لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

لودريان يخيّر اللبنانيين بين الحوار أو الخطر الوجودي

لودريان يخيّر اللبنانيين بين الحوار أو الخطر الوجودي

مبادرة لودريان الحوار أو الخطر الوجودي على لبنان (تصوير عباس سلمان)

لليوم الثاني على التوالي، يتابع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، جولته على المسؤولين اللبنانيين، في إطار المسعى الذي تقوده باريس لإيجاد حلٍّ توافقي لأزمة الشغور الرئاسي.

والتقى صباح اليوم الأربعاء، في كليمنصو، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، في حضور رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، وعضو اللقاء النائب وائل أبو فاعور، حيث غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.

وليد جنبلاط مستقبلا لودريان (تصوير: عباس سلمان)

 

بعد اللقاء، أكّد وليد جنبلاط على دعمه مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيرًا إلى أنّ "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة ولم نتبلّغ بأي موعد لأي حوار في 21 أيلول/سبتمبر".

وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية، قال جنبلاط: "لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء"، مشيرًا إلى أنّ "بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً، ولنسأل الذين يغرّدون على التلال".

وردًا على سؤال، لفت إلى أنّ حزب "القوات اللبنانية" لديه دائمًا وجهات نظر، "لكننا نفضل وجهة نظر نبيه بري ولودريان من الحوار".

لودريان يبدي اهتمامه بقراءات جنبلاط


وفي حارة حريك كان اللقاء الأبرز، حيث التقى الموفد الرئاسي الفرنسي، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مقرّ الكتلة، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وقد تطرق الحديث إلى "المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي".

وإعتبر لودريان أنّ "طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد".‏

من جهته، شدّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" على "أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي".

‏وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

النائب محمد رعد يستقبل لودريان في مبنى الكتلة


بعدها، اجتمع لودريان مع عددٍ من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم.

وأشار النائب ياسين ياسين عقب اللقاء، أن لودريان "حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري" وتابع ياسين أن جواب الموفد الفرنسي جاء بالقول: "ان لا حلّ الّا بهذا الحوار، والبديل خطر وجودي على لبنان".

أحزاب المعارضة

ثم توجه لودريان إلى الصيفي، للقاء رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميّل، الذي عبّر عن موقفه من هذه الأزمة التي تمرّ في البلد، وقال: "الرسالة الأساسية هي أننا نعتبر أن المؤسسات والنظام الديمقراطي رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود فالإستحقاقت مضروبة".

وأشار الجميّل، إلى أنه "بعد 9 أشهر من التعطيل خلق "حزب الله" أمراً واقعاً وضع علامة استفهام على الإستحقاقات، وأصبحت العملية عملية فرض واقع من منطلقات جديدة بقوة السلاح والإستقواء والتعطيل".

وشدد على أننا "عبّرنا عن أن المعارضة قامت بخطوة عندما رشحت جهاد أزعور واتفقت مع النائب ميشال معوض على الانسحاب وهذه خطوة حوارية وقد قوبلت المبادرة برفض تام وبتخوين وتهديد وتعطيل وحينها أوقف رئيس المجلس نبيه بري الدعوة للانتخابات الرئاسية وتمسك حزب الله بمرشحه وهذا كان جوابه على مبادرتنا".

واعتبر أن "الفريق الآخر لم يلاقينا إلى نصف الطريق، وأول ما يجب أن يتمّ هو أن يلاقينا "حزب الله" على نصف الطريق إنما لدينا قناعة أن الحزب يستخدم منطق الفرض والتهديد والإنقلاب على المؤسسات والديمقراطية والبلد".

وناشد الجميل، الدول الصديقة، أن "تتفهم هذا الواقع وتساعد لبنان على أن يُحرّر نفسه من هذا الواقع ولا تضع الجلاد والضحية بنفس المرتبة"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يكون من يُهدد ويقتل بنفس مستوى من يعاني من التعطيل والإغتيال ويستحيل الجلوس على طاولة واحدة بالتساوي".

وأضاف: "أي حوار ليس فيه تطمين لضحية العمل الانقلابي لحزب الله هو تكريس لانتصار الجلاد على الضحية، ونحن بحاجة لتطمين وإلا نعتبر المسار انقلابيًا لا يمكن إلّا أن يؤدي إلى سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان".

لودريان يجتمع مع الكتائب في الصيفي

وإلى معراب توجه الممثل الخاص للرئيس الفرنسي، للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي رفض المشاركة بأي عملية إلهاء وتعطيل فيما يتعلق بإنتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً بأن "الوقت الحالي ليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".

وقال إن "من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة". ولفت جعجع إلى أنهم باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو كانت نظريتهم صحيحة فلماذا ينسحبون من الجلسات؟ أضاف: "من يسمعهم يظنّ أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت".

وأشار إلى أن الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار "سمّ في الدسم". مؤكداً بأن لا فيتو قواتي على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته. 

جعجع يرافق لودريان بعد انتهاء اللقاء


كتلة "التجدد"

وعقدت كتلة تجدد إجتماعا في مقرها في سن الفيل، إثر لقاء ممثليها النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في قصر الصنوبر، وتم استعراض مضمون اللقاء.

وإعتبرت الكتلة في بيان، أن "اللقاء كان إيجابيا وبناء، ونعول على الدور الفرنسي كوسيط نزيه لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، ومؤكدة على التمسك بالثوابت التي وردت في البيان الختامي لمجموعة الدول الخمس في الدوحة، بتاريخ 17 تموز/ يوليو الفائت الذي أكد على الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى تنفيذ الإصلاحات وتطبيق القرارات الدولية، وعلى تحقيق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وعلى انتخاب رئيس يجسد النزاهة ويوحد الأمة، ويضع مصالح لبنان في المقام الأول".

وشددت على "الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وأكدت على استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين، مذكرة بأن التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية".

واذ شددت الكتلة على أن "الحوار لا يعني أبدا تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلابا على الدستور، وصادرت المؤسسات"، أعادت التأكيد على "الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكارا تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة".

يقرأون الآن