دوّت أصوات قتال عنيف وسط الخرطوم، اليوم الخميس، حيث حاول الجيش السوداني إخراج قوات الدعم السريع شبه العسكرية من المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش، مما يجعل تنفيذ هدنة مستمرة صعب المنال.
ويسعى الجانبان على ما يبدو إلى السيطرة على مناطق في العاصمة قبل أي مفاوضات محتملة، ومع ذلك، فإن قائدي الطرفين لم يبديا علنا استعدادهما لإجراء محادثات بعد استمرار القتال لأكثر من أسبوعين حتى الآن.
كما دوّى قصف عنيف في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم. ووافق الطرفان على تمديد الهدنة لمدة سبعة أيام، ولكن تم انتهاكها.
وقال الصادق أحمد (49 عاما) وهو مهندس من الخرطوم: "منذ مساء أمس، وهذا الصباح هناك ضربات جوية وأصوات اشتباكات.نحن في حالة خوف دائم لأن المعارك تدور حول الأحياء السكنية. لا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس والخوف".
الجامعة العربية
وقال المتحدث باسم الجامعة العربية جمال رشدي إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في مقر الجامعة في القاهرة، الأحد المقبل، لمناقشة الصراع الذي اندلع في السودان.
البيت الابيض
وأصدر الرئيس الاميركي جو بايدن أمرا تنفيذيا يسمح بمعاقبة من يزعزع استقرار السودان.
واكد في بيان بأن "الحكومة الأميركية مستعدة لدعم الجهود الإنسانية في السودان عندما تسمح الأوضاع"، منبها من أن "عنف السودان خيانة لمطالب شعبه بحكومة مدنية وانتقال إلى الديمقراطية".
وتوقعت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز،اليوم الخميس، أن يطول الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "على الأرجح" لأن كلا منهما يعتقد بأنه قادر على تحقيق الانتصار عسكريا.
وأضافت في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "ليس لدى طرفا الصراع حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
واسترسلت قائلة إن الخصمين يسعيان للحصول على "مصادر خارجية للدعم" وإذا توافرت هذه المصادر، "ستفاقم، على الأرجح، الصراع واحتمال انتشار التحديات في المنطقة".
وحذرت هاينز من أن العنف المستمر فاقم "ظروفا إنسانية سيئة بالفعل" وأجبر منظمات الإغاثة على تقليص عملياتها وسط مخاوف متزايدة من "تدفقات هائلة من اللاجئين".
ومساء، أعلنت الخارجية الأميركية أنها سهلت رحيل أكثر من ألفي شخص من السودان منذ تفجر العنف في نيسان/أبريل الفائت.
الامم المتحدة
وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع أمس الأربعاء لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب.
وتحذر الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل، يهدد بحدوث كارثة إنسانية يمكن أن تمتد إلى دول أخرى. هناك نحو مئة ألف فرّوا من السودان إلى بلدان مجاورة بدون طعام أو مياه.
وأمل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث ،"في الاجتماع وجها لوجه مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية".
مصر على خط الوساطة
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الخميس، اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية السودان والسعودية والعراق والجزائر والأردن وجيبوتي وكينيا لتنسيق المواقف بشأن سوريا والسودان.
اليابان
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، اليوم الخميس، إنه "بحث الوضع بالسودان مع قادة أفارقة وسيسعى للمساهمة في تحقيق الإستقرار به".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في موزامبيق، في ختام جولة أفريقية، أنه "ليس لدى اليابان أي خطط ملموسة لإجراء محادثات رفيعة المستوى مع الصين".
وقال الجيش إنه قتل عناصر من قوات الدعم السريع، ودمر "عددا من العربات القتالية للمتمردين" بعد اشتباكات بينهما في المنطقة العسكرية في بحري.
طرفا الصراع
وكان الجيش وقوات الدعم السريع قد وحّدا قوتهما في انقلاب قبل عامين، وتقاسما السلطة في إطار انتقال مدعوم دوليا إلى انتخابات حرة وحكومة مدنية قبل أن يدب الخلاف بينهما.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بانتهاك الهدنة ومهاجمة القوات منذ الفجر. وقالت إن الجيش هاجم أحياء سكنية لقوات الدعم السريع بالمدفعية والطائرات " في مسلك جبان".
إجلاء
وصلت الى ميناء جدة مساء اليوم الخميس سفينة "أمانة"،وهي ثاني أكبر سفينة إجلاء من السودان وعلى متنها 1700 شخص من رعايا 33 دولة.
وأبلغت الخطوط الجوية اليمنية الحكومة عدم استطاعتها تنفيذ عملية إجلاء لليمنيين، اليوم الخميس، بسبب الهجمات التي تعرضت لها الطائرات في مطار الخرطوم ورفض شركات التأمين قبول تسيير الرحلات.
رويترز