صحة

هل تكون السحالي مفتاحا لعلاج سرطان الجلد؟

هل تكون السحالي مفتاحا لعلاج سرطان الجلد؟

الصورة مرخصة على أنسبلاش بواسطة verdian chua

يسعى الطب والعلماء لتطوير علاجات مبتكرة لمرض السرطان، وفي هذا السياق، كشفت دراسة علمية جديدة نشرت عبر موقع “بوبيولار ساينس” العلمي ‏المتخصص، أن عدد من السحالي الأليفة الصغيرة ‏ليمونية اللون، يمكن أن تكون سببا في علاج الكثير من المصابين ‏بسرطان الجلد.

وأوضحت الدراسة أن العلماء اكتشفوا رابطا بين تلك السحلية المنزلية ‏الصغيرة المعروفة باسم “أبو بريص” أو “البرص” وبين طبيعة ‏الإصابة بسرطان الجلد، وهو ما قد يكون مفتاحا للعلاج والوقاية ‏من هذا المرض القاتل.

وقال لونغوا غوا، عالم الوراثة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، إنهم ‏اكتشفوا أن حوالي 80% من حيوانات البرص المنزلية تواصل تطوير ‏أورام قزحية، ما يشير بصورة كبيرة لطبيعة الإصابة بسرطان الجلد ‏عند البشر.‏

وحدد غوا وزملاؤه الجين المسؤول على الأرجح عن لون البرص ‏الليموني الشهير، والمسبب في إصابتهم بالأورام السرطانية، وهو ما ‏قد يمثل بابا رئيسيا في اكتشاف الجين المسؤول عن الإصابة ‏بسرطان الجلد لدى البشر.‏ ‏

وحدد الخبراء طبيعة لون الجلد لدى البرص بواسطة تقنية ‏‏”ميلانوفوريز” الخلايا التي تنتج الميلانين، والتي تكون سببا في ‏ظهور الأورام السرطانية لديه، ليكتشفوا منها الجين المسؤول عن ‏ظهور الأورام.‏

جين السرطان

وللعثور على الجين أو الجينات المسؤولة عن تلوين جلد البرص، ‏قام غوا بالتعاون مع ليونيد كروغلياك، أستاذ الكيمياء الحيوية ‏وعلم الوراثة أيضا، في تحليل سجل قدمه مربو الزواحف، ‏يحوي معلومات عن ميزات جميع الأبراص بمستعمراتهم وكيف تترابط ‏جميعا مع بعضها البعض.‏

وباستخدام هذا السجل، حدد الباحثون نمطًا للوراثة، ووجدوا أن ‏بعض الأبراص كانت تعاني من بقع قليلة على الظهر وأرجل صفراء، ‏وفي البعض الآخر كان اللون الأصفر ممتدا إلى رؤوسهم وذيولهم، ‏وهو ما يظهر تطور الورم ليصبح الجلد أكثر سماكة.

‏بينما كان هناك مجموعة أخيرة من الأبراص تحتوي على بقع جلد ‏النمر القياسية مع جلد لونه أصفر غامق محاط بها.

‏ وتكشف هذه الأنماط سمات وأنواع الأورام السرطانية، التي تعزى ‏كلها على الأرجح لجين واحد متحور، ويعمل هذا الجين المتحور ‏على تطور تلك البقع اللونية، التي تشبه بدورها انتشار الأورام ‏السرطانية في البشر.‏

وفصل العلماء هذه المجموعات الثلاث من الأبراص، ثم قاموا ‏بتسلسل الحمض النووي ومقارنته، بحثا عن جين يطابق نمط ‏الوراثة المتوقع. ‏

وبالفعل تمكن العلماء من تحديد المنطقة المشتبه بها من جينوم ‏أبو بريص ذو بقع النمر، وإنشاء قاعدة البيانات الجينية لمقارنة ‏تسلسل الجينات مع جينومات حيوانية أخرى تم تعيينها جيدًا. ‏

ومن خلال مقارنات مع الدجاج والسحالي الخضراء والبشر، ‏استخرج العلماء جينا جديدا أطلقوا عليه اسم “إس بي آي إن تي ‏‏1″، والذي يتحور في الجسم ويؤدي إلى ظهور الأورام التي تؤدي إلى ‏الإصابة بسرطان الجلد.‏

وتأكد بعد ذلك العلماء من مسؤولية جين “إس بي آي إن تي 1″، في ‏تطوير الأورام الميلانينية الجلدية، الذي يعتبر واحدا من أخطر ‏أشكال سرطان الجلد البشري.‏

مفتاح سحري

وقال كاريغ سويل، عالم الوراثة في جامعة “ماساتشوستس”، ‏والمتخصص في دراسة السرطان، إن تلك الدراسة مفتاحا سحريا ‏حقيقيا للقضاء على سرطان الجلد بصورة نهائية.

وأوضح أن الخطوة التالية ينبغي أن تتمثل في تصنيع جين معدل ‏وراثيا مرتبط بذلك الجين المكتشف في أبو بريص، حتى يتمكن من ‏عكس عملية التحول الحادثة في الجلد، والتي تسبب ظهور الأورام ‏السرطانية، ومراقبة تأثير الجين المعدل وراثيا على نمو الأورام، ‏لتصحيح الطفرة الموجودة في هذا الجين.‏

ويقول الباحثون إنه من الصعب اختبار ذلك الجين الجديد على ‏الأبراص، لذلك يمكن اختباره على حيوانات أخرى، لدراسة فعاليته ‏قبل بدء اختباره إكلنيكيا على البشر.‏ كما قال دوغ مينك، عالم الوراثة التطورية في جامعة جورجيا، إن ‏اختيار البرص بحد ذاته ثورة فكرية، لأنه ليست من ضمن ‏الحيوانات النمطية المستخدمة في دراسة العوامل الوراثية، لذلك ‏يمكن أن يكون ذلك الأمر واعدا بصورة كبيرة للقضاء على سرطان ‏الجلد.‏

ويشير مينك إلى أن دراسة مجموعة متنوعة من الكائنات ‏الحية النموذجية أمر مهم لإحداث مقارنات بين الكثير من ‏الجينات الأخرى للحيوانات المختلفة، حتى تكون الدراسة ‏متكاملة، وتسمح بتطبيقها على البشر في وقت لاحق.‏

سبوتنيك

يقرأون الآن