استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم الإثنين، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفدًا من كتلة "تجدد" النيابية، ضم النواب فؤاد مخزومي، اللواء أشرف ريفي وأديب عبد المسيح.
وبعد اللقاء تحدث النائب فؤاد مخزومي: "بعد سلسلة من اللقاءات مع المرجعيات الدينية التي زرناها، والتي نستعد لاستكمالها مع سائر المرجعيات الروحية والسياسية، التقت كتلة "تجدد" اليوم الرئيس بري على خط استمرار التواصل مع الجميع، ولاعتباره رئيسًا للسلطة التشريعية أيضًا التي هي المؤسسة الادأم المنتخبة من اللبنانيين، والتي عليها مسؤولية كبيرة في حماية لبنان في ظل ما يجري في المنطقة ولبنان من أحداث خطيرة".
وقال مخزومي: "نؤكد على جو المصارحة الذي ساد اللقاء، وقد أعتبرت الكتلة أنّ التشديد الدائم للرئيس بري على أنّ لبنان تحت سقف الشرعية الدولية هو الموقف الطبيعي، والمطلوب لمنع إنزلاق لبنان إلى تحمل تبعات الحرب، إنطلاقًا من ذلك نعتبر ان التشديد على مظلة قرارات الشرعية الدولية، وتحديدًا القرار 1701 يتطلب استكمال تطبيق هذا القرار الواضح بكل بنوده، والذي لا مكان فيه لإي إجتهاد، فالمطلوب أن يتسلم الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية مسؤولية ضبط الحدود، وإسترجاع القرار السيادي للدولة ما يؤمن حماية لبنان أولاً من مخاطر الحرب والدمار".
وتابع: "وهنا نشدّد الدعم الكامل لقضية الشعب الفلسطيني، ورفض ما تتعرض له غزة والضفة الغربية من إعتداءات أسفرت عن كارثة انسانية، ونعتبر أنّ القرار العربي الذي تبنته الأمم المتحدة يشكل خطوة كبيرة لوقف المعاناه في غزة، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الإعتداءات والمأساة والعودة إلى إطلاق عملية السلام، للوصول إلى إسترداد الحقوق الوطنية الفلسطينية وأولها وأهمها، إنشاء الدولة المستقلة وفق حل الدولتين، وتبعًا لما أرسته القمة العربية في بيروت عام 2002".
وأضاف: "إنّ ما يجري في غزة لا يجوز أن يتحول في لبنان إلى سبب انقسام بين اللبنانيين، إنّ كتلة تجدد تسعى إلى لعب دور جامع يؤسس لشبكة أمان قادرة على حماية لبنان، فنحن نؤمن بإنّ استرداد الدولة لقرارها السيادي والإلتزام بالدستور وبقرارات الشرعية الدولية، وبعلاقات لبنان العربية والدولية هو الطريق الوحيد والأسرع، لمنع التعرض لمخاطر حرب لن يكون لبنان قادرًا على إحتمال نتائجها الإنسانية والاقتصادية، إننا نؤكد بان حماية لبنان تتطلب اليوم قبل الغد انتخاب رئيس جديد، وهذا يملي على المجلس النيابي أن يقوم بدوره عبر تحديد جلسات ودورات مفتوحة، كي يحصل هذا الإستحقاق ويترجم المجلس هذا الواجب بإنتخاب رئيس الجمهورية، لأننا في أحلك وأخطر مرحلة يمر بها لبنان في تاريخه".
ولفت مخزومي إلى أنّنا "نأمل ونعمل لأن يكون هذا التواصل مع دولة الرئيس نبيه بري مدخلاً الى إستعادة عمل المؤسسات الدستورية، حيث هناك فراغ رئاسي وحكومة تفتقر الى ثقة المجلس النياب المنتخب، ما يعني غياب الجهوزية والإستعداد لمواجهة التطورات المتسارعة في المنطقة".
وختم: "وستواصل الكتلة مسعاها المستمر مع جميع الأطراف، من ضمن الرؤية التي تتبناها والهادفة لتحقيق مصلحة لبنان واللبنانيين، وهي لن تتحقق إلاّ بوجود دولة فعلية تمارس دورها وواجباتها على أكمل وجه".
فارس بويز
وبعد الظهر بحث الرئيس المستجدات والإوضاع العامة في لبنان والمنطقة، جرّاء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، خلال لقائه وزير الخارجية الأسبق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: "في هذا الظرف التاريخي الصعب والخطير وفي ظل الخوف من إتساع بقعة الصراع والحرب، كان لا بد لنا إلّا ونجتمع مع دولة الرئيس نبيه بري لنستنير منه ونضطلع على آخر المستجدات، وأن نبدي وجهتنا نظرنا بأنّ هذه الحرب يمكن أن تتسع رقعتها، ويمكن فعلاً أن تشمل لبنان وعلينا على الأقل أن نهيء للصمود المدني، على الحكومة أن تتخذ جميع الإجراءات بأن تضع أطر معينة تحمي البلاد من فقدان الإدوية، تحمي المستشفيات تحمي المخزون الغذائي والنفطي، وأيضًا بأن تتوقع بأن تشل أعمال الدولة لا سمح الله، ومن هنا أن تتخذ الحكومة كافة الإجراءات، بأن تزود الوزارات الحساسة بحد أدنى من الموازنات، التي يسمح لها بالتدخل في حالة قصوى".
وأضاف بويز: "أعتقد أنّ الرئيس بري مدرك لكل هذا الواقع، وهذا رأيه الذي أبلغه لدولة رئيس الحكومة منذ أيام، وآمل أن تتخذ الحكومة والمجلس النيابي كافة الإجراءات الإيلة، لتنظيم أي حالة استثنائية يمكن أن تطرأ في البلاد".
وختم: "إنّ المشروع الصهيوني ليس حربًا فحسب، بقدر ما هو مشروع لإنهاء القضية الفلسطينية ومشروع لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، وختم ملف الدولة الفلسطينية هذا ما يسعى إليه نتنياهو، وهذا ما يجب أن نأخذه بعين الإعتبار، لا ندري فعلاً كيف سوف تتطور الأمور لا ندري اذا ما نتنياهو سوف يستفز لبنان والمقاومة، ولا ندري كم سوف يتوسع هذا الصراع، من هنا ان كان لهذه الحكومة لا قدرة لديها على تغيير الأوضاع على الأقل، عليها أن تتهيأ لتنظيم الأوضاع الداخلية ولما يمكن أن يحصل على كل المستويات".
السفير الروسي
كما استقبل الرئيس بري، السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.