أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استعداد دولة الإمارات للترحيب بالعالم في أضخم حدث على أجندة العالم للفعاليات الكبرى في أعقاب جائحة كوفيد-19، ضمن منصة تعين على بدء عصر جديد للتعاون الدولي للتغلب على ما فرضته التحديات التي يواجهها العالم بحلول جذرية تمكن شعوبه من استئناف جهود التطوير والتنمية والانطلاق مجدداً نحو النمو .
وفي جولة تفقّد خلالها سموه موقع إكسبو 2020 دبي قبل شهر واحد من انطلاق الحدث الكبير بمشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم، أطمأن خلالها سموه على اكتمال مشاريع البنية التحتية للحدث العالمي الأكبر في تاريخ دولة الإمارات، أشاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجهود كافة فرق العمل في إكسبو 2020 دبي، وبالدعم الذي تقدمه مختلف الجهات الحكومية المحلية والاتحادية لإنجاح حدث هو الأهم من نوعه في الدولة والمنطقة بشكل عام، وتقديم دورة استثنائية ستمثل علامة فارقة في تاريخ المعرض العريق الذي انطلق للمرة الأولى قبل 170 عاماً مضت، وبما يليق بمكانة دولة الإمارات كشريك في صنع المستقبل.
وقال سموه: "نتطلع لاستقبال وفود 191 دولة ومنظمات ومؤسسات دولية وشركات عالمية للعمل معاً لغد أفضل للإنسانية.. إكسبو منصة مُلهمة تدعم تبادل الأفكار الخلاقة والرؤى المبدعة من أجل تمهيد الطريق أمام العالم ليستأنف مسيرة التقدم.. الحدث سيمنح الطاقات المبدعة فرصة المشاركة في اكتشاف وتفعيل مسارات جديدة للنمو والازدهار .. والهدف صياغة مستقبل يمكِّن الشعوب من بلوغ ما تنشده من رقي ورخاء بأسلوب يعالج التحديات القائمة والمحتملة".
واطلع صاحب السمو، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، على الاستعدادات النهائية قبيل انطلاق الحدث المرتقب، في أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، واستمع سموه من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، إلى شرح حول الجهود المبذولة لخروج الحدث على الوجه الأكمل الذي يليق بسمعة ومكانة دولة الإمارات وتأسيساً على الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها دبي في استضافة وإنجاح الفعاليات العالمية الكبرى.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوفير كافة المقومات التي تضمن راحة ضيوف الحدث من العارضين والزوار، وضمان الأجواء التي تكفل تحقيق الأهداف المأمولة للحدث، إضافة إلى ضمان سلامة الجميع طوال فترة انعقاد المعرض، مع مواصلة تطبيق الإجراءات التي أثبتت فعاليتها وأثرها الإيجابي في إقامة الفعاليات الكبرى في دبي ودولة الإمارات، واستحداث كافة الإجراءات اللازمة والخدمات التي تمكن العارضين من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المحفل الضخم مع أول ظهور له في المنطقة.
واطلع سموه خلال الزيارة على معلمين رئيسيين جديدين تم تشييدهما في إطار البنية التحتية رفيعة المستوى لمقر اكسبو، إيذاناً بانضمامها إلى مجموعة المعالم الحضارية الفريدة في دبي ودولة الإمارات، وشملا "شلالات إكسبو" التي تقدم للزائرين تجربة إبداعية بالغة التميز من خلال تكوين مبتكر يمزج بين تدفق مياه الشلالات وتشكيلات تتم باستخدام النار ومقطوعات موسيقية مصاحبة، قام بتأليفها خصيصاً للشلالات مجموعة من المؤلفين الموسيقيين العالميين، و"حديقة الثريا" بتصميمها الخاص المشيد على برج للمراقبة يرفع الحديقة إلى ارتفاع يصل إلى 55 متراً ليمكن الزوار من مشاهدة إطلاله بانوراميه لكافة معالم إكسبو بما يضمه من أجنحه، وكذلك المناطق المحيطة بمقر الحدث.
وتفقّد صاحب السمو ضمن الجولة التي حضرها، معالي محمد ابراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي ومعالي خليفة سعيد سليمان، رئيس مراسم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، عدداً من المعالم الرئيسية في مقر إكسبو ومنها "ساحة الوصل" التي تمثل قلب إكسبو وتصل بين مناطق الموضوعات الثلاثة التي يركز عليها الحدث وهي: الفرص والتنقل والاستدامة، بتصميمها المميز الذي يغطيه قبة فولاذية ضخمة تصل مساحتها إلى 724 ألف متر مكعب والمزوّد بأحدث أجهزة العرض لتصبح أكبر شاشة في العالم بزاوية 360 درجة.
وشملت الزيارة "مبنى القيادة" الذي تتم من خلاله متابعة كافة العمليات في مختلف انحاء الموقع المشيد على مساحة 4.38 كيلومتراً مربعاً، بما يكفل السلاسة الكاملة في التحكم في مختلف عمليات التشغيل في جميع أجنحة وجنبات إكسبو.
وتضمنت جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقر إكسبو "جادة الغاف" و"حديقة الفرسان" واللذين تم استلهام فكرتهما من الموروث الثقافي العريق لدولة الإمارات، إضافة إلى مجموعة من أجنحة عدد من الدول المشاركة من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم، بما تميزت به من تصميمات هندسية وطرز معمارية ذات طابع مستقبلي يتناسب مع طبيعة الأهداف والموضوعات التي سيركز عليها إكسبو طوال فترة انعقاده.
واستمع سموه خلال جولته في الموقع إلى شرح عن البرامج التي ستنطلق في 1 أكتوبر 2021 وتستمر حتى 31 مارس 2022 بمشاركة 191 دولة بالإضافة إلى العديد من الهيئات الدولية والمؤسسات والشركات والمنظمات المتعددة الأطراف والمؤسسات التعليمية، حول هدف مشترك، هو إيجاد حلول لبعض التحديات الكبرى التي تواجه عالمنا.
كما اطلع سموه على مجمل الخدمات والمرافق التي سيوفرها إكسبو لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم على مدار ستة أشهر من الفعاليات المتنوعة والثرية للاحتفاء بالإبداع والابتكار والفكر الخلاق، سعياً لإيجاد روافد جديدة تدعم مسيرة التقدم الإنساني وتمنح البشر أملاً جديداً في مستقبل حافل بالفرص.
يُذكر أن "إكسبو 2020 دبي" يهدف من خلال شعاره "تواصل العقول وصنع المستقبل" إلى بناء شراكات وإلهام العالم بأفكار ترسم ملامح غد أفضل. وتمثل المواضيع الثلاثة التي يركز عليها وهي: الفرص والتنقل والاستدامة، في مجملها أهم محركات التقدم الرئيسية، إذ تبنى إكسبو 2020 دبي مناقشتها لتشجيع العالم على التفكير في كيفية الحفاظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.
الإمارات اليوم