أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، أنّ عدد النازحين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر، تجاوز ثلاثة ملايين.
وجاء في البيانات: "إنّ أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخليًا، وعبر أكثر من 730 ألفًا الحدود إلى بلدان مجاورة".
يستمر الوضع الإنساني في #السودان ?? في التدهور.
— المنظمة الدولية للهجرة (@IOM_Arabic) July 12, 2023
?2,414, 625 نازح داخليًا
?737,801 آخرين فروا إلى البلدان المجاورة
اقرأ أحدث تقرير عن استجابة المنظمة الدولية للهجرة في السودان لمعرفة المزيد⬇️https://t.co/QYbbuGKHMH pic.twitter.com/WR5ZANbIFm
وفر معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم حيث يتركز الصراع على السلطة بين الطرفين الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن السودان قد يسقط في حرب أهلية مع فشل جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
وأوضح مبعوث الامم المتحدة الخاص فولكر بيرتس متحدثا في بلجيكا "هذه الحرب لن تنتهي قريبا"، مضيفا أن اتفاقيات وقف إطلاق النار العديدة تعرضت للانتهاك و"استخدمتها الأطراف بشكل أساسي لإعادة تموضعها".
وقال سكان، اليوم الأربعاء، إنهم سمعوا أصوات طائرات مقاتلة وقصف مدفعي في أم درمان وبحري اللتين تشكلان مع الخرطوم العاصمة الكبرى.
كما وردت أنباء عن اندلاع قتال في الأيام الماضية بين الجيش وفصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة في ولاية جنوب كردفان وفي ولاية النيل الأزرق بالقرب من الحدود مع إثيوبيا مما أدى إلى موجات نزوح من تلك المناطق أيضا.
وأدى القتال إلى تدمير مناطق واسعة في العاصمة وإلى موجات من الهجمات في دارفور. وتعرض المدنيون لجرائم نهب وحالات انقطاع للتيار الكهربائي ونقص الغذاء والماء وانهيار الخدمات الصحية وتزايد جرائم العنف الجنسي.
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة للحكومة السودانية أمس الثلاثاء إنها سجلت تسع حالات جديدة لاعتداء جنسي في الخرطوم، ليرتفع العدد الإجمالي منذ منتصف أبريل نيسان إلى 51 حالة، مضيفة أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير على الأرجح.
وقالت الوحدة، التي يُنظر إليها على أنها محايدة، في بيان إن معظم الضحايا اتهموا قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الاعتداءات. ودعت قوات الدعم السريع المدنيين إلى الإبلاغ عن الانتهاكات وقالت إنها ستحاسب العناصر التي يتبين تورطها في الانتهاكات.
وفر معظم أولئك الذين غادروا السودان شمالا إلى مصر أو غربا إلى تشاد، مع عبور أعداد كبيرة أيضا إلى جنوب السودان وإثيوبيا.
وبعد تقاسم السلطة مع المدنيين في أعقاب الإطاحة بعمر البشير من الرئاسة في انتفاضة شعبية قبل أربع سنوات، استأثر الجيش وقوات الدعم السريع بالسلطة بالكامل في انقلاب عام 2021 قبل أن تدب الخلافات بين الطرفين على خلفية خطة لإجراء انتخابات ديمقراطية.
* محاولات فاشلة للوساطة
لم تحرز الجهود الدولية للتوسط في إنهاء الصراع تقدما يُذكر، وشملت تلك الجهود محادثات قادتها السعودية والولايات المتحدة في جدة وتم تأجيلها الشهر الماضي وكذلك اجتماع بقيادة أفريقية في أديس ابابا هذا الأسبوع.
وستعقد دول جوار السودان قمة في القاهرة غدا الخميس.
وأعلنت بريطانيا، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على ست شركات مرتبطة قالت إنها مرتبطة بقوتين تغذيان الصراع الدائر في السودان من خلال توفير التمويل والأسلحة، في توسيع لنطاق إجراءات سابقة فرضتها الولايات المتحدة.