الاردن

وزير الخارجية الأردني الأسبق: العرب يعتبرون أميركا متواطئة في حرب إسرائيل على غزة

وزير الخارجية الأردني الأسبق: العرب يعتبرون أميركا متواطئة في حرب إسرائيل على غزة

رأى وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر أن العرب يعتبرون الولايات المتحدة متواطئة في حرب إسرائيل على قطاع غزة بسبب رفضها تطبيق وقف إطلاق النار قبل سحق "حماس"، وهو هدف بعيد المنال وقد يكون مستحيلا.

وقال المعشر، نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في مقابلة عبر زوم في مؤتمر "رويترز نكست" في نيويورك "في أي مرحلة يقول المجتمع الدولي لقد طفح الكيل؟ وصلنا بالفعل إلى 10 آلاف قتيل مدني".

وأضاف أن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يجب أن يكون على رأس الأولويات لأنه لا يوجد حل عسكري للصراع الذي لن يتوقف إلا إذا أنهت إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأوضح المعشر، الذي شغل أيضا مناصب نائب رئيس الوزراء وسفير الأردن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل "علينا أن نجد طريقة لجعل وقف إطلاق النار أولوية قصوى، ثم يتعين علينا البدء في التعامل مع السبب الجذري للصراع لأنه إذا لم تتم معالجة (هذا السبب الجذري)، فلن يُحل أي شيء ولن تُحل المشكلة.. السبب الجذري هو الاحتلال".

ومضى قائلا "إنه أطول احتلال في التاريخ الحديث، عمره 56 عاما، وأخشى أن تستمر دائرة العنف إذا لم نفعل شيئا جديا حيال ذلك".

وشنت إسرائيل هجوما بريا وجويا على قطاع غزة منذ أن عبر مسلحو حماس السياج الحدودي من القطاع المكتظ بالسكان إلى جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن عدد القتلى في غزة تجاوز 10000، بينهم 4237 طفلا. وأجج العنف احتجاجات في الخارج بسبب المعاناة التي يتعرض لها 2.3 مليون من سكان غزة المحاصرين في القطاع، والذين أصبح كثيرون منهم بدون ماء أو طعام أو دواء أو كهرباء.

وقال المعشر "من وجهة نظري، ينظر الشارع العربي اليوم إلى الإدارة الأميركية على أنها متواطئة في أعمال القتل لأن الولايات المتحدة نفسها ترفض وقف إطلاق النار قبل سحق حماس. سيستغرق ذلك زمنا طويلا جدا إذا كان ممكنا أصلا".

* نقل جماعي

قال المعشر إن هدف حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ليس إنهاء الاحتلال أو إقامة دولة للفلسطينيين حسبما تم الاتفاق عليه في اتفاقيات السلام قبل 30 عاما.

وأضاف أنها تريد بدلا من ذلك تهجير من يعيشون في غزة إلى منطقة سيناء الحدودية المصرية ثم في نهاية المطاف تهجير الموجودين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل إلى الأردن المجاور.

وأثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني أو طريق هروب للفلسطينيين من غزة تحذيرات من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية من موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريدون بناء دولتهم المستقبلية فيها.

وقال المعشر "إذا كانت إسرائيل اليوم لا تريد إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، ومن الواضح أنها لا تريد ذلك، وإذا كانت إسرائيل لا تريد أيضا أغلبية فلسطينية في مناطق خاضعة لسيطرتها، فإن الحل الوحيد أمام إسرائيل هو إحداث نقل جماعي للمدنيين خارج الحدود التي تسيطر عليها".

وأوضح ذلك قائلا "الترحيل الجماعي أمر حقيقي، والنقل الجماعي يبدو وكأنه الخيار المنطقي الوحيد لحكومة إسرائيلية لا تريد إنهاء الاحتلال. وهذه هي المأساة".

وأضاف المعشر أن هدف إسرائيل لن يتحقق لأن الفلسطينيين ليس لديهم نية للمغادرة.

وقال إن إسرائيل يمكنها، إذا كانت تشعر حقا بقلق بشأن سقوط ضحايا من المدنيين، أن تفتح حدودها للسماح لسكان غزة بالعبور إلى الضفة الغربية. وأضاف أنها تريد بدلا من ذلك "إفراغ الأراضي الفلسطينية (من سكانها)، من غزة إلى مصر ومن الضفة الغربية إلى الأردن، في حالة تصاعد الصراع".

وحث المعشر المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لضمان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي "مبادرة حقيقية تتصدى للسبب الجذري، أي تضع نهاية للاحتلال".

وقال إن بعض الزعماء، بمن فيهم من في واشنطن، بدأوا يتحدثون عن مبادرة سياسية لحل الصراع.

وقال إن أي مبادرة جادة يجب أن تتجنب تكرار فشل الجهود السابقة التي أنتجت "عملية مفتوحة لا نهاية لها، ولا تنتهي بنهاية الاحتلال"، في إشارة إلى عملية السلام التي بدأت قبل ثلاثة عقود.

لكنه أضاف أن هناك "تساؤلات مهمة حول ما إذا كانت واشنطن "مستعدة أو قادرة على ممارسة الضغط المطلوب من أجل عملية سياسية جادة".

* دائرة العنف

توقع المعشر استمرار دائرة العنف مع تحول التركيز من حل الدولتين إلى نضال الفلسطينيين من أجل المساواة في الحقوق في أراض وصفها بأنها تحكمها إسرائيل "في دولة فصل عنصري".

وترفض إسرائيل الانتقادات الموجهة لها بأنها أقامت نظاما للفصل العنصري، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى السياسة العنصرية في حكم الأقلية البيضاء بجنوب أفريقيا في القرن العشرين.

وسحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005، لكنها واصلت الاستيطان في الضفة الغربية. واحتلت إسرائيل هذه الأراضي في حرب عام 1967. ويسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولة في قطاع غزة والضفة الغربية عاصمتها القدس الشرقية.

وقال المعشر "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي معا، فسيتعين عليه التعامل ليس مع احتلال، بل مع نظام فصل عنصري".

يقرأون الآن