في قرار مفاجئ في قمة عقدت هذا الأسبوع في جوهانسبرغ، دعت المجموعة كلا من السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة إلى الانضمام لعضويتها.
وتستهدف هذه الخطوة تعزيز نفوذ "بريكس" كمدافع عما يسمى دول الجنوب العالمي التي يشعر كثير منها بمعاملة مجحفة من المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة ودول غربية غنية أخرى.
لكن من المرجح أن يعني التوسع مزيدا من الخلافات في المجموعة التي تجد صعوبة بالفعل في اتخاذ القرارات بسبب الحاجة إلى توافق الآراء. وتعثر مجرد إعلان مشترك يخص التوسعة في مفاوضات مضنية يوم الأربعاء بشأن معايير قبول الأعضاء الجدد.
وقال باتريك لوكوسا، المتخصص في التعاون الدولي بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، "ستكون هناك بالتأكيد مشكلة إذا فعلوا كل شيء بتوافق الآراء. يتعين تغيير النموذج... إلى تصويت الأغلبية".
وأضاف "توجد بالفعل اختلافات بين الدول الخمس على العملة المشتركة. ماذا يحدث لو أصبح لدينا عشر دول أخرى؟"
"الاستقطاب السياسي"
تمثل تعهدات زعماء بريكس بالدفاع عن مصالح الدول غير الغربية جزءا من تحول تدريجي في تركيز المجموعة من الاقتصاد إلى الجغرافيا السياسية.
وقال دانييل سيلك، مدير مؤسسة (بوليتيكال فيوتشرز) الاستشارية ومقرها جنوب أفريقيا "لا تخطئوا الفهم، فالأمر لا يتعلق بالتجارة وحدها. إنه يتعلق بالتشرذم والاستقطاب السياسي الذي نشهده في العالم". وأضاف أن الصين أشارت إلى احتمالات نشوب حرب باردة جديدة مع واشنطن كمسوغ لتوسعة المجموعة.
لكن مازال أمام دول بريكس طريق طويل لتقطعه لتحويل نفسها إلى منظمة عالمية متحدة بوسعها فعليا تحدي الهيمنة الغربية على المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدوليين.
ودائما ما كانت هناك خلافات بين العضوين الأثقل وزنا في المجموعة، الصين والهند. فنيودلهي قريبة من الغرب ولديها صفقات عسكرية مع الولايات المتحدة، لكنها تشتبك في بعض الأحيان في صراع عنيف مع بكين على حدودهما في منطقة الهيمالايا.
من بين نحو 33 مليار دولار من القروض التي وافق عليها بنك التنمية الجديد، كان ثلثا القروض بالدولار
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو يتخذ من المجموعة منتدى للطعن من الغرب الذي يسعى إلى عزل موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. واستهدف بوتين في كلمة مصورة اليوم الخميس القوى الغربية التي قال إن "الليبرالية الجديدة" التي تتبناها تبشر بعالم متعدد الأقطاب لا تهيمن عليه دولة أو كتلة واحدة.
وتتناقض تصريحاته فيما يبدو مع تصريحات نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي قال في كلمة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء وجوده في القمة يوم الثلاثاء إن بريكس لا يراد بها أن تكون "ثقلا موازنا لمجموعة السبع أو مجموعة العشرين أو الولايات المتحدة".
وأكد لولا أثناء القمة موقف البرازيل المتمثل في "الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي" الدول، في انتقاد واضح لروسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
كما طرح فكرة إنشاء عملة مشتركة للتجارة والاستثمار بين دول بريكس، وهو ما لا يحرص عليه الأعضاء الآخرون، على الرغم من اشتراكهم جميعا في الرغبة في تقليص الاعتماد على الدولار.
"المبالغة في الطموح"
وقال توم لودج، أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة ليمريك، إن إطار عمل بريكس لتصبح أشبه بمنظمة فعلية "في طور البناء، لكن مازال أمامها طريق طويل".
ووعد بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول بريكس عام 2015 بديلا لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بزيادة الإقراض بالعملات المحلية كوسيلة للحد من تعرض الأعضاء لتقلبات أسعار صرف الدولار. لكن من بين نحو 33 مليار دولار من القروض التي وافق عليها بنك التنمية الجديد، كان ثلثا القروض بالدولار، وفق شرح قدمه مستثمرون في نيسان/أبريل .
وقال لودج "كثير من مبالغة بريكس يتعلق بالطموح... إذا كانوا يريدون إعادة توازن القوة الاقتصادية ومؤسسات ائتمانية لا تسيطر عليها الدول الغربية، فإن بريكس لم تنجز إلا القليل جدا بصراحة نحو بلوغ هذا الهدف".
وقال جوستافو دي كارفالو، كبير الباحثين في معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية، إن إضافة الدول الغنية بدولارات النفط إلى بريكس قد يوفر سيولة تتعطش إليها مؤسسات مثل بنك التنمية الجديد.
لكن كما تكشف المناقشات المحمومة أحيانا في مجموعة الدول السبع التي تمثل أغنى ديمقراطيات العالم، فإن بناء التماسك يتطلب أكثر من مجرد المال.
وقال كارفاليو "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت بريكس ستتخذ شكل تحالف"، مشيرا إلى أنه لا يوجد توافق في تصويت أعضاء بريكس الحاليين في الأمم المتحدة في كثير من الأحيان.