عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

غزة تشهد توغلا بريا طفيفا.. وأطفالها يموتون في دقائق إن شح الوقود

غزة تشهد توغلا بريا طفيفا.. وأطفالها يموتون في دقائق إن شح الوقود

قصفت إسرائيل مئات الأهداف في غزة، اليوم الاثنين، واشتبك جنودها أيضا مع مسلحي حماس في توغل بري في القطاع الفلسطيني المحاصر في غمرة تزايد الوفيات وحصار المدنيين في ظروف مروعة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 436 شخصا قتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معظمهم في جنوب القطاع الضيق والمكتظ بالسكان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه في غضون الأربع والعشرين ساعة الماضية قصف أكثر من 320 هدفا في غزة، منها نفق يؤوي مقاتلين لحركة "حماس" والعشرات من مراكز القيادة والمراقبة ومواقع لإطلاق صواريخ المورتر والصواريخ المضادة للدبابات.

ومع حصار 2.3 مليون شخص في المنطقة ونقص الإمدادات الأساسية، بدا أن زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون للدعوة إلى وقف أعمال القتال حتى يتيسر وصول المساعدات.

حشد دبابات

وتحشد إسرائيل قوات ودبابات على الحدود بين إسرائيل وغزة، لكن لم يتضح موعد لغزو بري يستهدف القضاء على "حماس".

لكن نطاق الصراع اتسع متجاوزا غزة.


فقد ضربت طائرات إسرائيلية منطقة جنوبي لبنان يسيطر عليها "حزب الله".

واشتبكت قوات إسرائيلية مع فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وأطلقت حماس مزيدا من الصواريخ على إسرائيل.

الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة إن المدنيين يفتقرون إلى الغذاء والماء والعقاقير وأماكن للاحتماء من القصف المتواصل الذي دمر مساحات شاسعة من القطاع الذي تحكمه "حماس".

ومرت بعض المساعدات عبر أحد المعابر الحدودية إلى غزة لكنها لا تشكل إلا قدرا يسيرا من الاحتياجات.

وقالت وزارة الصحة بالقطاع إن 5087 فلسطينيا على الأقل قتلوا، بينهم 2055 طفلا.

وجاء القصف الإسرائيلي ردا على هجوم عبر الحدود في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على تجمعات سكانية إسرائيلية شنه مسلحون من حماس وقتلوا خلاله 1400 شخص وأخذوا أكثر من 200 رهينة في أكثر الأحداث دموية في يوم واحد منذ تأسيس دولة إسرائيل قبل 75 عاما.

 القتال داخل غزة

وأعلنت كل من إسرائيل وحماس أن اشتباكات وقعت خلال الليل في غزة.

وقالت إسرائيل إن قوات برية نفذت توغلات محدودة لقتال المسلحين الفلسطينيين وإن الضربات الجوية ركزت على المواقع التي تتجمع فيها حماس لنصب كمين لأي توغل إسرائيلي أوسع.

وفي مؤتمر صحافي بثه التلفزيون قال كبير المتحدثين باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري "هذه المداهمات هي هجمات تقتل فرقا من الإرهابيين الذين يستعدون لمرحلتنا التالية في الحرب"، واصفا التوغلات بأنها دخلت في "عمق" غزة.

وتابع أن التوغلات استهدفت جمع معلومات بشأن 222 شخصا تأكد أنهم محتجزون لدى الحركة.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الأحد أن مسلحيها "أوقعوا قوة إسرائيلية في كمين شرق خانيونس بعد عبورها السياج الفاصل بعدة أمتار وأن المقاتلين التحموا مع القوة فدمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب".

ولم تعلق إسرائيل على الحادث.

وأعلنت كتائب القسام اليوم الاثنين إطلاق صواريخ على بلدتين جنوبي إسرائيل. ودوت صفارات الإنذار في الجانب الإسرائيلي.

ملاجئ الطوارئ

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 1.4 مليون من سكان غزة، أي أكثر من نصف سكان القطاع، أصبحوا الآن نازحين، ويلجأ كثيرون إلى ملاجئ الطوارئ المكتظة التابعة للأمم المتحدة.

