ففي العاصمة الاقتصادية رانغون تشكلت تجمعات صغيرة، وردد خلالها المتظاهرون هتاف "نحن متحدون"، وتحصنوا وراء حواجز مؤقتة صُنعت من إطارات قديمة وأحجار طوب وأكياس رمل وأسلاك شائكة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن "البقاء في الشوارع خطر"، لأن رجال الشرطة والجيش يطلقون النار، لكن نشطاء مؤيدون للديمقراطية تعهدوا بتنظيم مزيد من المظاهرات.
وتجمع حشد كبير الخميس في ماندالاي (ثاني أكبر مدينة في البلاد) لتشييع فتاة تبلغ من العمر 19 عاما توفيت الأربعاء، وردد المشيعون الذين تجمعوا أمام نعشها المحاط بالورود "لن نصفح لموتك حتى نهاية العالم".
وأصبحت تشيال سين رمزا في البلاد؛ فقد انتشرت صورة لها قبل وقت قصير من إصابتها برصاصة قاتلة وهي ترتدي قميصا كتب عليه "كل شيء سيكون على ما يرام" على شبكات التواصل الاجتماعي، وأعلن حزب أونغ سان سوتشي تنكيس الأعلام في مكاتبه تكريما لذكرى القتلى.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد النشطاء قوله "نعلم أنه يمكن دائما أن يُطلق علينا الرصاص الحي ونقتل، لكن لا معنى للبقاء على قيد الحياة تحت حكم المجلس العسكري، لذلك اخترنا هذا الطريق الخطير للخلاص"، مضيفا "سنقاتل المجلس العسكري بأي طريقة ممكنة؛ هدفنا النهائي هو استئصاله".
ويبدو أن الجيش مصرّ أكثر من أي وقت مضى على إخماد الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ الانقلاب الذي أطاح بحكومة المستشارة أونغ سان سوتشي.
وأمس الأربعاء، أكدت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ميانمار كريستين شرانر بورغنر سقوط 38 قتيلا أثناء تفريق الأمن للمظاهرات، وأن عدد قتلى الاحتجاجات تجاوز 50 شخصا منذ الانقلاب، ومن بين الضحايا 4 قاصرين، أحدهم فتى يبلغ 14 عاما، حسب منظمات غير حكومية.