أطلقت وزارة الشباب والرياضة في حفل حاشد أقيم برعاية رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في فندق هيلتون حبتور، فعاليات "بيروت عاصمة الشباب العربي"، التي تستمر حتى نهاية العام الجاري.
والى جانب ممثل رئيس الحكومة، وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلّاس، حضر الحفل رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي، ونائبا الرئيس وزير الشباب والرياضة العراقي احمد المبرقع ووزير الشباب والرياضة الاردني محمد سلامة النابلسي، والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية هيفاء ابو غزالة، وحشد من مدراء ووكلاء وزارات الشباب والرياضة العرب.
وبدأ الحفل الذي قدّمه الشابان شروق محيدله ويورغو نيسي، بالنشيد الوطني اللبناني الذي أنشدته مجموعة من الشابات والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة من "Special Olympics" على وقع عزف الموهبة اللبنانية ايليو الهاشم، وعرض فيديو عن روزنامة الانشطة المقررة حتى نهاية العام.
بعدها، عُرض الجزء الاول من فيلم بعنوان "مستقبل لبنان" تم تصويره وانتاجه خصيصاً للحفل، ويحكي قصة ولد عمره 12 سنة يحلم بأحلام مزعجة (مشاهد عنف - تفجير المرفأ - الكورونا - انهيار العملة - هجرة الشباب) فيستيقظ خائفاً على مستقبله، ليدخل جدّه وهو سفير سابق ونجله وزوجته، ويحاولون لإخراجه من رعبه، إخباره قصص عن الدول العربية الـ21، لتبقى النهاية مُعلّقة الى الجزء الثاني.
ميقاتي
وعُرضت كلمة لراعي الحفل الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال "عادة ما أبدأ بعبارة أهلا وسهلاً بالضيوف الكرام، ولكن اعتقد انكم في وطنكم، في بلدكم، ولستم بضيوف، أنتم أهل الدار ونحن الضيوف".
وأضاف ميقاتي: "بيروت سعيدة جداً اليوم باحتضان هذا اللقاء الهام الذي يجمع اكثر من سبعمائة شاب من مختلف الدول العربية والمناطق اللبنانية، له معاني كثيرة وأهمها جمع الشمل، وهذا ما نحتاج اليه على كل الاصعدة، فشكراً لجامعة الدول العربية لمساعدتنا في اقامة هذا اللقاء، وأخص بالذكر مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وأشكر ايضاً بالذات دولة العراق الشقيق على مساعدتها ودعمها لانعقاد هذا النشاط".
وختم: "اعتذر عن عدم الحضور شخصياً ولكنني على يقين ومتأكد بأن معالي الوزير الصديق جورج كلاس سيقوم بالواجب وأكثر، بنقل فكرة لبنان والعيش المشترك في لبنان، وقيمة هذا العيش، وكلنا باذن الله يد واحدة نحو الخير والفلاح".
أبو غزالة
وتحدثت هيفاء أبو غزالة، بإسم الامين العام لجامعة الدول العربيةأحمد أبو الغيط، لافتتًا إلى أنه "رغم كل الصعاب والمحن التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه أبى أن يستسلم واختار الصمود ومواجهة التحديات. واليوم تفتح بيروت ذراعيها وقلبها لاحتضان الشباب المشارك من أرجاء الوطن العربي في فعاليات بيروت عاصمة الشباب العربي".
وأضافت: "لا يفوتني الإشادة ببرنامج الفعاليات، والذي تمّ وضعه بعناية ليتوافق مع أهداف مشروع عاصمة الشباب ويغطي جوانب متنوعة من اهتمامات الشباب العربي، كما أنه لم يغفل احتياجات الشابات العربيات، حيث تم تخصيص نشاط لهذا الغرض، هو ملتقى حركة المرشدات والعالم الافتراضي، معًا لتمكين القائدة العربية".
صبحي
وبإسم مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، تحدث رئيس مكتبه التنفيذي أشرف صبحي، معبّرًا عن سعادته الغامرة بتواجده فى مناسبة انتقال عاصمة الشباب العربي وتسليم الراية بين الأشقاء، وقال إن اختيار بيروت عاصمة للشباب العربي ما هي إلّا ثقة من جميع البلدان العربية في أن بيروت ستمثل إضافة حقيقية وعلامة مضيئة على طريق العمل العربي المشترك وتقديم الأداء المتميز من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ لكافة أنشطة ومشروعات وفعاليات "بيروت عاصمة الشباب العربي".