وأمرت إسرائيل سكان غزة بإخلاء الجزء الشمالي من القطاع. لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إن الأدلة تشير إلى أن المئات وربما الآلاف من الأشخاص الذين فروا بدأوا في العودة الآن إلى الجزء الشمالي بسبب القصف الإسرائيلي على المناطق الجنوبية وعدم توافر المأوى.

وقالت ديما اللمداني (18 عاما) التي فقدت والديها وسبعة أشقاء وأربعة أفراد آخرين من أهلها في ضربة جوية بعد أن انتقلت العائلة إلى الجنوب.

حزب الله

قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت في وقت مبكر اليوم الاثنين خليتين تابعتين لحزب الله في لبنان كانتا تخططان لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف باتجاه إسرائيل. وأفاد الجيش أيضا بأنه قصف أهدافا أخرى لحزب الله منها مجمع ونقطة مراقبة.

وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الاثنين إن فلسطينيين اثنين قتلا في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله.

وقال سكان محليون لـ"رويترز" إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المخيم وشنت حملة اعتقالات واسعة تخللتها اشتباكات مع مسلحين ومواجهات مع الشبان الذين ألقوا الحجارة. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل 15 مشتبها بهم، عشرة منهم من نشطاء حماس.

وقال بيان الجيش "ألقى المشتبه بهم عبوات ناسفة وأحجارا من الأسطح على قوات الأمن الإسرائيلية التي ردت بالذخيرة الحية".

ومرت قافلة مساعدات ثالثة من معبر رفح قادمة من مصر اليوم الاثنين تضاف إلى 34 شاحنة في اليومين السابقين.

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات التي دخلت حتى الآن تعادل نحو أربعة في المئة فقط من المتوسط اليومي الذي كان يدخل القطاع قبل أعمال القتال.

وفي بروكسل، سيدعو زعماء الاتحاد الأوروبي إلى "هدنة إنسانية" في اجتماع في وقت لاحق من هذا الأسبوع للسماح بتدفق آمن للمساعدات، وفقا لمسودة اطلعت عليها "رويترز".

وقالوا إنهم يؤيدون دعوة مماثلة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي زار معبر رفح الأسبوع الماضي. كما دعت الدول العربية إلى هدنة.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن النص قد يتغير قبل القمة. وعبّرت بعض الدول عن تحفظاتها بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأنه قد يعتبر أنه يحد من حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

الأطباء

يسعى الأطباء في إحدى وحدات الرعاية الفائقة للأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة الفلسطيني الواقع تحت الحصار الإسرائيلي إلى توفير الوقود والأدوية الأساسية لمرضاهم الصغار الذين قد يموتون في غضون دقائق من انقطاع الكهرباء عن حاضناتهم.

ودعا الطبيب ناصر بلبل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة إلى إرسال الإمدادات الطبية اللازمة لهذا القسم الحيوي محذرا من وقوع كارثة كبرى.

وقال إنه إذا انقطعت الكهرباء عن الوحدة التي يوجد بها حاليا 55 طفلا، فسوف يلقى كل من يحتاج إلى الكهرباء حتفه في غضون خمس دقائق.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 130 طفلا حديث الولادة موجودون في الحاضنات الكهربائية بأنحاء القطاع.

وأضاف أن الوقود يوشك على النفاد في مولدات الكهرباء بالمستشفيات، وخصوصا مستشفى الشفاء، وهو الأكبر من بين 13 مستشفى عاما في غزة.

وقال القدرة إنه تم التحول نحو قصر استخدام الوقود على تقديم الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، ومنها الحاضنات، لكن ليس معروفا إلى متى سيظل هذا الوضع قابلا للاستمرار.

وناشد القدرة كل دول العالم المساعدة في توفير الوقود، وقال إن الوزارة طلبت من محطات الوقود العامة والخاصة في القطاع التبرع بكل ما يمكنها توفيره من الوقود للمساعدة في إنقاذ الأرواح في المستشفيات.


رويترز

يقرأون الآن