دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

فوز رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية بعد فرز أكثر من 75 في المئة من الصناديق


فوز رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية بعد فرز أكثر من 75 في المئة من الصناديق

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالجولة الثانية من الإنتخابات في تركيا بحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات بعد ان تم فرز أكثر من 75 في المئة من الصناديق.

وكانت أغلقت صناديق الإقتراع في جولة الإعادة في الإنتخابات التركية، مساء اليوم الأحد، وبدأت عملية فرز الأصوات.

وفي وقت سابق أدلى أردوغان في كلمة، عقب التّصويت في جولة الإعادة قائلاً: "أتوقع صدور النّتائج بشكل أسرع من الجولة الأولى.. إنّ الشّعب من سيختار رئيسه وسأحترم قراره". 

وبدوره، دعا منافسه كمال كليجدار أوغلو، "الجميع إلى المشاركة في القضاء على النّظام الإستبدادي، والتّصويت من أجل ديمقراطية حقيقية".

وأضاف: "ستحلّ الحّرية على بلادنا".

وبدأ التصويت عند الساعة الثامنة صباحًا (05:00 بتوقيت غرينتش)، وينتهي عند الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور بحلول مساء اليوم.

وتحدّى أردوغان (69 عامًا) استطلاعات الرأي، وحقق تقدمًا مريحًا بخمس نقاط تقريبًا على كليجدار أوغلو في الجولة الأولى في 14 أيار/ مايو. لكنه فشل في الحصول على نسبة 50 في المئة المطلوبة لحسم الجولة الأولى من سباق له عواقب وخيمة على تركيا والوضع الجيوسياسي العالمي.

وأدّى أداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع وسط أزمة غلاء معيشية عميقة، وفوز تحالف يضم حزبه، العدالة والتنمية المحافظ، وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى في الإنتخابات البرلمانية إلى دعم الرئيس المخضرم الذي قال إن التصويت لصالحه هو تصويت للاستقرار.

أردوغان على طريق الفوز في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية

وكليجدار أوغلو هو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، ويتزعم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وكافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى.

ولن تحدد الإنتخابات فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا كيف تُحكم، واتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن وكذلك شكل سياستها الخارجية، التي أثارت غضب الغرب بسبب تنمية تركيا لعلاقاتها مع روسيا ودول الخليج. وأظهرت نتائج الانتخابات الأولية دعما أكبر من المتوقع للقومية، وهي تيار قوي في السياسة التركية واشتدت بسبب سنوات من القتال مع المسلحين الأكراد ومحاولة الانقلاب في عام 2016 وتدفق ملايين اللاجئين من سوريا منذ بدء الحرب هناك في 2011.

وتعد تركيا أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.

وقال المرشح الرئاسي الذي حلّ في المركز الثالث سنان أوغان، وهو من غلاة القوميين، إنه يؤيد أردوغان على أساس مبدأ "النضال المستمر (ضد) الإرهاب"، في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد. وحصل أوغان على 5.17 في المئة من الأصوات.

وأعلن قومي آخر، هو أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر المناهض للهجرة، عن اتفاق يعلن دعم حزبه لكليتجدار أوغلو، بعد أن قال إنه سيعيد المهاجرين إلى أوطانهم. وفاز حزب الظفر بنسبة 2.2 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت هذا الشهر.

القوميون ينقسمون وكل فريق يؤيد طرفا مختلفا

أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث والاستشارات أن نسبة التأييد المتوقعة لأردوغان في جولة الإعادة ستكون 52.7 في المئة مقابل 47.3 في المئة لكليجدار أوغلو بعد توزيع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. وأجري استطلاع الرأي في 20 و21 أيار/ مايو قبل أن يعلن أوغان وأوزداغ موقفيهما.

والعنصر المهم الآخر هو كيف سيصوت أكراد تركيا الذين يشكلون حوالي 20 في المئة من السكان.

وأيد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليجدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميله إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسمه صراحة وحث الناخبين على رفض "نظام الرجل الواحد" لأردوغان في جولة الإعادة.

الأداء القوي لأردوغان تحدى استطلاعات الرأي وأحبط المعارضة

وخلال ساعات النهار سيواصل الاتراك الإدلاء بأصواتهم، وبحلول وقت متأخر من اليوم الأحد، ينبغي أن يكون هناك مؤشر واضح على الفائز.

قال نيكولاس دانفورث وهو زميل غير مقيم في المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية (إلياميب) ومتخصص في التاريخ التركي "تركيا لديها تقاليد ديمقراطية طويلة الأمد وتقاليد قومية طويلة الأمد، ومن الواضح الآن أن التقاليد القومية هي التي انتصرت".

وأضاف "المزيد من أردوغان يعني المزيد من أردوغان. يعرف الناس من هو وما هي رؤيته للبلاد، ويبدو أن الكثير منهم يوافق على ذلك".

بذل الرئيس التركي قصارى جهده خلال حملته الانتخابية بينما يكافح للنجاة من أصعب اختبار سياسي له. ويحظى الرجل بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم. وسبق أن تغلب أردوغان على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.

وخلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودا للوراء.

لكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85 في المئة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وانهيار الليرة.

على الجانب الآخر، تعهد كليجدار أوغلو بالعودة في حال فوزه إلى السياسات الاقتصادية التقليدية والابتعاد على سياسات أردوغان.

كما قال إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام 2017. 

رويترز

يقرأون الآن