تتواصل معاناة العشرات من المغاربة بعد اختطافهم من قبل جماعات مسلحة تتمركز على الحدود بين ميانمار وتايلاند، كما وصفتها تقارير صحافية محلية، نقلاً عن عائلات وشهادات أصدقاء الضحايا في المغرب.
ووفقًا لتصريحات شقيقة أحد الضحايا في حديثها لصحيفة "الصباح" المغربية، فإن عملية الاختطاف تمت بطريقة مدروسة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث جرى إقناع شقيقها من طرف غرباء يرأسون شبكات قرصنة رقمية، بالقدوم إلى تايلاند من أجل عقد عمل، فانقطعت أخباره لأشهر، لتعلم فيما بعد من زميله المحتجز معه أنهم عالقون في مكان ما، إذ أشارت إلى أنها تحتفظ بتسجيلات صوتية تُظهر تعرض الضحايا لتعذيب شديد، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والتعليق لساعات طويلة.
وأضافت شقيقة الضحية الذي يدعى يوسف أن العائلة كانت تشك في مكان تواجد ابنهم، والذي تبين فيما بعد أنه محتجز في منطقة لا تخضع لسيطرة السلطات التايلاندية أو الميانمارية.
وقد تم إرسال موقع الاحتجاز إلى الأسرة من قِبل أحد المغاربة المختطفين، ما أدى إلى تعرضه لمزيد من التعذيب بعد اكتشاف الشبكة لذلك.
وجاء في شهادة عائلة شاب مغربي انقطعت أخباره سافر إلى تايلاند منذ شهور للعمل مع شركة مجهولة للتسويق الإلكتروني، أنهم يعملون تحت ضغط شديد، حيث يُجبرون على العمل لمدة تصل إلى 22 ساعة يوميًا مع فترة راحة لا تتجاوز ساعتين فقط.
كما يتم تعذيب من يخالف الأوامر، أو حال اكتشفت الجماعات أنه سرب معلومات عما يحدث بداخل منطقة الاحتجاز، وفق ما ورد في إفادات نقلتها تقارير إخبارية مغربية.
وتشير التقارير ذاتها إلى أن هناك عددا من الشباب المغاربة الآخرين الذين فروا بعد وصولهم إلى تايلاند واكتشافهم طبيعة العمل الذي سيُفرض عليهم، جعل القضية تثير ضجة كبيرة في المغرب، وما زالت تفاصيلها تظهر في شهادات متواترة نقلها مؤثرون مغاربة عبر حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي عن ناجين فطنوا قبل سقوطهم في فخ المسلحين.
ويذكر أن الضحايا المحتجزين مطالبون تحت التهديد بإيقاع أشخاص آخرين من أجل القدوم، وهي العملية التي تجري تحت التهديد من أجل تعويض الجماعات في مصاريف استدراجهم عبر رحلة مباشرة من المغرب إلى تايلاند ورسوم التأشيرة قبل الوصول إلى مكان الاحتجاز، وفق ما جاء في شهادات متطابقة، فسرت أنها الطريقة نفسها التي أفقدتهم ابنهم المحتجز.