مع اختتام المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب والتي نقلتها وسائل إعلام أميركية من أحد استوديوهات أتلانتا، أصبح التساؤل عن حظوظ المرشحين لقيادة البيت الأبيض حديث وسائل الإعلام العالمية والسياسيين، ولاسيما بعد شيوع نظريات استبدال الحزب الديمقراطي لمرشحه جو بايدن بآخر أصغر سناً وحيوية.
وفي أعقاب المناظرة صرح المرشح الديمقراطي نفسه في إحدى هذه الفعاليات التي نظمت في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي في شمال شرق الولايات المتحدة «لم أمض ليلة رائعة»، واعترف بتراجع قدرته على المناظرة واللباقة في الحديث.
وكشف استطلاع رأي أجرته شركة «مورنينغ كونسالت» أن أغلبية الناخبين بنسبة 60% يرون أنه ينبغي استبدال بايدن كمرشح رئاسي للحزب الديمقراطي.
وبحسب موقع (بريديكت إت) للتوقعات السياسية عبر الإنترنت، تراجعت حظوظ جو بايدن في الاحتفاظ بمنصبه رئيساً للولايات المتحدة «تراجعاً حاداً» بعد مناظرة الخميس.
من بدلاء بايدن المحتملون؟
في هذا الشأن أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن الحزب الديمقراطي بذل قصارى جهده لتجنب المناظرة، حتى رأى أنها ضرورية للغاية، إذ ترى أن استمرار بايدن في السباق بعد المناظرة «لن يؤدي سوى إلى إلحاق المزيد من الضرر به؛ لأن مجموعة من الحلفاء سيقولون ضمناً أو صراحة إنه ليس قادراً على أداء هذه المهمة».
واستعرضت الصحيفة الأميركية بعض الأسماء المطروحة كخيارات بديلة لبايدن، أو حتى كمنافسين له، ولكن خطة استبدال بايدين تواجه عقبات عدة، حيث إن تلك الخطة تتطلب موافقة الرئيس الأميركي على التنحي، بالإضافة إلي أن عملية الاستبدال نفسها لا تضمن للديمقراطيين قفزة كبيرة تمكنهم من منافسة الجمهوريين الذين تتوجه إليهم أنظار الأميركيين بقوة في أعقاب المناظرة.
وفي حال قررت اللجنة الوطنية الديمقراطية (الهيئة الحاكمة للحزب الديمقراطي) استبدال مرشح آخر بالرئيس بايدن، فمن المرجح في هذه الحال أن تتجه الأنظار إلى عدد من الأسماء.
كمالا هاريس
عند الحديث عن بديل لبايدن فإن صورة نائبته كمالا هاريس التي تشمل واجباتها الدستورية أن تحلّ محل الرئيس حال عدم قدرة الرئيس على الاستمرار في منصبه تحضر فوراً للأذهان؛ حيث إنها واحدة فقط من بين اثنين من المرشحين المحتملين الذين خاضوا بالفعل حملة رئاسية (وإن كانت حملة غير ناجحة) ولديها شهرة على المستوى الوطني أكبر من أي ديمقراطي يمكن أن ينضم إلى السباق الرئاسي.
وعلى الرغم من ذلك لا تتمتع المدعية العامة السابقة في كاليفورنيا وعضوة مجلس الشيوخ الأمريكي بدعم شعبي واسع النطاق، وهي شخصية مكروهة لدى اليمين الذين كثيراً ما زعموا بأن بايدن ليس سوى «حصان طروادة» يجري استخدامه لاستعادة البيت الأبيض قبل التنحي والسماح لها بتولي زمام الأمور.
وتؤكد واشنطن بوست أن «الحزب الديمقراطي ليس لديه ثقة كبيرة في أنها ستكون أفضل من بايدن».
بيت بوتجيج
وزير النقل في عهد بايدن بوتجيج هو منافس سابق آخر في انتخابات 2020 إلى جانب كاميلا هاريس يمكن أن يترشح للبيت الأبيض إذا ما انسحب بايدن، وترى «واشنطن بوست»، أنه يُعد الخيار الأمثل، إذا كان الحزب الديمقراطي يبحث عن نقيض لعدم قدرة بايدن على توجيه رسالة لترامب.
ويتمتع العمدة السابق لساوث بيند بولاية إنديانا بشخصية كاريزمية، ولديه خدمة عسكرية في سيرته الذاتية وهو ما يميزه عن أقرانه، بما في ذلك دونالد ترامب الذي حصل على ما لا يقل عن خمسة تأجيلات للتجنيد الإجباري لإعفائه من المشاركة في حرب فيتنام خلال فترة شبابه.