كلاس
وبعدما استعرض المخترع اللبناني علي عودة تجربة نجاحه، تحدث كلاس فقال: "اهلًا بكم في لبنان، الفَرِح بمشاركتكم والمُعتَزِّ بوجودكم المُقدَّر قراركم باعتماد بيروت عاصمة للشباب ألعرب 2023، بما يشكل قمة شبابية عربية، تنفتحُ على إنتظارات، وتعتمد قواعدَ الواقعيةِ المرتكزة على لقاءات ونقاشات وتبادلات وتلاقيات، وتَدَرُّبٍ على ثقافة السياسات الشبابية، فإذا نحنُ أمامَ برلمان شبابي عربي".
وأضاف: "حضوركم بيننا هو فعلُ إيمان وثقة بلبنان، وبادرةُ محبة تجاه اجياله الشابة، الناظرة الى الغد بثقةِ المتطلِّعِ الى بناء الجسور بين الاجيال العربية، تعرُّفاً وتعارُفاً وتفاعلاً واعداً بتمايزاتٍ تؤكِّدُ ان نوعية مجتمعاتنا الشبابية هي بتنوُّعها وبتكاملها، لتشكل أيقونة موزايكية، لكلِّ دُرَّةٍ فيها موقعُها وفنَّيتُها وجماليتُها، وكلنا مسؤولون عن فنِّ التصميم والترصيع والتركيب، لنجَوهرَ ماساتنا الشابة ونرصُفَها وننزِلَها عقداً، واسطتُهُ القِيَم و قِلادَتُهُ الفرادة".
وتابع كلاس: "لبنان السلام ولبنان الازدهار ولبنان الفكر ولبنان النهضة ولبنان السياحة ولبنان الحضارة باقٍ في العقول راسِخٍ في التاريخ، فاعلٍ في ألحاضر وإنْ قسا، متفاعلٍ مع الظروف وإِنْ تَجبَّرَتْ، حسبنا اننا أزليون سرمديون، مؤبَّدون في قلوبكم .. لبنانا وطنٌ للحياة و الكرامة، ورفعةِ الرأس بكم وشمخَة العزِّ بوجودكم وان يتفاعل الشباب العرب واقعاً وفعلاً مع شباب لبنان، ويتعرفوا على هذا البلد ويتأسسوا على حبه، جيلاً يُحدِّث وجيلاً يتذكر وجيلاً يتخيل انه في لبنان، فزورونا ولا تتخيلونا".
وقال كلاس: "قبل اعلان بيروت عاصمة للشباب ألعرب 2023، كانت المنامة والرباط والكويت فالقاهرة وتونس وبغداد. انه قرار مقدّر من وزراء الشباب والرياضة العرب وجامعة الدول العربية، وهبةٌ معتبرة من الدولة العراقية للنهوض بهذه الاحتفالية، التي لن تكتمل دائرة فرحها الاَّ بوقفةِ مَجدٍ تحيةً لشباب فلسطين وتبرُّكاً من روحانياتِ القدس .. وسؤال ببروت : متى تكون القُدسُ او غزَّة عاصمة للشباب العرب؟".
ومع عرض الموهبة اللبنانية اسماء سرحان لتجربتها في الاختراعات الطبية، صفّق الحضور طويلاً للجزء الثاني من فيلم مستقبل لبنان الذي اختتم بحديث الجدّ والأب والأم عن الدولة 22 العربية، حيث تغنّوا بلبنان، مع عرض لبعض من أجمل مناطقه مترافقاً مع موسيقى لبنانية، والجد يختم ليقول لحفيده "يا جدي بعمرك ما تعتل هم وفكر انو لازم نكون ايد واحدة ومتل ما عيلتنا هلق اجتمعت حدك عيلتنا العربية عطول مع لبنان وما بتتركو" .. يغطيه ويطفيء الضوء ويغلق الباب .. والولد ينام هانئاً.
وختاماً، عزف اليو الهاشم مقطوعة موسيقية كلاسيكية اختتم فيها الحفل، قبل ان ينتقل الجميع الى حفل العشاء الرسمي الذي تحدث فيه مستشار وزير الثقافة روني الفا بإسم اللجنة المنظمة، ثم سلّم وزير الشباب والرياضة دروعاً تذكارية الى كبار الضيوف.