توفي عصر اليوم الأربعاء الإعلامي القدير كميل منسى بعد صراع مع المرض.
والراحل القدير ارتبط اسمه بإعلان نبأ الهبوط على القمر. خريج الجامعة اليسوعية، حامل اجازة الحقوق التي لم يمارسها، فقد اختار الاعلام مسرحًا لنشاطه منذ البداية، فكان مدير الاخبار والبرامج السياسية في تلفزيون لبنان من عام 1960 وحتى عام 1971، ومن عام 1960 وحتى 1964 كان مراسل الراديو والتلفزيون الفرنسي في الشرق الاوسط من 1960 وحتى 1964.
اختار الانضمام الى مجموعة الشباب الذين التحقوا بمنهج الرئيس فؤاد شهاب ومن بعد وريثه بالصنعة ان لم يكن الجوهر الرئيس شارل حلو، فتولى مركز مدير برامج اذاعة لبنان.
وتعددت خبراته في السنوات اللاحقة فراسل اذاعة مونتي كارلو، وتولى ادارة شركة ميديا برس التي كانت مسؤولة عن اعلانات النهار والاوريان لوجور في سنوات 1971-1973 (النهار).
وترأس المنظمة الدولية للاعلان فرع بيروت ما بين 1980-1983، ودرس لسنوات في كليتي الاعلام وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية 70-76 وكان رئيس مجلس ادارة ومدير عام دار الاوريان لوجور للنشر على مدى 22 عامًا منذ عام 1981، كما كان المدير الاداري لجريدة الاوريان لوجور ما بين 1973 و2003.
رغم ادواره المتعددة استطاع مراسلة تلفزيون الABCالمحطة الاميركية المعروفة.
وكتبت عنه صحيفة الشرق الأوسط: "قبل 50 عاماً، جلس الإعلامي اللبناني كميل منسى أمام كاميرا «تلفزيون لبنان» الرسمي ليبث لهم خبر أول هبوط للبشر على سطح القمر ضمن مهمة مركبة «أبولو 11»، التي تحققت في 19 يوليو (تموز) 1969، وخطفت أنظار الناس حول العالم، وبخاصة المولعون بالعلوم واستكشاف الفضاء الخارجي.
ارتبط وجه منسّى وصوته آنذاك، بالحدث. فإلى جانب البُعد العلمي لخبر مماثل، أعطاه منسى انطباعات شخصية؛ كونه «أنهى بالنسبة للكثيرين فكرة القمر ككوكب بعيد وجميل لا يمكن لأحد الوصول إليه»، فضلاً عن أن «الوصول إلى القمر كانت خطوة كبيرة للبشرية»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً: «هذا الحدث أثر بي شخصياً؛ لأن القمر لطالما كان ملهم الشعراء والعشاق، وفكرة أن الإنسان استطاع الوصول إليه والمشي على سطحه قضى على الصورة المميزة التي لطالما رسمتها في ذهني عنه».
نعى وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس الإعلامي الراحل كميل منسّى 1936-2024، وقال: "عَرّابُ الإعلام الأبيض، الكثير النور، المتَّشِحُ بهدأة البسمة الراقية ورائد الكلمة الطيبة و مهندس إعلام الوفاق و التوفيق. هو إنكتبَ بعارفيه و زملائه و قادريه، و ماتَ بالله إيماناً سلامياً، بمثل ما عاش للبنان و الإعلام و صحافة الحرية و مسؤولية الرأي الوطني".