها في عرض الحائط مرّات ومرّات. أنت انطلقت من الأسس والمعايير المنطقية، لكن فاتك أن لبنان إستثنائي، وفريد من نوعه في المنظومة الدولية، ولا يخضع للمقاييس والمعايير المتعارف عليها، ولا يطبَّق دستوره إلا باستنسابية، ولا يجلس مسؤولوه مع بعضهم، ولا يتنازلون لبعضهم حتى لو ذهب البلد وأهله إلى آخر طبقات جهنم.

"تشات جي بي تي"، مع عدم المؤاخذة، لقد رسبت في الإمتحان اللبناني، ليس تشكيكا بذكائك، وبقدراتك الخارقة، وبتفوقك العالمي إنما لأن لبنان بلد الغرائب والعجائب، لن ينفعه لا الذكاء الإصطناعي ولا الذكاء البشري، ولا جهود الدول، بل يحتاج إلى عجيبة سماوية.

يقرأون الآن