أفادت "قناة القاهرة" الإخبارية المقربة من السلطات المصرية، اليوم الخميس، بأنّه سيتم غداً فتح معبر رفح بين مصر وغزة، وهو المنفذ الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي.
وتنتظر شاحنات محملة بآلاف الأطنان من مساعدات الإغاثة الموجهة إلى غزة، أمام معبر رفح الحدودي أو في مدينة العريش شمالي سيناء في مصر، السماح بدخولها إلى القطاع المحاصر، غداة اتفاق بين الرئيسين الأميركي والمصري بهذا الشأن وموافقة إسرائيل.
ميلر
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن المبعوث الخاص للولايات المتحدة ديفيد ساترفيلد التقى اليوم الخميس بمسؤولين إسرائيليين ومصريين لتطوير آلية محددة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف ميلر أن الحكومة الإسرائيلية قلقة من احتمال انحراف المساعدات عن المسار المخصص لها لتستفيد منها حماس وأن واشنطن تشاركها مبعث القلق نفسه.
وقال إن الولايات المتحدة تتوقع أن يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة وترغب أن يحدث ذلك على نحو "مستدام".
تعبيد الطريق
وقال مصدران أمنيان اليوم الخميس إن معدات لإصلاح الطرق مرت عبر معبر رفح الحدودي من مصر إلى قطاع غزة استعداد لتوصيل بعض المساعدات المكدسة في شبه جزيرة سيناء المصرية.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لغزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل لكنه توقف عن العمل منذ الأيام الأولى للصراع بين إسرائيل وحركة حماس في أعقاب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من الحدود.
وتعمل الولايات المتحدة ومصر على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتوصيل المساعدات إلى غزة حيث تزداد الأوضاع سوءا، وقال البيت الأبيض أمس الأربعاء إنه جرى الاتفاق على دخول ما يصل إلى 20 شاحنة عبر المعبر مع التطلع إلى إدخال مزيد من الشاحنات لاحقا.
وتم تكثيف الجهود الدبلوماسية لفتح معبر رفح، إذ استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكبر جنرال يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط وكذلك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القاهرة إلى توصيل المساعدات على نطاق واسع وعلى أساس مستدام.
وتستضيف مصر أيضا يوم السبت قمة حول أزمة غزة ومستقبل القضية الفلسطينية من المتوقع أن يحضرها غوتيريش.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش "تسعى مصر بصورة حثيثة لإعادة تشغيل المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة أمام الجانب المصري ليتم توزيعها بالقطاع وأن يكون هذا الدخول دخولا دائما ومتواصلا ودون انقطاع".
وتقول الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة وعددهم 2.3 مليون كانوا يعتمدون على المساعدات قبل بدء الصراع في السابع من أكتوبر تشرين الأول وكانت تعبر نحو 100 شاحنة مساعدات إنسانية للقطاع يوميا.
* حُفر
وتنتظر أكثر من 100 شاحنة قرب المعبر على الجانب المصري اليوم الخميس لكن من غير المتوقع دخول المساعدات قبل غد الجمعة بحسب ما قال المصدران الأمنيان المصريان. وهناك مزيد من المساعدات تنتظر بمدينة العريش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا من رفح.
وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة حفرا كبيرة وتحطم رصف الطرق ومبان متضررة في داخل منطقة المعبر.
وأجرت حكومات غربية مفاوضات لإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية من غزة، وهو ما رهنه مسؤولو مصر بشرط السماح للمساعدات بالدخول إلى غزة. ولا تزال تفاصيل الإجلاء المحتمل غير واضحة.
وأبدت مصر بوضوح معارضتها لأي تهجير جماعي للفلسطينيين من غزة، مشيرة إلى المخاوف العربية من احتمال فرار الفلسطينيين مجددا بشكل دائم أو إجبارهم على ترك ديارهم كما حدث في الحرب التي اندلعت مع إعلان قيام دولة إسرائيل.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء عقب محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل لن تمنع دخول مساعدات للمدنيين من مصر إلى غزة طالما لا تصل تلك الإمدادات إلى حركة حماس.
وأضاف أن إسرائيل ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية منها إلى غزة لحين إعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس.