التمديد لليونيفيل… بين توسيع صلاحياتها أو تقليصها

يواجه التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" بموجب القرار 1701 هذا العام، صعوبات جديّة، إذ تشهد أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحركات متعددة على مسافة أيام من بلوغ جلسة إقرار التمديد الجديد، وذلك في 31 من الشهر الحالي.

الدولة اللبنانية تسعى إلى التخفيف من صلاحيات "اليونيفيل"، ومن ضمنها شطب الفقرة التي أضيفت أثناء التمديد لهذه القوات العام الماضي، والتي تخوّل "اليونيفيل" القيام بمهمات التفتيش بمعزل عن مواكبة قوات من الجيش اللبناني. فيما تسعى فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة لإدخال تعديلات جديدة على صلاحيات عمل قوات الطوارئ الدولية، وتتركز الإقتراحات على مسألة توسيع نطاق عملها. 

وفي هذا الإطار، رأى العميد المتقاعد أمين حطيط، في حديثٍ لـ"وردنا"، أن إسرائيل تحاول إدخال هذه التعديلات عبر الدول الثلاث (فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة)، فيما يخدم مصلحتها، وهي تعديلات لا يرضى بها لبنان وفي حال تمّ اعتمادها، يستطيع لبنان التنصّل منها وتبقى بلا مفاعيل، بحيث أن القرار 1701 لا يمكن تطبيقه دون موافقة الدولة المعنية.

وتجدر الإشارة إلى أنه من النادر أن تتخذ الأمم المتحدة إجراءات قوية دون موافقة الدول المعنية، وعادةً ما يكون هناك تعاون وتنسيق بينها وبين الدول المعنية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وذلك تجنبًا للتوترات والتصعيد في المنطقة.

ولفت إلى أن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، أمام مهمة أساسية وهي "منع إدخال تعديلات جديدة لا يقبل بها لبنان".

ومن المرتقب أن يتولى الوزير بو حبيب، شخصيًا، تمثيل لبنان في جلسة مجلس الأمن الدولي.

وفي الوقت الذي تسعى به الدول الضاغطة، لإظهار الخروقات التي قام بها الجانب اللبناني طوال السنة الفائتة، مرورًا بحادثة الإعتداء على الدورية الإيرلندية في الجنوب، ما أدّى إلى مقتل أحد عناصر الدورية وإصابة عنصر آخر، إتهم حطيط  "اليونيفيل" بالدفاع عن مصلحة إسرائيل، فيما لبنان يتعرض للخرق وهو في موقع المعتدى عليه.

وعن حادثة "الكحالة"، حيث قتل شخصين الأسبوع الماضي، في تبادل لإطلاق النار بين أعضاء "حزب الله" وسكان بلدة الكحالة بعدما انقلبت شاحنة تخص الحزب، شدّد حطيط على أن هذه الشاحنة لا تنتهك القرار 1701، إذ انها خارج حدود نطاق القرار .

ويراهن لبنان على دعم روسيا والصين في التمديد لقوات "اليونيفيل" العاملة جنوب البلاد دون تعديل صلاحياتها.

وعام 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان. ويطالب القرار "حزب الله" بالوقف الفوري لكلّ هجماته وإسرائيل الوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية وسحب كلّ قواتها من جنوب لبنان.

كما دعا القرار الحكومة اللبنانية، لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بالتزامن مع الإنسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق. كما دعا إسرائيل ولبنان لدعم وقف دائم لإطلاق النار وحلّ بعيد المدى.

يقرأون الآن