دولي

تعرفوا على "غلاف غزة" الذي هاجمته حماس

تعرفوا على

انتهى الوجود الإٍسرائيلي في غزة منذ 2005 بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة وسحبت كافة الإسرائيليين من المنطقة، وأنشأت حينها منطقة عازلة بين القطاع والأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، بعد إخلاء 25 مستوطنة إسرائيلية كانت داخل القطاع.

لكن على حدود المنطقة العازلة، أبقت إسرائيل على عدد من التجمعات في المنطقة المتاخمة للمنطقة العازلة مع القطاع. وتتكون تلك التجمعات من حوالي 50 بلدة معروفة منذ ذلك الحين بغلاف غزة أو ما يُعرف بالعبرية "بعوتيف غزة"، وهو الاسم الذي تردد كثيرًا منذ شن حركة حماس هجوما شاملًا على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وأسفر عن مقتل المئات بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

"غلاف غزة"

تكمن أهمية هذا الحزام من البلدات الإسرائيلية في أنه متاخم للمنطقة العازلة بين القطاع والأراضي الإسرائيلية، ممّا يجعله خط الدفاع الأول لإسرائيل من جهة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، إذ يضفي الموقع الجغرافي للغلاف قدرًا كبيرًا من الأهمية. وكونه على الخط الفاصل بين المنطقتين، تعرض العديد من البلدات في هذه المنطقة لضربات عنيفة نتيجة للهجوم الذي شنته حماس وأسمته "طوفان الأقصى".

يُضاف إلى ذلك العدد الكبير من السكان الإسرائيليين الذين يقيمون في تلك البلدات، والذين تعرضوا بالفعل لأضرار بالغة نتيجة للعملية تنوعت من القتل إلى الإصابة بجروح مرورًا بأسر أعداد كبيرة منهم.

كما تتمتع تلك المنطقة بأهمية عسكرية أيضًا، إذ وثقت صور ومقاطع فيديو اقتحام عناصر من حماس مواقع عسكرية إسرائيلية في شمال "غلاف غزة"، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وأعلن دانيل هغاري، متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش أخلى سكان بلدات غلاف غزة.

قسمت إسرائيل غلاف غزة إلى ثلاثة مجالس محلية هي؛ أشكول وأشكلون وشاعر هنيغف. ويضم مجلس أشكول المحلي 32 بلدة إسرائيلية ويمتد على مساحة 380 كيلو مترًا مربعًا.

وتبلغ مساحة الأراضي التابعة لمجلس أشكلون المحلي 175 كيلو مترًا مربعًا، ويحتوي على أربع بلدات إسرائيلية.

ويمتد مجلس شاعر هنيغف على مساحة 180 كيلو مترًا مربعًا ويضم 11 بلدة إسرائيلية.

يبلغ عدد سكان بلدات الغلاف بمجالسه الثلاثة 37 ألف نسمة مقسمة بين المجالس كالتالي:

13 ألف شخص في مجلس أشكول المحلي الأكبر من حيث المساحة.

17 ألف شخص في مجلس أشكلون المحلي.

7 آلاف شخص في مجلس شاعر هنيغف المحلي.

تحمّل عدد من البلدات في غلاف غزة أغلب الأضرار التي خلّفها هجوم حماس على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للمنطقة العازلة بين إسرائيل وقطاع غزة. وتتضمن بلدات زيكيم، وسديروت، ونحال عوز، وكيسوفيم، وأشكول، وتنتيفوت.

كما ألحق هجوم حماس المباغت أضرارًا بالغة بقواعد عسكرية إسرائيلية.

قاعدة "رعيم" العسكرية

تُعرف باسم "مقر قيادة فرقة غزة"، وهي قوة عسكرية كبيرة مكونة من جميع التشكيلات العسكرية الإسرائيلية، وقريبة من قاعدة المدرعات، ومهمتها الأساسية تأمين كل الحدود مع مصر من شرقي رفح إلى السودانية، وصولا إلى مستوطنة "زيكيم" داخل إسرائيل.

مستوطنة "بيئيري"

امتدت الاشتباكات فيها بين المهاجمين والجيش الاسرائيلي لساعات، حيث احتجز المسلحون 50 مستوطنا إسرائيليا رهائن، وشهدت المستوطنة وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في شوارعها.

وكانت هذه المستوطنة عبارة عن "كيبوتس"، أي تجمع استيطاني يحمل صفة الاشتراكية التامة في الإنتاج والاستهلاك، تأسست قبل عام 1948 ضمن 11 كيبوتسا زراعيا في منطقة شمال غرب النقب على الحدود مع قطاع غزة.

وبعد 1948 نُقل موقعها إلى الجنوب الغربي من صحراء النقب، وتحوّلت إلى واحدة من أغنى المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، ويقترب عدد سكانها من 1000 مستوطن.

مستوطنة سديروت

هي كبرى مستوطنات "غلاف غزة"، تبعد حوالي كيلومتر ونصف عن القطاع، وأقيمت على أراضي قرية "النجد" الفلسطينية الواقعة شمال قطاع غزة بعد عام 1948، وتحولت إلى مدينة يسكنها أكثر من 19 ألف مستوطن.

