حيث قال البروفيسور خوان (لويس أرسواغا) من جامعة كومبلوتنسي في مدريد بإسبانيا: " لعقود من الزمان، كان أحد الأسئلة المركزية في دراسات التطور البشري هو ما إذا كان الشكل البشري للتواصل، واللغة المنطوقة، موجودا أيضا في أي نوع آخر من أسلاف الإنسان القديمة، وخاصة إنسان نياندرتال."
كما درس فريق دولي من الباحثين القدرات السمعية لإنسان نياندرتال والإنسان العاقل وأسلاف إنسان نياندرتال من الموقع الأثري " أتابويركا "، وباستخدام الأشعة المقطعية عالية الدقة، قاموا بإنشاء نماذج افتراضية ثلاثية الأبعاد لهياكل الأذن لكل نوع من أنواع الإنسان القديم والحديث، واستخدموا هذه البيانات لنمذجة الترددات التي يمكن أن تسمعها كل الأنواع بشكل أفضل من غيرها.
فعلى الرغم من أن الأذن البشرية يمكنها سماع الأصوات بين ترددات 20 هرتز و20 كيلو هرتز، إلا أن غالبية أصوات الكلام البشري تصل إلى 5 كيلو هرتز بالمجمل.
وفد أظهر إنسان نياندرتال حساسية أكبر في مدى التردد من 4-5 كيلو هرتز من أسلافهم في موقع أتابويركا، على غرار الإنسان العاقل.
كما ونظر الباحثون أيضا في "عرض النطاق الترددي المشغول" لكل نوع، وهو نطاق الترددات التي تكون الأذن أكثر حساسية لها، حيث يعني توسع النطاق الترددي المشغول أن الأنواع يمكنها تمييز نطاق أوسع من الأصوات، وبالتالي التواصل بشكل أكثر فعالية.
وقد كان عرض النطاق الترددي المشغول لإنسان نياندرتال أوسع من عرض أسلافه، ومشابها تماما للإنسان العاقل. وبهذا، فإن حقيقة أن إنسان نياندرتال كان له القدرة على سماع ترددات مثل التي نعرفها الآن في الكلام البشري، والتي لم يطورها أسلافهم في موقع أتابويركا الأثري، يشير إلى أنه قد كان لديهم القدرة على إنتاج الكلام والتواصل اللفظي أيضا.
وقد قالت البروفيسورة (مرسيدس كوندي-فالفيردي) من جامعة الكالا في إسبانيا: "إن وجود قدرات سمعية مماثلة، لا سيما فيما يتعلق بالنطاق الترددي، يدل على أن إنسان نياندرتال القديم كان يمتلك نظام اتصال معقد وفعال مثل الذي نملكه نحن البشر لإنتاج الكلام."
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن إنسان نياندرتال قد يكون لديه شكل من أشكال اللغة أيضا وهذا لا يعني بالضرورة أنه قد كان لديهم القدرات العقلية للتحدث بنفس اللغة مثلما فعل البشر القدامى.