الامارات

الإمارات وتركيا .. علاقات متنامية نحو شراكة شاملة

عادت العلاقات التركية الإماراتية الى ما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة بين البلدين، وتأتي زيارة الرئيس الإماراتي الى أنقرة لتعزز هذه العلاقة لدفع نسيرة التنمية في البلدين.

الإمارات وتركيا .. علاقات متنامية نحو شراكة شاملة

الرئيسان التركي والإماراتي

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركيا إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية بدعم ومباركة قيادتي البلدين، وسط تأكيدات على أهمية تلك العلاقات في دفع مسيرة التنمية الشاملة في كلا البلدين، وتعزيز فرص الازدهار في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار لشعوبها.

وتحظى العلاقات مع تركيا بأهمية كبيرة ضمن استراتيجية الإمارات الخاصة بتعزيز شراكاتها وتوسيع علاقاتها مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وتمتين جسور التعاون معها في المجالات كافة، وذلك انطلاقا مما تتمتع به تركيا من حضور وأهمية إقليمية وعالمية.

و تعكس الزيارات واللقاءات الرسمية بين قيادتي الدولتين عمق وصلابة العلاقات الإماراتية التركية، حيث زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تركيا في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بينما زار رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، دولة الإمارات في 14 شباط/ فبراير 2022، فيما عقد رئيسا البلدين في مارس الماضي قمة عبر تقنية الاتصال المرئي شهدا خلالها مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والجمهورية التركية.

أهمية الزيارات المتبادلة تكمن في الإتفاقيات التي توقع بين الجانبين

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا لتمثل محطة جديدة في مسيرة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين التي ترتكز على التفاهم والاحترام المتبادل وتهدف دائماً إلى تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات.

ولطالما حظيت الزيارات الرسمية لقادة دولة الإمارات إلى تركيا بتقدير عال على المستويين الرسمي والشعبي، ومنها الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتركيا في العام 1984، حيث رحبت تركيا آنذاك بحفاوة منقطعة النظير بقدوم الضيف الكبير، وتناولت وسائل الإعلام حينها الزيارة بكثير من الاهتمام، وتصدرت تفاصيلها الصفحات الأولى لكبرى الصحف التركية.

وقد وقعت دولة الإمارات وجمهورية تركيا عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الثنائي، شملت المجالات الاقتصادية، والأمنية، والبيئية، والتكنولوجية، وغيرها.

ففي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 وقع البلدان عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تضمنت، مذكرة تفاهم بين وحدة المعلومات المالية في دولة الإمارات ومجلس التحقيق في الجرائم المالية في تركيا، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي للموانئ وصندوق الثروة السيادية التركي، واتفاقية تعاون بشأن صندوق رأس المال الاستثماري لشركة أبوظبي القابضة، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة وصندوق الثروة السيادية التركي، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة ومكتب الاستثمار في تركيا، ومذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة اسطنبول، ومذكرة تفاهم لتبادل المعلومات في مجال الأعمال المصرفية بين المصرف المركزي في دولة الإمارات والمصرف المركزي في دولة تركيا، واتفاقية للتعاون الإداري المتبادل في المسائل الجمركية بين دولة الإمارات وتركيا، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البيئي.

وفي 14 شباط/ فبراير 2022 تبادل البلدان 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتكولا تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بينهما شملت مجالات الاستثمار والصحة والزراعة بجانب النقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي إضافة إلى الثقافة والشباب وغيرها.

- الاقتصاد.

يشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد أخذة في التطور والنمو عبر السنوات.

ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وصولا إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في أذار/ مارس الماضي التي يتوقع أن تسهم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون خمسة أعوام، كما تخلق 25000 فرصة عمل جديدة بحلول 2031، وتزيد الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7%.

وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا ما يقارب 19 مليار دولار في عام 2022 بزيادة قدرها 40 % عن عام 2021 و112% عن عام 2020، لتصبح تركيا الشريك الأسرع نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات.

و كانت الإمارات قد أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

الجهود الإنسانية الإماراتية عقب الزلزال في تركيا كان لها الأثر الطيب

و جسدت عملية "الفارس الشهم 2" التي أطلقتها دولة الإمارات عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط/ فبراير الماضي، عمق ومتانة العلاقات الإماراتية التركية، حيث أرسلت الإمارات المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، والفرق الطبية، وشيدت مستشفى ميدانيا لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي وآخر في "هاتاي".

ومنح الرئيس التركي، في 27 نيسان/ أبريل الماضي، فريق عملية "الفارس الشهم2" "وسام الدولة للتضحية"، تكريما وتقديرا لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.

و تستمد العلاقات الثقافية بين الإمارات وتركيا قوتها نظرا لما تتمتعان به من تاريخ ثقافي وتقاليد أدبية غنية وملهمة، وتعزيزا لهذا العلاقات وقع الجانبان في شباط/ فبراير 2022 مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجال الثقافي.

وشهد البلدان مؤخرا تعاونا ثقافيا متناميا عبرت عنه مشاركة تركيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، والحضور التركي اللافت خلال فعاليات "أكسبو دبي 2020"، فضلا عن مشاركة (جمعية الناشرين الإماراتيين) في معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قدمت خلالها 284 عنوانا من إصدارات 31 دار نشر إماراتية. 

وكالة الأنباء الإماراتية (وام)

يقرأون الآن