لم تعانِ طالبة هندسة الحاسب الآلي في جامعة حفر الباطن شهد محمد العماني من فقدان البصر، إلا أنها شعرت بمعاناة المكفوفين وحاجتهم لمساعدتها، مما جعلها تطوع خبرتها في مجال الهندسة لاختراع عصا ونظارة ذكية، تعتمد على أجهزة استشعار تنبيه الشخص الكفيف عند اقترابه من أي جسم، معتمدة على أجهزة استشعار بثلاثة مستويات.
ووفقاً لما ذكرته المهندسة شهد لـ"العربية.نت" قالت: لقد تأثرت لمتابعة قصة ضرير، وفكرت كيف يمكنني أن أصمم اختراعا لتنبيه المكفوفين من عوائق تعترض طريقهم، مما يسهل رؤيتهم باستخدام النظارة والعصا الذكية، ويساعدهم في التنقل بسهولة والتغلب على تحديات المكفوفين من كافة الأعمار، ولبناء الثقة في نفوسهم، ومساعدتهم على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، فبدأت بفكرة مشروع بسيط، وبفضل الله ثم دعم أهلي وأستاذتي بالجامعة، استطعت تحويل مشروعي البسيط إلى ابتكار يخدم هذه الفئة.
وأضافت شهد: الاختراع يساعد الكفيف عندما يقترب من أي جسم، حينها يصدر الجهاز صوتا أو اهتزازاً وفقاً لرغبة الشخص، ويختلف الصوت والاهتزاز حسب ارتفاع الجسم، وتم وضع جهاز استشعار للمس في مقبض العصا للتحكم في المسافة، فالجهاز يستشعر الأجسام القريبة لمسافة 50 سم، والأجسام البعيدة لمسافة 150 سم، وتم ربط العصا والنظارة المطورة لاسلكياً مع بعض، لإعطاء تنبيه للشخص المكفوف من وجود حواجز أمامه بمسافة كافيه ليستطيع تفاديها.
وعن أهمية الجهاز ذكرت شهد: يسهل الجهاز حياة الأشخاص المكفوفين بطريقة آمنه، بحيث يستطيعون من خلال استخدامه ممارسة حياتهم الشخصية بشكل طبيعي وسهل، وإعطائهم الثقة بخدمة أنفسهم، وأنا أتأمل خيراً بالمستقبل القريب، وتحتوي ابتكاري جهة مهتمة لأستطيع تطويره إلى الأفضل، وطرحه في الأسواق لخدمة شريحة كبيرة في المجتمع، وقد تم تسجيل الابتكار في الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وشاركتُ به في الهاكثون الصحي للابتكارات في جامعة الملك سعود بالرياض، وكذلك في المؤتمر الصحي الريفي في جامعة حفر الباطن.
وختمت حديثها قائلة: أحلم أن أستطيع تطوير الجهاز بشكل أدق وزيادة نسبة الأمان، وكذلك أود إضافة خصائص عديدة بحيث تُمكن الشخص المكفوف سواء كان صغيرا أم كبيرا، أو لديه أمراض أخرى، وأن أغطي جميع احتياجاته من خلال الابتكار حتى أتمكن من مساعدة شريحة كبيرة في المجتمع، كما أطمح إلى تطوير مقبض ذكي قادر على قياس مستويات الدم ونبضات القلب من أجل تمكين جميع المكفوفين من استخدام العصا والنظارة.