أكدت دائرة الحدود في أذربيجان، اليوم الأربعاء، اعتقال روبن فاردانيان وهو مسؤول كبير سابق في إدارة أرمن ناغورني كاراباخ الإنفصالية، وذلك في أثناء محاولته المغادرة إلى أرمينيا.
وأضافت: "إنّ السلطات نقلت فاردانيان إلى باكو، وسلمته إلى أجهزة حكومية أخرى".
وشغل فاردانيان، وهو ملياردير ومصرفي استثماري، منصب رئيس حكومة كاراباخ الإنفصالية بين تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وشباط/فبراير 2023.
#Azerbaijan's State Border Service published a photo of detained ex-Minister of the unrecognized Nagorno-#Karabakh Republic Ruben Vardanyan.
— NEXTA (@nexta_tv) September 27, 2023
He was detained at the border of Azerbaijan while trying to leave for #Armenia. pic.twitter.com/2UTtVyuuh5
وقالت زوجته فيرونيكا زونابند على قناته على تطبيق "تليغرام" إن سلطات أذربيجان اعتقلت فاردانيان خلال محاولته الفرار ضمن رحيل جماعي للأرمن بعد أن استعادت أذربيجان السيطرة على كاراباخ في هجوم خاطف الأسبوع الماضي.
وقالت مصلحة الحدود الأذرية إنها نقلت فاردانيان إلى العاصمة باكو وسلمته لوكالات حكومية أخرى.
وكاراباخ معترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان لكن معظم سكانها من الأرمن الذين انفصلوا في التسعينيات في الحرب الأولى من حربين اندلعتا هناك منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وتقول أذربيجان، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، إنها تريد إعادة دمج الأرمن سلميا وستضمن حقوقهم المدنية التي تتضمن ممارسة شعائرهم الدينية المسيحية. وتقول أيضا إنه لا أحد يجبرهم على المغادرة.
لكن نظرا للتاريخ الدموي بين الجانبين، يفر الأرمن من شدة الخوف ويهجرون منازلهم ويستقلون سيارات وشاحنات ازدحم بها طريق جبلي متعرج يقود إلى أرمينيا.
وقالت سلطات كاراباخ إن أكثر من 50 ألف شخص غادروا حتى الآن، من بين ما يقدر بنحو 120 ألف أرمني.
وترفض أذربيجان اتهامات أرمينيا بضلوعها في تطهير عرقي، لكن صور عشرات الآلاف من الأشخاص اليائسين الفارين أثارت قلقا دوليا واسع النطاق.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل مساعدات إنسانية أخرى "تضامنا مع الذين لا خيار لهم إلا الفرار"، في تحول كبير عن بيان سابق أشار إلى أشخاص "قرروا الفرار".
* الطريق الجبلي
لم تتضح أسباب احتجاز فاردانيان لكن أذربيجان أشارت إلى أنها ستسعى إلى محاكمة بعض الانفصاليين.
وقال الرئيس الهام علييف الأسبوع الماضي "اتهمنا عناصر من النظام الإجرامي وسنقدمهم إلى العدالة"، من دون أن يذكر أي شخص أو يحدد أي جريمة. ووصف قيادة كاراباخ بأنها "مجلس عسكري إجرامي... ووكر للسموم".
خلال الفترة القصيرة التي قضاها في منصبه، وصفت أذربيجان فاردانيان بأنه عقبة أمام السلام. كما أنه اختلف مع رئيس وزراء أرمينيا بشأن دور قوات حفظ السلام الروسية.
وقالت زوجته زونابند إنها طلبت من الناس "الدعاء والدعم من أجل إطلاق سراح زوجي سالما".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ميلر، للصحافيين إن واشنطن على علم باعتقال فاردانيان وإنها "تراقب الوضع عن كثب".
وقُتل عشرات الآلاف في القتال على كاراباخ منذ عام 1991 مع سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كانت أرمينيا وأذربيجان جزءا منه.
واكتظ الطريق الجبلي الحاد المتعرج من كاراباخ باتجاه أرمينيا بالناس. وينام الكثيرون في السيارات أو يبحثون عن الحطب للتدفئة على جانب الطريق. واستغرقت الرحلة التي طولها 77 كيلومترا فقط إلى الحدود 30 ساعة على الأقل.
وقالت فيرا بيتروسيان وهي معلمة متقاعدة تبلغ من العمر 70 عاما لرويترز أمس الثلاثاء "تركت كل شيء ورائي. لا أعرف ما الذي ينتظرني. ليس لدي أي شيء. لا أريد أي شيء".
وقالت روسيا إن قوة حفظ السلام التابعة لها في المنطقة أجلت أكثر من 120 شخصا بطائرات هليكوبتر.
وتشعر أرمينيا بالغضب لأن قوات حفظ السلام الروسية الموجودة منذ حرب استمرت 44 يوما في عام 2020، لم تحرك ساكنا لمنع أذربيجان من شن هجومها، مما أجبر قيادة كاراباخ بسرعة على الموافقة على حل نفسها ونزع سلاحها.