طرفا الصراع في السودان يوافقان على الهدنة.. واتهامات بالخرق

بعد أن وافق طرفا الصراع في السودان على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إعتبارًا من، اليوم الثلاثاء، في وقت تسابق فيه دول غربية وعربية وآسيوية الزمن لإجلاء رعاياها من البلاد، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بعدم التزامه بشروط الهدنة في حين اعتبرت وزارة الخارجية السودانية، إن "الدعم السريع يستمر في استهداف البعثات الدبلوماسية".

إذ، جددت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، "التزام الدولة بالهدنة الإنسانية ووقف القتال"، محذرة من "إستغلال حسن نيتنا لانتشار القوات المتمردة، وارتكاب المزيد من القتل والإنتهاكات".

ودانت "السلوك التخريبي لمجموعات الدعم السريع، واستمرارها في استهداف البعثات الدبلوماسية".

في حين، ذكرت قوات الدعم السريع، أن "الجيش السوداني لم يلتزم بشروط الهدنة، حيث ما زالت طائراته تحلق في سماء الخرطوم، ما يؤكد وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة القوات المسلحة".

وجددت في بيان، التزامها بالهدنة، مشيرة إلى أن "تحليق طائرات الجيش يمثل إخلالا بها".

واعتبرت قوات الدعم السريع، إن "القصف المدفعي العشوائي يعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول للخطر ويعوق الهدنة"، مشيرة إلى أن "قتل الدبلوماسي المصري، مسؤولية الجيش السوداني والإسلاميين، وهي محاولة فاشلة للإيقاع بيننا وبين مصر".


مساع للهدنة والتهدئة

من ناحية أخرى، أوضح الجيش السوداني إن "الولايات المتحدة والسعودية توسطتا في الهدنة". وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعلن عن الاتفاق أولا، وقال إنه "جاء بعد يومين من المفاوضات المكثفة. ولم يلتزم الجانبان بعدة اتفاقات سابقة للهدنة المؤقتة".

وقال بلينكن في بيان: "خلال هذه الفترة، تحث الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل".

وأضاف:" الولايات المتحدة ستنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين والمدنيين السودانيين المعنيين لتشكيل لجنة تشرف على جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار ووضع الترتيبات الإنسانية".

وأكدت قوات الدعم السريع في الخرطوم، موافقتها على وقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف الليل لتسهيل الجهود الإنسانية.

وقالت: "نؤكد التزامنا خلال فترة الهدنة المعلنة، بالوقف الكامل لإطلاق النار".

وقال الجيش السوداني على صفحته على "فايسبوك" إنه "أيضا وافق على اتفاق الهدنة".

ورحب إئتلاف من منظمات المجتمع المدني السودانية، بأنباء الهدنة خصوصا انه كان قد شارك في مفاوضات انتقال البلاد إلى الديمقراطية.

وقبل الإعلان عن الهدنة، أفادت الأنباء عن تعرض مدينة أم درمان لضربات جوية، وشهدت قتالا بريا كما وقعت اشتباكات في العاصمة الخرطوم.

وتصاعد الدخان الأسود إلى السماء، قرب المطار الدولي في وسط الخرطوم القريب من مقر القيادة العامة للجيش، كما سُمع دوي أصوات نيران المدفعية.

إرتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 291

أعلنت نقابة الأطباء في السودان، عن إرتفاع عدد قتلى الإشتباكات من المدنيين إلى 291 والإصابات إلى 1699. وأوضحت أن "71% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الإشتباكات المحصورة لدينا متوقفة عن الخدمة".

وأضافت في بيان:"13 مستشفى تم قصفها في الإشتباكات، و19 مستشفى تعرضت للإخلاء القسري".

واضطر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة، لتقليص وجوده في مناطق متأثرة بالقتال العنيف في السودان.

ومن جهته، أشار ممثل منظمة الصحة العالمية لدى السودان، نعمة سعيد عابد، إلى أن هناك "خطرًا بيولوجيًا كبيرًا"، بعد سيطرة أحد طرفي القتال في السودان على مختبر.

وفي حديثه للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو، قال عابد إن 459 شخصًا على الأقل، قتلوا جراء المعارك في السودان وأصيب 4072.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/ أبريل الحالي ما أدى إلى مقتل 427 شخصا على الأقل، وتوقف العمل في المستشفيات، وتعطلت خدمات أخرى، وحوّل مناطق سكنية إلى ساحات حرب.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "العنف بين الفصيلين المتناحرين، ينذر بتصاعد كارثي للحرب في السودان، يمكن أن يمتد إلى المنطقة بأسرها وإلى خارجها".

ويعتزم مجلس الأمن، عقد اجتماع بشأن السودان اليوم الثلاثاء. 

رويترز

يقرأون الآن