لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

طلال سلمان يكتب السطر الأخير.. ويرحل

خسرت الصحافة اللبنانية والعربية، اليوم الجمعة، صاحب جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها وناشرها، منذ آذار/مارس 1974 حتى آخر عدد من صدورها، في 4 كانون الثاني/يناير 2017، الصحيفة التي حملت شعار "جريدة لبنان في الوطن العربيّ وجريدة الوطن العربيّ في لبنان"، وشعاراً آخر عرفه القراء "صوت الذين لا صوت لهم". 

طلال سلمان يكتب السطر الأخير.. ويرحل

طلال سلمان والعدد الأخير من صحيفة السفير (من أرشيف الزميل المصور عباس سلمان)

شكل طلال سلمان منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، والتأثير في الرأي العام، وفي تاريخة الصحافي سجل حافل من اللقاءات مع كبار القادة والملوك والزعماء العرب، وكل الرؤساء اللبنانيين.  

نجا من محاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في بيروت، في 14 تموز/يوليو 1984، وأصيب بجروح خطرة، وسبق ذلك محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع "السفير" في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.

بدأت مسيرته في اواخر الخمسينيات مُصحّحاً في جريدة "النضال" ثم مخبراً صحافيّاً في جريدة "الشرق"، لينضم بعدها الى مجلة "الحوادث" كمحرّر فسكرتير تحرير. وفي خريف العام 1962 ذهب إلى الكويت ليصدر مجلّة "دنيا العروبة" عن "دار الرأي العامّ" لصاحبها عبد العزيز المساعيد. لكنّه عاد بعد ستة أشهر  إلى بيروت ليعمل مديراً لتحرير مجلّة "الصيّاد" ومحرّراً في مجلة "الحرّية"، الى أن تفرّغ لإصدار "السفير". 

"على الطريق" كان عنوان افتتاحيّات طلال سلمان،  وابتدع شخصية "نسمة" التي رافقته في "هوامش" في الملحق الثقافيّ لـ"السفير".  

الناشر الراحل طلال سلمان (من أرشيف الزميل المصور عباس سلمان)

ولد سلمان في بلدة شمسطار (غربي مدينة بعلبك في البقاع اللبناني) عام 1938. والده إبراهيم أسعد سلمان. ووالدته فهدة الأتات. تزوّج عام 1967 من عفاف محمود الأسعد، من بلدة الزرارية في جنوبي لبنان، ولهما: هنادي (مديرة تحرير في جريدة «السفير») وربيعة (المشرفة العامة على أرشيف «السفير»)، وأحمد (المدير العام المساعد) وعلي (مهندس صوت).

في أحدث مؤلفاته «كتابة على جدار الصحافة» (دار الفارابي، 2012) وهو أقرب إلى الجزء الأول من سيرة حياة يصف طلال سلمان خطواته على الطريق إلى الصحافة بمقدار ما يصف حال الصحافة اللبنانية وتطوّر مسيرتها لتصير "صحافة العرب الحديثة". أما مسيرته فشاقة، بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي لـ "واحد من متخرجي بيروت عاصمة العروبة" كما يصف نفسه في سيرته، استهلها مصحّحاً في جريدة "النضال"، فمخبراً صحافياً في جريدة "ألشرق"، ثم محرراً فسكرتيراً للتحرير في مجلة "الحوادث"، فمديراً للتحرير في مجلة "الأحد".

ناشر السفير طلال سلمان والزميل عباس سلمان في جريدة السفير

وفي خريف العام 1962 أصدر في الكويت مجلة "دنيا العروبة"، ليعود إلى بيروت ليعمل من جديد في "الصياد" و"الأحد" حتى تفرّغ لإصدار "السفير" في أواخر العام 1973، وهو عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ العام 1976. اشتهر أيضاً بحواراته العميقة مع غالبية الرؤساء والمسؤولين العرب. يترقّب الرأي العام افتتاحياته اليومية بعنوان "على الطريق"، والتي تميّزت بالوضوح السياسي وصلابة الموقف. ويترقبّه بحماسة مماثلة في "نسمة"، الشخصية التي ابتدعها في "هوامش" يوم الجمعة، وهي شخصية ذات دفء وجداني حميم ترسم "بورتريهات" للمسرح السياسي والثقافي والأدبي، وتصوّر صدق المشاعر الإنسانية وشغفها بالحياة وحماستها لها ولأخلاقيات الذوق الرفيع.

طلال سلمان في بدايات جريدة السفير

تتميّز شخصيته كإعلامي بمزيج من رهافة الوجدان السياسي والصلابة في الموقف، ما عرّضه إلى ضغوط متزايدة بلغت أوجها في نجاته في 14 تموز/يوليو من محاولة اغتيال أمام منزله فجراً تركت ندوباً في وجهه وصدره.

عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ عام 2002. و حائز على جائزة الدبلوماسي والمستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط، عام 2000. وفي عام 2009، اختاره منتدى دبي الإعلامي «شخصية العام الإعلامية». وفي عام 2010، منحته كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية درجة الدكتوراة الفخرية تقديراً لدوره في الصحافة والإعلام والأدب الصحافي.

منذ كانون الثاني/يناير 2017، حتّى العام 2022، ظلّ طلال سلمان مواظباً على كتابة "على الطريق" في الموقع الذي حمل وما يزال اسمه: طلال سلمان (https://talalsalman.com). وكان الموقع أيضاً منبراً لأصدقاء "السفير" وطلال سلمان، من لبنان والعالم العربيّ، كذلك صفحة "السفير" على موقع "اكس" (تويتر). 

 

مؤلّفات طلال سلمان:

- مع فتح والفدائيّين (دار العودة 1969).

- ثرثرة فوق بحيرة ليمان (1984).

- إلى أميرة اسمها بيروت (1985).

- حجر يثقب ليل الهزيمة (1992).

- الهزيمة ليست قدراً (1995).

- على الطريق... عن الديمقراطيّة والعروبة والإسلام (2000).

- هوامش في الثقافة والأدب (2001).

- سقوط النظام العربيّ من فلسطين إلى العراق (2004).

- هوامش في الثقافة والأدب والحبّ (2009).

- لبنان العرب والعروبة (2009).

- كتابة على جدار الصحافة (2012).

- مع الشروق (2012).

- هوامش في الثقافة والأدب والحبّ (2014).

- مع الشروق (2014)".

يقرأون الآن