خطف مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في زيارته إلى طهران أمس الأحد "اتفاقا أو حلا مؤقتا" مع السلطات الإيرانية، بحسب ما أعلن لاحقا، في خطوة هدأت التوترات التي طفت إلى السطح خلال الأيام الماضية لاسيما بعد تقرير الوكالة الشديد اللهجة تجاه العرقلة الإيرانية.
ولا شك أن تلك التهدئة أتت على ضوء مساع روسية وأوروبية واضحة بهدف عدم تطيير مسار المفاوضات المتوقفة في فيينا منذ يونيو الماضي، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
ولعل تصريحات كل من مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أمس، والمنسق الأوروبي للمحادثات النووية إنريكي مورا لخير دليل على تلك المساعي الضاغطة من أجل إعادة إحياء مسار الدبلوماسية والتفاوض.
نص محتمل لفرض عقوبات
إذ أنهى غروسي زيارته إلى إيران حاملا حلا سيعرضه اليوم الاثنين على طاولة مجلس حكام الوكالة، في العاصمة النمساوية.
وسيقدّم مدير الوكالة الدولية لمجلس الحكام "العناصر الجديدة" التي اعتبر أنها ستكون "ذات وزن" في النقاشات الحالية المتعلقة بالتصويت على نص محتمل لفرض عقوبات على إيران، في وقتٍ بدأ صبر الولايات المتحدة ينفد.
نقطة اللاعودة
يذكر أن الاتفاق المؤقت الذي أعلنت عنه الوكالة الدولية أمس في بيان، تضمن السماح لمفتشي الوكالة "خلال بضعة أيام" من الوصول إلى معدات المراقبة في مختلف المواقع الإيرانية والتأكد من عملها على نحو سليم، فضلا عن إمكانية استبدال بطاقات الذاكرة من أجهزة المراقبة والكاميرات الموضوع في بعض المنشآت النووية المحددة، إلا أنه لم يتوصل إلى توافق بعد حول آثار اليورانيوم التي عثر عليها بمواقع غير معلنة في البلاد، وهي نقطة مهمة بالنسبة إلى الدول الغربية، لاسيما أنه بحسب بعض التقديرات فإن إيران باتت على بعد شهر ربما من التوصل إلى إمكانية وضع قنبلة نووية.
ويحذر العديد من الخبراء من أن التوصل لمثل تلك المعرفة لا يمكن الرجوع عنه، هذا ما يذكر بالتالي بتصريحات عدة لمسؤولين أميركيين على رأسهم المبعوث الخاص إلى إيران روبرت مالي، الذي قال إن استمرار طهران في انتهاكاتها وخروقاتها للاتفاق النووي قد يوصلنا إلى مكان لا يمكن التراجع عنه، وبالتالي تصبح فيه المفاوضات بلا جدوى.