وأوضحت زاخاروفا على قناة "روسيا 1" التلفزيونية أن روسيا تلقت ردا من ألمانيا بشأن الموقف مع أليكسي نافالني منوهة إلى أنه لم يكن هناك شيء فيه، وقالت موضحة "رأيت عناوين الصحف، ودعا خبرائنا المشاركين في هذا الجانب للإجابة، بالطبع، تلقينا إجابة من الجانب الألماني، المشكلة هي أنه، كما هو الحال دائمًا، لا معنى لها".
وكانت وكالات الأنباء الأجنبية وزعت في اليوم السابق بيانًا صادر عن ممثل رسمي لوزارة العدل الألمانية ذكر فيه أن برلين عالجت طلبات من روسيا للحصول على مساعدة قانونية في قضية نافالني لافتا إلى أنه تم الرد عليها بناءً على الأسس الموضوعية.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أنه لم يتم الإفصاح عن التقارير الطبية لأن البيانات الصحية الشخصية محمية بشكل خاص بموجب القانون الألماني.
وتعود قصة نافالني ذو ال 44 عاما إلى يوم 20 أغسطس الماضي بعدما أصيب بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نقل إلى برلين في غيبوبة بعد ضغط مقربين منه.
وخرج نافالني من المستشفى في أوائل أيلول/سبتمبر وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سمّم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفياتية من أجل أغراض عسكرية. وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رغم نفي موسكو المتكرر.
ومنذ أن أعلن خصم الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء نيته العودة إلى البلاد، حذرته مصلحة السجون الروسية مؤكدة أنها ستكون "ملزمة" باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر في 2014، لكن نافالني اعتبر الأمر محاولة لـ "تخويفه" وبدلا من ذلك دعا أنصاره للمجيء إلى استقباله في مطار فنوكوفو في موسكو حيث من المقرر أن تحط طائرته الساعة 19,20 مساء (16,20 ت غ).
ويؤكد نافالني إن أجهزة الأمن الروسية دبرت لاغتياله بأمر مباشر من فلاديمير بوتين.
وتنفي موسكو عملية التسميم جملة وتفصيلا رغم نتائج المختبرات الأوروبية التي تثبت أنه تعرض للتسمم، منددة بهذه الرواية التي اعتبرت أنها مؤامرة غربية وشككت في النمط الصحي لحياة المعارض.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا ترفض فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما حصل لنافالني، بحجة أن ألمانيا ترفض نقل بياناتها إلى روسيا، لكن ألمانيا أعلنت السبت أنها أرسلت إلى موسكو غالبية عناصر التحقيق القضائي المتعلق بقضية التسميم المفترض لنافالني، والتي تضم عناصر الملف الذي نقل إلى السلطات القضائية الروسية خصوصا "محاضر جلسات استجواب نافالني من قبل المحققين الألمان فضلا عن عينات دم وأنسجة وقطع ملابس.