ومع ذلك بصفته وزيراً للنقل واجه بوتجيج عدة كوارث خلال مدته منها مشكلات مراقبة الحركة الجوية وخروج القطارات عن مسارها وانهيار الجسور، وهذا ماقد يقوض جهوده على رغم أدائه القوي في وسائل الإعلام، بما في ذلك ظهوره بانتظام على قناة فوكس نيوز إذ يقدم حججاً مضادة قوية.
غريتشن ويتمير
وتبرز إلي الواجهة أيضاً في هذه الآونة غريتشن ويتمير، حاكمة ولاية ميشيغان التي تحظي بشعبية واسعة في ولايتها وينظر إليها كواحدة من قادة الجناح المعتدل في الحزب الديمقراطي في حقبة ما بعد بايدن.
وأعيد انتخابها عام 2022 بهامش واسع مدعومة بدعمها للحقوق الإنجابية وإدارتها لجائحة كورونا، مما جعل الولاية المتأرجحة بين الحزبين الرئيسيين زرقاء اللون بسهولة نسبية، ومع ذلك لم يقدّر الجميع إجراءات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها، وهو ما دفع مجموعة مجهولة الهوية لمحاولة اختطافها.
وتتمتع ويتمير بخبرة كبيرة وشخصية وطنية أقوى من غيرها من الحكام الديمقراطيين الصاعدين، مثل حاكم بنسلفانيا، جوش شابيرو، وحاكم ماريلاند، ويس مور.
غافن نيوسوم
ومن الخيارات الأكثر ترجيحاً لخلافة بايدن هو غافن نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، حيث ستجعل ثروته الشخصية وقدراته الاستثنائية في جمع التبرعات، منافساً رئيسياً من حيث الموارد المالية.
وتعهد خلال حملة إعادة انتخابه عام 2022 بإكمال فترة ولاية كاملة مدتها أربعة أعوام إذا أعيد انتخابه، وهنا تكمن المعضلة إذ إنه يقضي حالياً فترة ولايته الثانية.
وكان نيوسوم مشجعاً متحمساً لبايدن، بما في ذلك في أعقاب المناظرة الأخيرة.
ويس مور
قد يكون حاكم ولاية ميريلاند وهو في فترة ولايته الأولى مرشحاً بعيد المنال ضد آخرين يتمتعون بشهرة وطنية أكبر، لكنه يعوض عن غموضه السياسي النسبي بقدرة ملحوظة على التعامل مع وسائل الإعلام وسجل قوي في فترة ولايته القصيرة.
وقام بالفعل بتأمين مستقبل فريق بالتيمور أوريولز في الولاية كما أنه كان الوجه العام لجهود إعادة البناء في ولاية ميريلاند بعد الكارثة التي دمرت جسر فرانسيس سكوت كي، وهو معلم بارز في بالتيمور وجزء أساسي من البنية التحتية لميناء المدينة.
وتخرّج مور في جامعة جونز هوبكنز، وهو مثل بوتجيج باحث سابق في جامعة أكسفورد ومحارب قديم في الجيش، كما أنه مؤلف لخمسة كتب أحدها رواية للشباب البالغين.
رافاييل وارنوك
بعد فوزه بانتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا المتأرجحة مرتين في وقت قصير، تبدو حظوظ السيناتور رافاييل وارنوك أعلى من حظوظ مرشحين آخرين من أصول إفريقية ظهروا على مثل هذه القوائم في الماضي، حيث كانت حملة انتخابات 2022، بمثابة خريطة طريق لكيفية ترشح الديمقراطيين في عام 2024، وما يدفع الديمقراطيين للحفاظ على أصوات الولايات المتأرجحة خارج الغرب الأوسط، يُعد اختيار شخص ينحدر من هذه الولايات «أمراً منطقياً للغاية»، بحسب «واشنطن بوست».
ميشيل أوباما
على الرغم من عدم إعلانها نية الترشح أصلاً إلا أن كثيراً من الساسة والمحللين يعتبرون ميشيل أوباما بديلاً مثالياً لجو بايدن ويعتبرون مجيئها استمراراً للخط السياسي للديمقراطيين الممتد من 2008 إلى 2024، وهو خط قطعه انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، ما يمكن اعتباره «انحرافاً مؤقتاً».