بعد إعلان "حزب الله" عن احباط هجوم إرهابي في منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية، حيث نفذت "وحدة الحماية" التابعة له مداهمة أمنية في المنطقة بحثاً عن شخص سوري ينتمي لتنظيم "داعش" ومتهم بأنه كان قد شارك في الإعداد لتفجيرات السيدة زينب الأخيرة في سوريا، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للمداهمة، فهل ثمة خلايا نائمة في لبنان؟
تؤكد مصادر عسكرية لـ"المركزية" أن لا خطر "داعشيا" بالمعنى المتعارف عليه كمثل تنفيذ عمليات إرهابية في لبنان على غرار تلك التي انتشرت في العقد الماضي لكن ذلك لا يسقط فرضية وجوده او استفاقة خلاياه النائمة في اي لحظة، اذا ما اقتضت مصالح من يحرك التنظيم ذلك. وتكشف ان منذ خمسة اشهر حتى اليوم تم توقيف ثلاثين داعشيا في لبنان، في مناطق مختلفة شمالا وبقاعا وجنوبا، بينهم عدد لا بأس به ممن شاركوا في الحرب على الجيش في عرسال. وطمأنت الى ان هؤلاء اوقفوا تباعا وعلى مراحل عدة وتم التحقيق معهم، غير انه لم يثبت ان لدى اي منهم مخططات ارهابية او يسعون الى تنفيذ عمليات تم تكليفهم بها.
المصادر أشارت الى ان مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني كانت تلقت تقارير في شأن دخول وسام دلة الى لبنان منذ فترة، الا انها لم تتمكن من تحديد مكان تواجده الذي تبين لاحقا واثر مداهمة الحزب انه في حي السلم حيث اقام لدى صهره وبعض الاقارب.
وتضيف الوكالة: "في المقابل، لم تخف اوساط دبلوماسية غربية استغرابها تصرف الحزب وكأنه الدولة، ضاربا عرض الحائط الاجهزة الامنية والمخابراتية المفترض انها مولجة تنفيذ عمليات دهم مماثلة والقاء القبض على الارهابيين، اذ يبدو أنه بات يتعاطى في الملفات الامنية كما يحلو له ومن دون تنسيق مع اجهزة الامن،وقد اكتفى بالتنسيق مع الامن السوري، وهو شأن خطير لا يجوز السكوت عنه، وسألت لماذا لم يقدم الحزب معلوماته الامنية الى مديرية المخابرات في الجيش لتداهم "الداعشي" ان كان كذلك عن حق وتؤازر الدورية ان تتطلب الامر، فتبقى العملية تحت ستار الشرعية".
وتابعت :"الحزب يحاول، على ما تعتقد الاوساط، اعادة احياء خطر داعش لاستخدامه شمّاعة والهاء اللبنانيين وبيئته المتململة اولا عن الاتهامات المساقة ضده اخيرا من عين ابل الى الكحالة وغيرها من الحوادث التي عبقت بها الساحة اللبنانية وكان الحزب خلفها، فيستخدمه كما "خبرية راجح" ليركز اللبنانيون اهتماماتهم على الخطر الداعشي عوض مهاجمة حزب الله الذي بات مكشوفا ومحرجا امام بيئته نتيجة ممارساته الفوقية".