تصدّر اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة، جوردان بارديلا، وبفارق كبير، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع رأي.
بحصوله على ما بين 34,2 و34,5 في المئة من الأصوات، تقدم التجمع الوطني وحلفاؤه على تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الوطنية) الذي حصد ما بين 28,5 و29,1 في المئة من الأصوات، فيما حل معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون ثالثا (20,5 إلى 21,5 في المئة) في هذا الاقتراع الذي شهد مشاركة كثيفة.
وأشار تقرير إلى أن بهذه النتائج، يكون ماكرون قد خسر رهانه على حل الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة لتصحيح المسار بعد الانتخابات الأوروبية، وبات في "موقع ضعيف جدا ومرغما على إعادة بناء صورته ومصيره السياسي في ما تبقى من ولايته المهددة".
ما هي قواعد الجولتين؟
يجب أن يحصل المرشح على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين، وهو ما يمثل نسبة 25 في المئة على الأقل من الناخبين المسجلين، وذلك للفوز بأحد مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 577 في الجولة الأولى.
وأشار تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن مثل هذا الأمر لا يحدث إلا نادرًا، ومع ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية ارتفع عدد المرشحين الفائزين بمقاعد بالجمعية الوطنية في الجولة الأولى إلى 80 شخصًا.
تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا أكثر من 34 في المئة من الأصوات، بحسب تقديرات أولى.
يترشح للجولة الثانية المتنافسان اللذان حصدا أعلى الأصوات في المرحلة الأولى بجانب كل من حصل على 12.5 في المئة على الأقل من الأصوات، ويفوز بالمقعد من حصد أصوات أكبر عدد من الناخبين في الجولة الثانية.
يعزز ذلك بشكل كبير فرص الأحزاب الكبيرة، حيث مع ارتفاع نسبة المشاركة يكون معدل 12.5 في المئة المطلوب للتأهل لثاني جولة أصعب.
ووفق صحيفة "غارديان"، كانت نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية أقل بكثير، ووصل مرشحان فقط في كل دائرة انتخابية تقريبا.
ما المختلف هذه الانتخابات؟
سوف يتميز هذه الجولة بمنافسات ثلاثية من معسكرات اليسار والوسط واليمين المتطرف، وذلك في السابع من يوليو الجاري، وذلك في سباق نحو الحصول على 306 مقاعد وهو ما يمثل نحو نصف مقاعد البرلمان.
ذكرت الصحيفة البريطانية أيضًا أنه حتى وقت قريب، بدا حزب التجمع الوطني وكأنه قادر على الفوز في أي سباق ثلاثي، وبالتالي كان على الحزبين الآخرين في المركزين الثاني والثالث التحالف من أجل تحديد مرشح منسحب للفوز في الانتخابات.
أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع بفرنسا، فوز حزب التجمع الوطني المنتمي لليمين المتطرف بزعامة، مارين لوبان بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد.
ولنجاح هذه الاستراتيجية، يتطلب ذلك أن تكون الأحزاب السياسية مستعدة لسحب مرشحيها، وأن يكون الناخبون متفقين مع مثل هذا القرار.
ما المتوقع؟
أعلن زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري، جان لوك ميلانشون، أنه سوف يدعم أي مرشح من "التجمع الوطني" في جميع الدوائر التي يتصدر فيها مرشح التجمع، ويكون فيها مرشح تحالفه الذي يحمل اسم "الجبهة الشعبية الوطنية" المركز الثالث.
بينما كان معسكر ماكرون أكثر ضبابية فيما يتعلق بمثل هذه المواقف، حيث وصف كلا التجمعين الآخرين الذين ينافسانه بالمتطرفين.
ودعا رئيس الوزراء الفرنسي، غابريال أتال، الناخبين، الأحد، إلى عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو "صوتا واحدا" في الجولة الثانية من الانتخابات العامة.
وقال أتال إن "اليمين المتطرف على أبواب السلطة"، محذرا من أن الحزب قد يحقق غالبية مطلقة. وأضاف "هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. يجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني".
ونقلت وكالة فرانس برس، عن أديلاييد ذو الفقار باسيش، المديرة العامة لمعهد "بي في آ" لاستطلاعات الرأي، أن ما قام به ماكرون "رهان خاسر"، مع احتمال حصول حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على غالبية نسبية بل ربما مطلقة، موضحة أن الرئيس الفرنسي "في مأزق في حين أنه طرح نفسه حاجزا ... منذ 2017" بوجه الجبهة الوطنية قبل أن تتخذ اسم التجمع الوطني عام 2018.
ورأى فينسان مارتينيي، الخبير السياسي في جامعة نيس كوت دازور ومعهد بوليتكنيك، أن حل الجمعية الوطنية "من الخطوات الأكثر تهورا في تاريخ الجمهورية الخامسة، مبنية على التوقعات الأكثر عبثية".
وعوّل الرئيس على انقسامات اليسار متوقعا أن يأتي معسكره في المرتبة الثانية بعد التجمع الوطني، غير أن اليسار خاض الانتخابات وانتزع المرتبة ليرغم حلفاء ماكرون على سحب العديد من المرشحين في بعض الدوائر إن أرادوا قطع الطريق أمام اليمين المتطرف في الدورة الثانية، وفق فرانس برس.
وقال مارتينيي "هذا يسرع حقا سقوط ماكرون، والعواقب بالنسبة له ستكون قاضية، إنه يخسر كلّ شيء".
وستتقلص غالبيته النسبية في الجمعية الوطنية من 250 مقعدا من أصل 577 حاليا إلى 60 مقعدا بحسب التوقعات الأكثر تشاؤما، وستتشكل كتلته الجديدة حول شخصيات أخرى، أيا كانت نتيجة الجولة الثانية.