لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

جولة لودريان مستمرة: الحوار ثمّ الحوار

جولة لودريان مستمرة: الحوار ثمّ الحوار

لودريان التقى الراعي (تصوير: عباس سلمان)

عقد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، خلوة في دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في اليرزة، ضمت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والقائم بالأعمال في السفارة الفرنسية هيرفيه غارو والسفير بخاري، دامت نصف ساعة، انتقلوا بعدها إلى الصالة الكبرى حيث كان النواب السنة بانتظارهم.

لودريان يلتقي النواب السنّة (تصوير: عباس سلمان)

وأكد لودريان خلال اللقاء، أن فرنسا ستبقى تسعى للوصول إلى حلول وعلى ضرورة تشاور اللبنانيين مع بعضهم البعض، لافتًا إلى أن "جلسة 14 حزيران لم توصل أي مرشح، لذلك يجب الذهاب إلى أسماء أخرى من خلال فتح حوار".

ودعا إلى "أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الإقتصادي والإجتماعي والمعيشي"، ورأى أن "الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وأن انتخاب الرئيس لا يشكل حلًّا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدًا بيد من أجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في أن تثمر وتحقق النجاح".

لودريان يلتقي النواب السنة في اليرزة (تصوير: عباس سلمان)

وفي بداية اللقاء رحب السفير بخاري بالموفد الفرنسي وهنأ المفتي دريان على تمديد ولايته متمنيًا له "مزيدًا من التوفيق والنجاح"، وأكد أن "اللقاء اليوم هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع".

دريان

ثم ألقى المفتي دريان كلمة شكر فيها السفير بخاري على دعوته وشدد على "أهمية دور المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين"، مؤكدًا أن "النواب المسلمين من أهل السنة حريصون على إنجاز الإستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون إلى الإسراع في انتخاب رئيس جامع".

وقال: "لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملًا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة"، مؤكدًا أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية".

ورأى دريان أن "انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبًا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من أهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع".

وشدّد على أنه "ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل إلى تفاهمات".

دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري (تصوير: عباس سلمان)

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين "ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل".

فالنائب فؤاد مخزومي شدّد على أن "الحوار يجب أن يكون بعد انتخاب رئيس للجمهورية وليس قبل".

النائب فؤاد مخزومي (تصوير: عباس سلمان)

أما النائب عبدالرحمن البزري، فقال إن "المطلوب أن يكون هناك ضمانة بأن أي مشروع حواري سيكون مدخل لانتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرًا إلى أن "اللّجنة الخماسية تشجّع أي حوار رئاسي والمشاكل الأخرى ترحل إلى ما بعد انتخابات الرئيس".

النائب عبدالرحمن البزري (تصوير: عباس سلمان)

من جهته، أكد النائب فيصل كرامي، ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من خلال التحاور من دون شروط مسبقة، وتحت بند وحيد وهو "إنتخاب رئيس".

وردًّا على سؤال، قال: "السعودية مع كل ما يسهل الوصول إلى حلٍّ".

النائب فيصل كرامي (تصوير: عباس سلمان)

النائب قاسم هاشم، شدّد على أنه "مهما اختلفنا إلّا أن اللقاء كان إيجابيًّا، وما نتمناه هو أن يكون مقدمة للتلاقي بين كلّ اللبنانيين للمساهمة والإسراع في إخراج لبنان من حالة الشغور الرئاسي". 

وأشار إلى أن الحوار بدون شروط "سيعكس الصورة النهائية لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل".

النائب قاسم هاشم (تصوير: عباس سلمان)

وحضر 21 نائبًا من أصل 27 سنّة، وغاب عن الإجتماع النواب: بكر الحجيري، ينال الصلح، جهاد الصمد (لم توجه اليهم الدعوة)، إبرهيم منيمنة، حليمة قعقور وأسامة سعد.

الراعي

واستهل لودريان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، اليوم الخميس، من بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بحضور القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية هيرفيه ماغرو والمطران بولس صياح.

ووضع لودريان البطريرك في أجواء نتائج إتصالاته ولقاءاته خلال زيارته الراهنة إلى لبنان، واستمع إلى وجهة نظره حول آليات تحريك الملف الرئاسي الجامد.

لودريان في بكركي (تصوير: عباس سلمان)

من جهته كرر البطريرك الراعي مواقفه المعلنة في شأن حرصه على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية أساسية وطبيعية للحل، مؤكدًا أن "انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها".

بقرادونيان

والتقى لودريان أيضًا، الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية في موضوع رئاسة الجمهورية.

وأكد "الطاشناق" في بيان، أن "النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تمّ التشديد على ضرورة استكمال الإتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية، والعمل على الإبتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد".

لودريان التقى بقرادونيان (تصوير: عباس سلمان)

شمعون

والتقى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل دوري شمعون، في قصر الصنوبر، المبعوث الرئاسي الفرنسي، في حضور غارو وكبار المسؤولين في السفارة الفرنسية. وأكد شمعون، بحسب بيان للحزب، حرصه على "إجراء الإنتخاب بأسرع وقت ممكن ضمن الأطر الدستورية، وأنه بغض النظر عن الإسم، فإن ما يهمنا هو الاتيان برئيس سيادي وإصلاحي، مُتحرر من القيود، يعمل على تنفيذ كل مندرجات دستور الطائف وفي طليعتها اللامركزية الإدارية".

يذكر أن لودريان يتابع لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين، في إطار بحث الملف الرئاسي، وأزمة الشغور المستمرّة، منذ 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسبل إنهاء الفراغ، وإعادة تحريك المؤسسات السياسية، من دون أن يطرح أي مبادرة جديدة، مكتفيًا بالإطلاع على مواقفهم، ولا سيما حول مواصفات الرئيس وبرنامجه، وموقفهم من الحوار، خصوصًا مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (تصوير: عباس سلمان)

يقرأون الآن