تعد مكافحة السمنة أولوية صحية عامة في دولة الإمارات التي سخرت كل الإمكانات في سبيل بناء مجتمع ينعم جميع أفراده بنمط حياة صحي.
وشكلت الإمارات في وقت سابق، فريقًا لمكافحة السمنة في الدولة مهمته وضع خريطة طريق مشتركة، لتوجيه الجهود وابتكار طرق فعالة لمعالجة السمنة، في إطار الإستراتيجية الوطنية لجودة الحياة في دولة الإمارات 2031.
ويضم فريق العمل صانعي القرار وممثلي كل من وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة بدبي ودائرة الصحة في أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة، وقد انبثق تشكيل هذا الفريق من توجه حكومة الإمارات لمكافحة السمنة لدى الأطفال من عمر الخامسة إلى السابعة عشرة، بناءً على المحاور الستة الموصي بها من قبل منظمة الصحة العالمية للقضاء على السمنة، وهي: تعزيز تناول الغذاء الصحي، وإدارة الوزن، والرعاية ما قبل الحمل وخلاله، والغذاء الصحي والنشاط البدني في الطفولة المبكرة، والصحة والغذاء لأطفال المدارس.
وفي سياق متصل، حذرت دراسة إحصائية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع من 7 مخاطر أساسية للسمنة تتمثل في السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الكبد الدهني، ومشاكل الحمل، وهشاشة العظام، ومرض السكري، إضافة إلى ارتفاع الكوليسترول بالدم.
وقدرت الدراسة عدد العمليات الجراحية لإنقاص الوزن التي أجريت في الدولة خلال السنوات 2020 و2021 و2022 بما يزيد عن 13 ألف عملية توزعت كالآتي: 68% ربط معدة، 5% تكميم معدة، 27% تحويل المسار.
وأشارت الدراسة إلى أن الإناث استحوذن على نسبة 59% من إجمالي العمليات التي أجريت خلال ذات المدّة فيما بلغت نسبة الذكور 41%، في حين كانت الفئة العمرية من 20 إلى 39 سنة الأكثر إقبالا على عمليات إنقاص الوزن بمعدل 58,6% من إجمالي العمليات.
وذكرت الدراسة أن ما يقارب 3 من كل 10 بالغين في دولة الإمارات لديهم سمنة، موضحةً أنه عندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم "BMI" الـ 30 فإن ذلك يعني أن الشخص لديه سمنة.
وأطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع العديد من الحملات التوعوية الإعلامية بخصوص السمنة مثل حملة "معًا نحرّك مجتمعنا" بهدف تشجيع النساء من الفئة العمرية 18-44 في الدولة على ممارسة النشاط البدني وتبني أساليب وأنماط الحياة الصحية النشطة للوقاية من السمنة، كما أطلقت حملات توعية بأهمية الغذاء الصحي ومنها حملتين موسعتين للتوعية بأضرار المشروبات المحلاة على الصحة.
وتحرص الوزارة على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حيث يتم توعية الجمهور وبشكل مستمر بنصائح توعوية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني.
الجدير بالذكر أن غالبية الدراسات العالمية بينت أن الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الصحية، بما في ذلك الظهور السريع لأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2، ويمكن أن تؤدي السمنة إلى مشكلات نفسية عدّة مثل الإكتئاب والعزلة الإجتماعية، فضلًا عن عواقب السمنة التي تتجاوز الأمور الصحية، لتؤثر على القدرات التعليمية والقدرة على الاندماج بالمجتمع وعلى الوضع الإجتماعي والإقتصادي.