مستوطنة صوفا

هي الأقرب لقطاع غزة من الجهة الجنوبية، وتقع شمال شرق مدينة رفح، وهو ما جعلها أولى محطات عملية "طوفان الأقصى".

موقع كرم أبو سالم

يوصف بالموقع الأكثر تحصنا، وهو بمثابة "كيبوتس" قريب جدا من قطاع غزة، يبعد 300 متر فقط عن الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر، ويشكل معبرا حدوديا إستراتيجيا للمناطق الثلاث.

تأسس بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، ويضم بيوتا تسكنها 13 عائلة من المستوطنين، إلى جانب تجمعات ومعسكرات للجيش الإسرائيلي.

مستوطنة كيسيوفيم

تُعتبر من المناطق القريبة من القطاع أيضا، حيث تبعد عنه مسافة أقل من 2 كيلومتر. تأسّست عام 1951 شمال غرب صحراء النقب، وكانت جزءا من كتلة المستوطنات التي بنتها إسرائيل "غلاف قطاع غزة".

وقامت السلطات الإسرائيلية قبل سنوات ببناء ملجأ لكل بيت فيها لحماية سكانها من صواريخ المقاومة الفلسطينية، لكن ومع وجود الملاجئ فإن العديد من سكان المستوطنة قُتل وأُسر خلال هذه العملية أيضا.

ويُعتبر معبر مستوطنة كيسوفيم الموقع الأشهر فيها، وهو الأقرب لقطاع غزة، ومنه خرج المستوطنون والجيش الاسرائيلي تنفيذا لخطة الانسحاب من غزة عام 2005.

ناحل عوز

برز اسم هذا الموقع خلال هذه العملية كونه الأقرب ومن أوائل المواقع التي سيطرت عليها المقاومة، وهو "كيبوتس" زراعي تأسس عام 1951، يبعُد عن قطاع غزة مسافة أقل من كيلومتر، ويقع في الجزء الشمالي من صحراء النقب، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. وكان في السابق مسرحا لعملية اقتحام شهيرة للمقاومة الفلسطينية.

كفار عزّة

وهي مستوطنة تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات إلى الشرق من قطاع غزة، بين مستوطنتي نتيفوت وسديروت، وسيطرت عليها المقاومة بشكل كامل خلال عملية "طوفان الأقصى".

كريات جات

مستوطنة إسرائيلية تأسست عام 1954، وتبعد عن قطاع غزة 45 كيلومترا قرب قريتي "الفالوجة" و"عراق المنشية" الفلسطينيتين المهجرتين في النكبة.

سكنها عدد كبير من المستوطنين بعد الهجرة الروسية إلى إسرائيل عام 1991، وبحسب المصادر الإسرائيلية يسكنها حاليا قرابة 60 ألف مستوطن، وفيها مصنع إلكترونيات متطور.

كريات ملاخي

تأسست عام 1951 على أراضي بلدة "قسطينة" الواقعة على الطريق العام بين مدينة المجدل وطريق القدس- يافا، والتي هُجّرت ودُمرت على يد كتيبة "جفعاتي" الإسرائيلية عام 1948.

معبر بيت حانون "إيرز"

هو معبر مخصص للمشاة، ويُستخدم لنقل المرضى والمصابين للعلاج في الأردن أو إسرائيل أو الضفة الغربية، ويعبر من خلاله الدبلوماسيون والبعثات الأجنبية والصحفيون والعمال والتجار الفلسطينيون، وغيرهم ممن يملكون تصاريح للعبور إلى إسرائيل.

زيكيم وأوفاكيم

مستوطنة "زيكيم" واحدة من أبرز مستوطنات "غلاف غزة"، وتقع على الحدود الشمالية للقطاع، وتضم قاعدة عسكرية مطلة على الشاطئ، تعتبر من أكثر القواعد التي تتمتع بتحصينات أمنية مشددة، لاحتوائها على مصفاة للنفط ومحطة توليد تمد جنوب إسرائيل بالكهرباء.

كما استهدفت خلال عملية "طوفان الأقصى" مستوطنة "أوفاكيم"، وهي من المستوطنات التي تعتبر خارج "غلاف غزة"، وتبعد 16 كيلومترا عن القطاع.

السلطة الفلسطينية والقطاع

وكانت السلطة الفلسطينية قد دخلت قطاع غزة عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو لبدء تطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني في القطاع في غزة وأريحا.

وطرح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون، خطة الانفصال عن قطاع غزة في 2004، والتي تشمل إخلاء المستوطنات في القطاع والانسحاب الكامل من أراضيه، وهي الخطة التي أقرها الكنيست بعد عام من طرحها تقريبا.

وخرجت القوات الإسرائيلية بالفعل من غزة وأخلت 25 مستوطنة يقطنها 8500 – وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي بالفعل بإعلان إنهاء الحكم العسكري هناك في 2005.

يقرأون الآن