في الدول التي تتبع النظام الملكي، ثمة إجراءات وبروتوكولات صارمة أحياناً، تقدّم أمن البلاد واستقرارها على مشاعر الناس، حتى لو كان هؤلاء أفراداً في العائلة المالكة نفسها. فقد لا يلتقي هؤلاء الأفراد كلهم في مكان واحد في زمان واحد. وهذا إجراء من إجراءات كثيرة.
في بريطانيا، ما إن يبلغ الأمير جورج الثانية عشرة، في تموز/يوليو 2025، حتى يطبّق عليه الحظر الملكي، فينفصل عن أخيه الأمير ويليام وأخته الأميرة شارلوت، وهو بكر أبناء الأمير ويليام والأميرة كاثرين، وهو الثاني في ترتيب وراثة العرش. حينها، لن يستطيع السفر معهما، من منطلق أن وجود الأمراء الإخوة معاً في مكان واحد في وقت واحد قد يعرّض العائلة المالكة لمخاطر أمنية كبيرة، كالحوادث الطارئة أو الهجمات الإرهابية. لذا، يضمن تفرّق الأمراء بقاء قسم منهم في أمان، إن لعب القدر لعبته، ما يحافظ على استمرارية المُلك، وفقاً لموقع gbnews.
في بعض الحالات، ربما يطرأ تباين في الرؤى والأفكار بين الأمراء حول إدارة شؤون الدولة، "فيزيد السفر الجماعي احتمال حدوث خلافات أو نزاعات بينهم، ربما تؤثر سلباً على صورة العائلة المالكة ووحدة الدولة". من هنا، تحفظ سياسة الحظر التوازن الديناميكي العائلي، ويقلّل احتمالات التنافس بين أفراد العائلة المالكة.
وبحسب الموقع البريطاني نفسه، كشف غراهام لوري، الطيار السابق للملك تشارلز، تمّ تطبيق قاعدة الحظر الملكي على الأمير وليام حين بلغ الثانية عشرة في عام 1994، فصار يسافر على متن طائرة خاصة، غير طائرة والده. يقول: "كان الأمير والأميرة والأمير ويليام والأمير هاري يسافرون معاً على متن الطائرة نفسها، حتى بلغ الأمير ويليام 12 عاماً، فكان يجب أن تكون له طائرة منفصلة، وما عدت قادراً على جمع الأميرين ويليام وهاري في طائرة واحدة إلّا بإذن خطي من صاحبة الجلالة، الملكة الراحلة إليزابيث".
وهكذا، إذا طبّق البروتوكول نفسه، سيسافر الأمير جورج في طائرة منفصلة، وقد يتقرّر أن يسافر ويليام بمفرده، ويسافر جورج مع والدته وأشقائه. والخيار الآخر هو أن يسافر ويليام مع شارلوت أو مع لويس أو كليهما، بينما يسافر جورج مع الأميرة كاثرين. ويمكن كسر هذه القاعدة بإذن خطي من الملك وحده، لكن لا يُشجَّع على ذلك. ففي حال وقوع حادث تحطم طائرة، سيكون مستقبل النظام الملكي غير مستقر.
تذكيراً، توفي ثلاثة من أفراد العائلة المالكة في السابق في حوادث تحطم طائرات، بينهم الأميرة سيسيلي شقيقة الأمير فيليب في عام 1937، وعم الملكة الراحل الأمير جورج دوق كنت في عام 1942، وابن عمها الأمير ويليام دوق غلوستر في عام 1972.