شكّلت شركتا "بريتيش بتروليوم" (BP) و"بتروتشاينا" (PetroChina) مشروعاً مشتركاً لإدارة حقل الرميلة العملاق في العراق، وهو هيكل تشغيلي تبنته شركة النفط البريطانية الكبرى في أجزاء أخرى من العالم، حيث تركز على التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
تعد "بريتيش بتروليوم" في بداية طريق التحول نحو خفض الانبعاثات وإنتاج الهيدروكربونات، في الوقت الذي تزيد فيه من إنتاج الطاقة النظيفة. وتتماشى هذه الإستراتيجية بشكل "غير مريح" مع وجودها في العراق، أحد أكبر بواعث غاز الميثان في العالم، وهو غاز احتباس حراري أقوى من ثاني أكسيد الكربون.
وقالت الشركة في بيان لها إن شركة "البصرة للطاقة المحدودة" الجديدة ستدير حقل الرميلة مع شركة "نفط البصرة" المملوكة للدولة، وكشركة مستقلة ستتمكن من الحصول على تمويل خارجي. وفي حين أن تشكيل المشروع لن يغير كمية الغازات الدفيئة المنبعثة، لكنه سيحرر رأس المال، حيث تسعى "بريتيش بتروليوم" لزيادة الإنفاق على المشاريع منخفضة الكربون.
في عام 2016، شكلت "بريتيش بتروليوم" شركة "أكير بي بي" (Aker BP ASA) من خلال ضم أصولها النرويجية مع شركة "دي نورسكه أوليسيسكاب" (Det Norske Oljeselskap). وفي الآونة الأخيرة، قالت شركتا "بريتيش بتروليوم" و"إيني" (Eni SpA) الإيطالية إنهما يفكران في دمج أصول النفط، والغاز، والغاز الطبيعي الأنغولية في محاولة لإنعاش الإنتاج.
موافقة الحكومة
قال وزير النفط إحسان عبد الجبار في بيان منفصل إن مجلس الوزراء العراقي وافق على إعادة الهيكلة، وقال إن "البصرة للطاقة" ستكون مسؤولة عن تمويل وتطوير الحقل. ويخضع المشروع العراقي لموافقات أخرى.
حصلت "بريتيش بتروليوم" على حق تطوير حقل الرميلة في عام 2010، ومن المتوقع أن يعمل المشروع المشترك الجديد حتى انتهاء صلاحية العقد في عام 2034. يعد الحقل واحداً من أكبر الحقول في العالم، حيث ضخ 1.4 مليون برميل يومياً في عام 2020.
وكان وزير النفط العراقي، قال في يوليو إن شركة "بريتيش بتروليوم" تريد الانسحاب من الرميلة، رغم أنه أضاف لاحقاً أن الحكومة تعمل على تحسين ظروف التشغيل لشركات النفط الأجنبية ووقف خروجها.
يضخ العراق نحو 4 ملايين برميل يومياً من الخام، أي أكثر من أي عضو آخر في منظمة البلدان المصدرة للنفط باستثناء المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، ساد الانزعاج بين شركات الطاقة الدولية خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار السياسي وشروط التعاقد الصعبة. يشار إلى أن شركة "إكسون موبيل" تحاول بيع حصة في حقل "غرب القرنة 1"، بينما تريد "توتال" و"لوك أويل" أيضاً بيع بعض الأصول.
يعود وجود شركة "بريتيش بتروليوم" في العراق إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما ساعد أسلافها في اكتشاف حقل كركوك في شمال البلاد. و انسحبت الشركة من الحقل العام الماضي.
بلومبرغ الشرق