حوّل الطفل الفلسطيني محمد السكسك نفايات النايلون والأكياس المستعملة إلى طائرات ورقية يبيعها للأطفال، لخلق أجواء من المرح في أحد مخيمات النزوح بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
السكسك الذي نزح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، يحاول أن يمنح نظرائه من الأطفال في المخيم فسحة لرؤية السماء بطائرات المرح لا طائرات الموت التي لم تغادر أجواء القطاع منذ 106 أيام.
وفي خيمة النزوح الخاصة بعائلته، ينهمك السكسك وهو جالس على الرمال بصناعة طائرة ورقية من خلال تجميع 3 أعواد خشبية على شكل سداسي، ثم يكسوها بالنايلون ويتأكد من توازنها، ليشرع لاحقا بصناعة ذيل الطائرة بقصاصات صغيرة من النايلون.
وقال لـ"الأناضول"، إنه افتتح هذا المشروع بالتعاون مع أشقائه وأقاربه من الأطفال، لتوفير مصدر رزق بسيط لإعالة عائلاتهم.
ويعرض الطفل طائراته الورقية للبيع من خلال إطلاق العنان لها في سماء المخيم لإتاحة رؤيتها من جميع الأطفال، الذين يتجمعون حوله فور إطلاقها وسط أجواء من المرح تكسر حدة الحرب وأزيز الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لا تفارق سماء قطاع غزة.
وأضاف: "الطائرة تتكوّن من أعواد خشبية وخيطان أشتريها من الناس أو المتاجر العاملة، والنايلون الذي أحصل عليه عبر تجميعه من المعارف والشارع أو من خلال شرائه".
ويصنع السكسك وأقاربه هذه الطائرات باستخدام أبسط المعدات المتاحة في خيام النزوح التي يقيمون بها، وذلك بسبب ارتفاع ثمن المعدات اللازمة جراء ندرتها كـ"المقص" والذي استبدله بـ"السكين".
ويضيف: "حينما نريد أن نشتري المعدات اللازمة لصناعة هذه الطائرات، نعمل على تجميع شيكل واحد من كل شخص لشرائه (الدولار يعادل 3.74 شواكل)".
وإلى جانب مصدر الرزق، فإن الطفل السكسك يشعر بالمتعة خلال صناعته لهذه الطائرات، التي كان يعتمدها مشروعا صغيرا له في أوقات الإجازة الصيفية قبل اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول الماضي.