جدد الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال استقباله الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، في البيت الابيض، عقب دعوة هاتفية تلقاها الأخير، الالتزام الأميركي تجاه اسرائيل، مؤكدا أن واشنطن تبذل جهدا كبيرا لحل النزاع بينها ولبنان.
من جهته، تحدث هرتسوغ عن نقاشات مجتمعية ساخنة تجري في اسرائيل مثنيا على الديمقراطية القوية التي يتميز بها.
وأشار هرتسوغ الى أنه "ناقش عدة قضايا مع بايدن من بينها التهديد النووي الإيراني والوضع الداخلي في إسرائيل".
ويدرس مجموعة من النواب الديمقراطيين في الولايات المتحدة التغيب عن خطاب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في الكونغرس، متذرعين بحجج من بينها سجل حقوق الإنسان لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والتعديل القضائي الذي تسعى حكومة نتنياهو اليمينية إلى إقراره ولاقت بسببه انتقادات عنيفة من المحتجين الإسرائيليين على مدى أشهر.
وقال مسؤول كبير بالحكومة الأميركية إن هرتسوغ سيجتمع أيضا مع نائبة الرئيس كاملا هاريس و وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان .
وأضاف المسؤول أن بايدن وهرتسوغ سيبحثان تعميق علاقات إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة بعدة اتفاقات مع دول عربية مجاورة في الأعوام الماضية، بالإضافة إلى الالتزام المشترك بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
ومضى المسؤول قائلا "سيبحثان أيضا الحاجة الملحة إلى الحفاظ على مسار (حل) الدولتين من خلال التفاوض لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وكان بايدن قد أجل توجيه الدعوة بسبب مخاوف إزاء المستوطنات اليهودية وتعديل مزمع يقول منتقدوه إنه سيجرد المحكمة العليا بإسرائيل من كثير من سلطاتها. وأثارت خطة التعديل احتجاجات مناهضة للحكومة في إسرائيل على مدى أشهر.
* مقاطعة الخطاب
كتبت عضو مجلس النواب في الكونغرس الأميركي إلهان عمر على "تويتر" إن حضور الخطاب غدا الأربعاء هو بالنسبة لها أمر في حكم "المستحيل".
وأضافت عمر "يأتي خطاب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ نيابة عن الحكومة صاحبة أقوى النزعات اليمينية في تاريخ إسرائيل، في وقت تتعهد فيه (هذه) الحكومة على الملأ ‘بسحق‘ آمال الفلسطينيين في إقامة دولة، وهو ما يدق بشكل أساسي مسمارا في نعش السلام وحل الدولتين".
وقالت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز أيضا إنها لا تعتزم حضور الخطاب. وقال أحد معاوني كورتيز إنها تشارك كثيرا من زملائها مخاوفهم.
وكتبت رشيدة طليب، أول عضو من أصل فلسطيني في مجلس النواب الأميركي، على "تويتر" أنها ستقاطع كلمة هرتسوغ. ووقفت رشيدة طليب وهي تحمل لافتة كتب عليها "قاطعوا الفصل العنصري" على درج مقر الكونغرس. وقالت هناك "طالبت جميع أعضاء الكونغرس الذين يناصرون حقوق الإنسان بالانضمام إلي".
وقال جمال بومان، عضو مجلس النواب الأميركي، في بيان إنه لن يحضر أيضا الجلسة مبررا ذلك بما قال إنه "القلق من انعدام الشعور بالحاجة الملحة لتوفير السلامة والأمن لجميع الإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة وتنفيذ حل قيام دولتين في النهاية".
وليس غريبا أن يتغيب أعضاء في الكونغرس عن خطابات الزعماء الأجانب في الاجتماعات المشتركة لمجلسيه. ولم يحضر بعض الأعضاء خطاب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في حزيران/ يونيو، متعللين بمشكلات من بينها مخاوف حقوق الإنسان.
وتخلف أكثر من 50 نائبا ديمقراطيا في 2015 عن حضور خطاب لنتنياهو في الكونغرس كان يُنظر إليه على أنه احتفاء بالنواب الجمهوريين بالكونغرس وتجاهل لسياسة الرئيس الديمقراطي حينئذ باراك أوباما المتعلقة بإيران.
واعتذرت النائبة براميلا جايابال، التي تقود مجموعة ضخمة من التقدميين في الكونغرس، يوم الأحد عن وصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية.
وكان الزعماء الديمقراطيون في مجلس النواب قد عارضوا رأيها.
زيارة نتنياهو
وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاجتماع معه في البيت الأبيض في أيلول/سبتمبر، غير أن البيت الأبيض لم يؤكد التفاصيل بعد.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض ردا على استفسار من "رويترز"عن تعليقات هنغبي إن الزعيمين اتفقا على الاجتماع، لكنهما لم يحددا المكان.
وأجّلت واشنطن حتى أمس الاثنين توجيه دعوة إلى نتنياهو بسبب مخاوف إزاء تعديلات تعهد نتنياهو وحكومته اليمينية بإدخالها على النظام القضائي، فضلا عن توسع إسرائيل في بناء المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
رويترز