اجتمع قادة الجيش والأمن من الأردن وسوريا، أمس الأحد، لمناقشة مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة، التي شهدت مناوشات دامية، ألقي بالمسؤولية عنها بشكل أساسي على قوات مسلحة موالية لإيران، ولها نفوذ جنوبي سوريا.
وأشارت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إلى أن المحادثات أجريت برئاسة رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني من الجانب الأردني، ووزير الدفاع علي محمود عباس ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا، من الجانب السوري. وناقشت المحادثات التهديد الذي تشكله المخدرات على استقرار المنطقة.
وأضاف البيان: "بحث الإجتماع التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبها عبر الحدود إلى الأردن، كما بحث الإجراءات اللازمة لمكافحة عمليات التهريب ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها".
ويأتي الاجتماع بعد تلقي الدول المجاورة لسوريا تعهدًا من دمشق، خلال اجتماع في أيار/ مايو الماضي في عمان، بالتعاون مع جهودهم لكبح جماح تجارة المخدرات السورية المزدهرة، مقابل مساعدة سوريا في الخروج من حالة العزلة بعد الحرب الأهلية، التي اندلعت واستمرت لأكثر من عشرة أعوام.
اتهامات
وتتهم الحكومات العربية والغرب، سوريا، بإنتاج مادة الأمفيتامين المخدرة المعروفة باسم الكبتاغون، التي تدر أرباحًا كبيرة، وتنظيم تهريبها إلى الخليج مرورًا بالأردن كنقطة عبور رئيسية.
ويشعر الأردن بالقلق بسبب الانفلات الأمني في جنوب سوريا، إذ كرر اتهامات واشنطن بأن قوات موالية لإيران تحميها وحدات من الجيش السوري، تدير شبكات تهريب بمليارات الدولارات.
وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا والإتحاد الأوروبي الحكومة السورية بإنتاج وتصدير هذه المادة المخدرة، وذكروا اسم ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري وشقيق الرئيس بشار الأسد كشخصية رئيسية.
وتنفي الحكومة السورية ضلوعها في صنع وتهريب المخدرات أو التواطؤ مع قوات تدعمها إيران، ولها صلات بالجيش وقوات الأمن.
وتقول إيران إن هذه المزاعم تأتي في إطار مخططات الغرب ضدها.
الأردن نفد صبره
وقالت مصادر مخابرات محلية وغربية لـ"رويترز"، إن الأردن، الذي نفد صبره على ما يقول إنها وعود لم يتم الوفاء بها للحد من حرب المخدرات، تولى زمام الأمور، ونفذ في أيار/ مايو، ضربة نادرة داخل الأراضي السورية، حيث تمّ هدم مصنع مخدرات مرتبط بإيران.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في وقت سابق هذا الشهر، في دمشق، إن بلاده لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضدّ أي تهديد لأمنها القومي، وحثّ دمشق على التصرف بقوة أكبر.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أسقط الجيش الأردني طائرتين مسيّرتين إيرانيتين قادمتين من سوريا، قال الجيش إنها تحمل أسلحة، وهو تطور مقلق لعمان التي اتهمت دمشق في الماضي بإرسال مسلحين لشن هجمات.
وقال مسؤولون إن الأردن طلب المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على الحدود. وقدمت واشنطن منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا نحو مليار دولار لإنشاء نقاط مراقبة حدودية.
ويبلغ طول حدود الأردن مع سوريا حوالي 375 كيلومترًا.
رويترز