دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

إسرائيل تعترف بأشرس يوم في غزة.. وخيم النازحين تحت "وابل" المطر

إسرائيل تعترف بأشرس يوم في غزة.. وخيم النازحين تحت

خاض الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، باعتراف قادته أشرس معارك له مع المقاتلين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد وقت قصير من إعلان حركة "حماس" عن سلسلة هجمات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية، ولاسيما أن الأخيرة فخخت ودمرت مبنى تحصن فيه كتيبة من الجيش الاسرائيلي.

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي اليوم الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية تطوق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة مع انتقال الحرب إلى مرحلة جديدة بعد توقف دام سبعة أيام للسماح بعودة بعض الرهائن.

وقال هاليفي "بعد مرور ستين يوما على بدء الحرب، تطوق قواتنا الآن منطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة".

وأضاف "قمنا بتأمين العديد من معاقل حماس في شمال قطاع غزة، والآن نستهدف معاقلها في الجنوب".

وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، الجنرال يارون فينكلمان، إن قواته تخوض أشرس يوم لها في المعارك منذ بدء العملية البرية في غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وكانت فصائل فلسطينية قد أكدت هذا الأمر في وقت سابق اليوم، مشيرة إلى "معارك ضارية" في محاور عدة، من جباليا شمالا إلى حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى شرق خان يونس جنوبي القطاع.

وقالت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد، إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية " من مسافة صفر" في خان يونس.

ونشرت مقاطع فيديو تظهر مقاتليها وهم يطلقون النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة تجاه القوات الإسرائيلية، وفي مقاطع أخرى كان مقاتلوها يطلقون قذائف "آر بي جي" وقذائف الهاون.

القسام

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها دمروا أو ألحقوا أضرارا بعدد 24 مركبة عسكرية إسرائيلية، كما قتل قناصوها وأصابوا ثمانية جنود إسرائيليين في الاشتباكات المستمرة في مناطق مختلفة من خان يونس.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 45 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منازل في دير البلح بوسط قطاع غزة.

وقال مدير مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إياد الجابري لرويترز إن المستشفى استقبل 45 قتيلا جراء القصف الإسرائيلي لمنازل ثلاث عائلات في دير البلح خلال الساعة الماضية.

وبعد أيام من أمرها السكان بالفرار من المنطقة، ألقت القوات الإسرائيلية منشورات جديدة اليوم الثلاثاء مع تعليمات بالبقاء داخل الملاجئ في أثناء الهجوم.

المطر

وجاء المطر الشديد ليحول شوارع غزة الى وحول، فكانت فكرة الجيش الاسرائيلي في أن يحول قنوات المياه الى الانفاق، قائلا: "هذه أقل كلفة وأكثر ضمانة للوصول الى القادة تحت الارض".

أما أبناء غزة الذين ينامون في خيم بلاستيكية في الشوارع بعد تهدم نسبة كبيرة من المباني، فإنهم انشغلوا الليلة بكيفية تحصين الاطفال من المطر والبرد.

* مرحلة ثانية صعبة

قال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء في إفادة للصحافيين "نمضي قدما في المرحلة الثانية الآن. إنها مرحلة ستكون صعبة عسكريا".

وحثت الولايات المتحدة حليفتها المقربة إسرائيل على تقليص الأضرار التي يتعرض لها المدنيون في المرحلة التالية من حرب غزة.

وتقول إسرائيل إن المسؤولية عن الأذى الذي يلحق بالمدنيين تقع على عاتق مقاتلي حماس لأنهم يعملون وسطهم، بما في ذلك من خلال الأنفاق تحت الأرض التي لا يمكن تدميرها إلا بقنابل ضخمة. وتنفي حماس القتال وسط المدنيين.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح 80 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، معظمهم نحو الجنوب. والكثافة السكانية في القطاع أعلى من لندن، وتؤوي المناطق الجنوبية المزدحمة الآن ثلاثة أضعاف عدد سكانها المعتاد.

وفي مستشفى ناصر، الرئيسي في خان يونس، تدفق الجرحى في سيارات إسعاف وسيارات عادية وشاحنة وعربات تجرها حيوانات بعد ما وصفه ناجون بأنه غارة استهدفت مدرسة تستخدم مأوى للنازحين.

وداخل أحد الأقسام بالمستشفى كان الجرحى يشغلون كل شبر على الأرض تقريبا، وكان المسعفون يهرعون من مريض إلى آخر بينما كان أقاربهم ينتحبون.

وحمل طبيب جثة لصبي يرتدي ملابس رياضية ليضعها في زاوية بينما تباعدت ذراعاها على الأرض حيث سالت الدماء. وعلى الأرض بجوار الجثة، رقد صبي وفتاة وسط ضمادات وقفازات مطاطية وأطرافهما متصلة بحوامل محاليل وريدية.

كما قالت واحدة من فتاتين صغيرتين تتلقيان العلاج بينما لا زال الغبار يغطيهما من جراء انهيار المنزل الذي دفنت فيه أسرتهما وهي تبكي "والداي تحت الأنقاض... أريد أمي، أريد أمي، أريد عائلتي".

يقرأون الآن