ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعزيز التعاون بشأن أسعار النفط أمس الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد أشاد بالتنسيق المشترك بين البلدين "الذي ساعد في إزالة الكثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط".
وأجرى بوتين وولي العهد، الحاكم الفعلي لأكبر مُصدر للنفط الخام في العالم، محادثات رُتبت على عجل بعد ساعات من زيارة زعيم الكرملين لدولة الإمارات.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، نقلا عن وكالات الأنباء الروسية، بأن التعاون سيستمر داخل أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا.
وجاء الاجتماع بعد تراجع أسعار النفط على الرغم من تعهد أوبك+ بزيادة خفض الإمدادات.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن بيسكوف قوله "تحدثنا مرة أخرى عن التعاون في أوبك+. يتفق الطرفان على أن بلدينا يتحملان مسؤولية كبيرة في التفاعل من أجل الحفاظ على سوق الطاقة الدولية عند المستوى المناسب وفي حالة مستقرة يمكن التنبؤ بها".
وكان من المتوقع أن يناقش بوتين، الذي نادرا ما يغادر روسيا منذ إرساله قوات إلى أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، الصراعين في أوكرانيا وغزة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد قوله "نتشاطر الكثير من المصالح والكثير من الملفات التي نعمل عليها سويا لمصلحة روسيا والمملكة العربية السعودية والشرق الأوسط والعالم أيضا".
وخلال تعليقات بثها التلفزيون الروسي، شكر بوتين الأمير محمد بن سلمان على دعوته قائلا إنه كان يتوقع في الأصل أن يزور ولي العهد موسكو، "لكن حدثت تغييرات في الخطط".
وقال بوتين إن اجتماعهما المقبل ينبغي أن ينعقد في موسكو، وأضاف "لا شيء يمكنه منع تطور علاقاتنا الودية".
فيديو - طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35 رافقت طائرة فلاديمير بوتين على طول الطريق، وسترافقه أيضا إلى الرياض ثم إلى موسكو.https://t.co/dPzMZ2OsSR pic.twitter.com/klcc4Xg3LQ
— Waradana News (@NewsWaradana) December 6, 2023
وأحاطت أربع طائرات مقاتلة من طراز سوخوي-35.إس بطائرة بوتين، وأظهرتها وزارة الدفاع في وقت سابق وهي تحلق إلى جوار طائرته من طراز إليوشن-96 من روسيا إلى الإمارات.
وضم الوفد الروسي مسؤولين كبارا في مجالات النفط والاقتصاد والشؤون الخارجية والفضاء والطاقة النووية.
وخلال محطة بوتين الأولى في أبوظبي، رحب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بصديقه "العزيز"، ووجهت له مقاتلات إماراتية أيضا التحية برسم ألوان العلم الروسي في الهواء بالدخان.
وقال بوتين للشيخ محمد بن زايد "علاقاتنا، بفضل منصبكم إلى حد كبير، وصلت إلى مستوى مرتفع لم يسبق له مثيل". وأضاف "الإمارات هي الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي".
وذكر بوتين أن روسيا والإمارات تتعاونان بصفتهما عضوين في أوبك+، وهو تحالف تنتج الدول الأعضاء به أكثر من 40 بالمئة من نفط العالم.
وجاءت أول محادثات مباشرة لبوتين مع محمد بن سلمان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بعد أيام من تأجيل اجتماع أوبك+ بسبب خلافات، لتكون بدلا من زيارة مزمعة لولي العهد لموسكو.
وكانت آخر زيارات بوتين إلى المنطقة في تموز/ يوليو 2022 حينما التقى مع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في إيران. ومن المقرر أن يستضيف بوتين نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو اليوم الخميس.
علاقات وثيقة
لطالما تمتع بوتين والأمير محمد بن سلمان، اللذان ينتج بلداهما خمس إنتاج النفط العالمي يوميا، بعلاقات وثيقة على الرغم من نبذ الغرب لهما أحيانا.
ويسعى ولي العهد (38 عاما) إلى تأكيد مكانة السعودية كقوة إقليمية غير خاضعة بشكل كبير للولايات المتحدة التي تمد الرياض بأغلب أسلحتها.
ويقول بوتين إن روسيا تخوض معركة وجودية مع الغرب، وتوددت موسكو إلى حلفاء في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا وسط محاولات من الغرب لعزلها.
ويحتاج ولي العهد وبوتين إلى رفع أسعار النفط وهو شريان الحياة لاقتصاديهما. والتساؤل المطروح هو ما مقدار العبء الذي ينبغي لكل منهما تحمله لإبقاء الأسعار مرتفعة؟ وكيف يمكن التحقق من مساهماتهما؟
وأرجأ تحالف أوبك+ الشهر الماضي اجتماعه عدة أيام بسبب خلافات حول مستويات الإنتاج. وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن تحالف أوبك+ يريد أيضا مزيدا من الضمانات من موسكو بأنها ستفي بتعهدها بخفض صادرات الوقود.
وشهدت العلاقات بين السعودية وروسيا في إطار أوبك+ توترا في بعض الأوقات. وأوشك اتفاق لخفض الإمدادات على الانهيار في آذار/ مارس 2020، لكن البلدين نجحا في رأب الصدع في علاقاتهما في غضون أسابيع، واتفقت أوبك+ على تخفيضات قياسية تصل إلى حوالي عشرة في المئة من الطلب العالمي على النفط.