يبدو أن الفصائل العراقية المسلحة قد وصلت الى قناعة بأن المواجهة مع القوات الأميركية مستحيلة بفعل موازين القوى، إضافة الى الوضع الداخلي العراقي.
وتسعى هذه الفصائل الى الخروج من دائرة الضوء، ومن دائرة محور المقاومة وحرب غزة بعد الخسائر التي منيت بها بفعل الضربات الأميركية العنيفة والإغتيالات التي طالت قياديين بارزين في الحشد الشعبي.
الخبير الامني محمد البصري، أقر بوجود ما اسماها هدنة غير معلنة بين الفصائل المسلحة والاميركان برعاية حكومة السوداني.
وقال البصري، إن" الأسابيع الماضية لم تسجل عمليات قصف للقواعد الاميركية فيما لم تبادر الاخيرة الى قصف ايّ من الاهداف او قيادات الفصائل المسلحة العراقية في وضع مختلف قبل وبعد اغتيال القيادي ابو باقر الساعدي ما يدلل على وجود هدنة غير معلنة".
واضاف، ان" الحكومة واطراف اخرى تمتلك علاقات سعت الى هدنة، كما إن الأميركان سعوا بقوة الى التفاوض وطلب الهدنة ولو بشكل غير معلن، لافتا الى ان ثقة الفصائل بالسوداني ساعدت في حصول الهدنة من اجل إتاحة الفرصة لتطبيق برنامج رئيس مجلس الوزراء بإخراج القوات الدولية من العراق ومنها الأميركية".
واشار البصري الى ان" الفصائل المسلحة أعلنت قبل اغتيال الساعدي ايقاف عملياتها ضد القواعد الاميركية كحسن نية لفسح المجال امام حكومة السوداني في المضي في اخراج القوات الأجنبية والوضع يبدو انه سار باتجاه الهدنة حاليا من اجل اعطاء المزيد من الوقت لاخرج تلك القوات وفق الآليات التي تريدها بغداد".
وتتصاعد حدة القلق في العراق عموماً، ولدى الفصائل على وجه الخصوص، التي تخشى من عمليات اغتيال وضربات أخرى قد تقدم عليها الولايات المتحدة الاميركية، التي تجوب طائراتها المسيَّرة سماء بغداد بشكل شبه يومي، وهو ما دفع قيادات الفصائل إلى تغيير تكتيكاتهم وتحركاتهم ومحاولة اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لعدم استهدافهم من قبل أميركا.