أعلن الصديق حفتر، الابن الأكبر لقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر، اليوم الاثنين أنه مستعد للترشح لرئاسة البلاد لكنه حذر من أن الانتخابات على مستوى البلاد في الدولة العضو في منظمة "أوبك" لا يمكن أن تتم إلا مع توافر استقرار أمني وتشكيل حكومة جديدة.
وعزز الصديق خليفة حفتر، الذي لا يضطلع بمسؤوليات عسكرية على عكس والده البالغ من العمر 79 عاما، صورته العامة على وسائل التواصل الاجتماعي في غمرة حالة من عدم اليقين حول احتمالات اعتزام والده الترشح للرئاسة في المستقبل.
ودافع الصديق (43 عاما) في مقابلة عن دور عائلته في البلاد وسعى إلى تقديم نفسه على أنه يمثل جيل الشباب الليبي.
وقال في باريس متحدثا عبر مترجم "أعتقد أن عندنا المقدرة بشكل إيجابي في رأب الصدع بين الليبيين وترسيخ مبدأ المصالحة الوطنية بين كل أفراد الشعب الليبي وهذا الدور من صميم ما تقوم به العائلة في الدفاع عن الوطن في الجانب المدني".
وحين سُئل عما إذا كان سيرشح نفسه في أي انتخابات رئاسية في المستقبل، قال إن الأمر كله يتوقف على الظروف حينذاك، لكنه أوضح أنه إذا ترشح فسيمثل جميع الليبيين.
وقال حفتر الابن إنه ليس لديه مشكلة "شخصية" مع الحكومة الحالية، لكن يتعين تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط تضطلع بوضوح بمهمة الإعداد للانتخابات.
وأضاف "بحكم ما رأينا من الحكومة الموجودة الآن، أثبتت هذه للأسف الشديد فشل هذه الحكومة القيام بدورها وهو الإعداد للانتخابات وأصبحت تقوم بمهام أخرى غير المهام المنوطة بها ولا يمكن اجراء انتخابات في ظل هذه الحكومة".
وأردف أنه لا يعارض القوانين الانتخابية الحالية التي تنتظر موافقة البرلمان.
وقال نجل حفتر إنه لا يمكن إجراء انتخابات دون استقرار الوضع الأمني في جميع أنحاء البلاد.
ومضى يقول "أي انتخابات في عدم استقرار أمني لن تكون الإرادة حرة ونزيهة".
وتسعى الأمم المتحدة إلى إجراء انتخابات تشريعية على مستوى البلاد قبل إجراء انتخابات رئاسية. وأشارت إلى أنه قبل أي تحرك من هذا القبيل، يتعين أولا أن تكون هناك حكومة تتفق عليها جميع الأطراف الرئيسية لتقود البلاد أثناء الانتخابات.
ولم يقبل البرلمان الليبي في الشرق حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، منذ أوائل عام 2021 بعد محاولة فاشلة لإجراء انتخابات وطنية.
وتجلت الشهر الماضي مخاطر الصراع الليبي الذي لم يحسم حين اشتبكت فصائل مسلحة في طرابلس، مما أسفر عن مقتل 55 شخصا في أسوأ اقتتال هناك منذ سنوات.
ومنذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 لم تنعم ليبيا بسلم أو أمن يُذكر، وانقسمت عام 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق وأخرى في الغرب. ورغم أن القتال الأشد احتداما انتهى بوقف لإطلاق النار عام 2020 فإن الثقة ضعيفة بين قادة الفصائل الرئيسية.
ولا يشعر كثير من الليبيين بأن قادتهم السياسيين يكترثون بالتوصل إلى تسوية دائمة أو إجراء انتخابات قد تطيح بهم من مناصب يشغلونها منذ سنوات.
رويترز