أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للزعماء الأفارقة، اليوم الجمعة، إلى أنّ "موسكو تحترم اقتراحهم للسلام مع أوكرانيا وتدرسه بعناية"، مؤكداً أن روسيا مستعدة لعقد مفاوضات مع أوكرانيا لكن كييف ترفض المشاركة فيها.
وفي قمة روسية أفريقية، قال بوتين: "روسيا ستزيد الإمدادات الغذائية لأفريقيا، بما في ذلك بعض شحنات الحبوب المجانية التي أعلن عنها أمس الخميس"، مضيفًا أنّ بلاده مهتمة بتنمية التعاون العسكري مع القارة.
وذكرت روسيا مرارا أن أي محادثات يجب أن تأخذ في الاعتبار تلك "الحقائق الجديدة".
Putin tells African leaders Moscow is studying their Ukraine peace planhttps://t.co/dOuFouQlk7
— CNBC Africa (@cnbcafrica) July 28, 2023
كما نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها إنّه "تمت تسوية 90 في المئة من القضايا المتعلقة بديون الدول الأفريقية المستحقة لروسيا".
دعا رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو، إلى إنهاء النزاع الروسي الأوكراني، قائلاً إنّ "خطة السلام التي طرحها القادة الأفارقة تستحق الإهتمام".
ومن جهته، قال رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان آركانج تواديرا، إنّ علاقات بلاده مع روسيا ساعدتها على إنقاذ ديمقراطيتها وتجنب حرب أهلية.
وشكر رئيس مالي أسيمي غويتا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقديمه الدعم في محاربة "الإرهاب"، قائلاً في قمة روسية أفريقية إنه ممتن إلى روسيا لما قدمته من مقترحات لتزويد أفريقيا بالحبوب.
ودعا الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى "خفض التصعيد للمساعدة في إشاعة الهدوء".
السيسي
حثّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي روسيا، على إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي انسحبت منه موسكو الأسبوع الماضي.
وأشار السيسي إلى أنّه "من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن إحياء العمل بمبادرة الحبوب، التي انسحبت منها روسيا عازية قرارها إلى عدم وفاء أوكرانيا والغرب بالتزاماتهما".
الاتحاد الافريقي
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، لبوتين والزعماء الأفارقة في سان بطرسبرغ إنه "يتعين إنهاء هذه الحرب. ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والمنطق".
وأضاف "يتعين إنهاء الاضطرابات في إمدادات الطاقة والحبوب على الفور. يتعين تمديد اتفاق الحبوب لمصلحة جميع شعوب العالم، لا سيما الأفارقة".
وبدأ زعماء الدول الأفريقية، يوم الأربعاء، بالتوافد إلى سان بطرسبرغ لحضور قمة منتدى "روسيا - أفريقيا".
"حقائق جديدة"
دأبت روسيا على قول إنها مستعدة للمحادثات لكن هذه المحادثات يتعين أن تأخذ في اعتبارها "الحقائق الجديدة" على الأرض.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبدأ وقف إطلاق النار الآن مما يترك روسيا مسيطرة على نحو خُمس أراضي بلاده ويمنح قواتها الوقت لإعادة ترتيب صفوفها بعد 17 شهرا من حرب طاحنة.
ومنذ الانسحاب من الاتفاق، قصفت روسيا الموانئ الأوكرانية ومستودعات الحبوب، مما جعل أوكرانيا والغرب يتهمان روسيا بأنها تستخدم الغذاء كسلاح في الحرب، وجعل أسعار الحبوب العالمية ترتفع مرة أخرى.
ووعد بوتين أمس الخميس بتقديم حبوب روسية مجانا في الأشهر القليلة المقبلة لست من الدول المشاركة في القمة.
ويسعى بوتين إلى استغلال الحدث لتوطيد علاقات بلاده بأفريقيا وحشد دعم القارة في مواجهة ما يصفه بالهيمنة الأمريكية والاستعمار الغربي الجديد.
وأدلى عدد كبير من الزعماء الأفارقة بكلمات ودية عن سجل موسكو في دعم بلدانهم في نضال التحرر في القرن العشرين وفي الآونة الأخيرة.