يعتقد معظم الأشخاص أن اللون الذي نراه عندما نغمض أعيننا هو الأسود، لكن في الواقع هو ظل داكن لونه رمادي، فريد من نوعه، يسمى "eigengrau ".
وعلى الرغم من أن هذا المصطلح الألماني غير شائع وغير مستخدم في الأوراق العلمية، إلا أنه يلقي بعض الضوء على كيفية إدراك أعيننا للعالم من حولنا.
ويترجم هذا اللون إلى "الرمادي الجوهري أو "الرمادي الدماغي".
وفي حالة eigengrau، لاحظ غوستاف فيشنر، وهو رائد في علم النفس التجريبي، أنه حتى عندما كان الناس في ظلام دامس، سواء في غرفة حالكة السواد أو وأعينهم مغلقة، فإنهم ما زالوا يرون تلميحات من اللون الرمادي.
ويُذكر أن العين عضو مذهل ومعقد للغاية، ولكن عندما يتعلق الأمر بنقل ما نراه خارجاً إلى الدماغ، فإنها تعتمد على نوعين من الخلايا، العصوية والمخروطية.
وفي أبسط حالاتها، ترى الخلايا المخروطية الألوان، بينما تركز الخلايا العصوية على الضوء والتباين، باللونين الأبيض والأسود بشكل أساسي.
وفي الإضاءة المنخفضة، يعتمد الدماغ على الخلايا العصوية أكثر من الخلايا المخروطية، والتي تستمر في التقاط أكبر عدد ممكن من الفوتونات (جسيمات الضوء بشكل أساسي).
وفي حال تسكير العينين، تتوقف الخلايا العصوية عن العمل وترسل الإشارات إلى الدماغ، ما يخلق الوهم برؤية أصغر تلميح من الضوء، ومن ثم رؤية اللون الرمادي، وليس اللون الأسود الداكن، أو eigengrau.
وبعد فرك العينين، نلاحظ ومضات أو دوامات أو بقع من الضوء، تُعرف باسم الفوسفين.