قال علماء جامعة Derby إن مشجعي كرة القدم قد يشهدوا زيادة في "القلق الذهني" الذي يؤدي إلى "أعراض فسيولوجية" ملحوظة أثناء مشاهدتهم للمباريات الحاسمة.
وبهذا الصدد، إليكم ما تفعله مشاهدة مباريات كرة القدم الحاسمة بالجسم:
زيادة التوتر
يفرز الجسم هرمون الكورتيزول من الغدد الكظرية، التي تقع أعلى الكليتين، أثناء الانفعال الناجم عن مشاهدة المباراة، فيما يُعرف باستجابة "القتال أو الهروب" كرد فعل فسيولوجي، حيث نجهز أجسامنا بالفطرة لموقف خطير أو مخيف عن طريق إطلاق الهرمونات.
ويزيد الكورتيزول من الطاقة ويعزز اليقظة، ولكن إطلاقه بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم مع خطر الإصابة بمشاكل في القلب، بمرور الوقت.
ووجدت أبحاث سابقة زيادة في النوبات القلبية بين المشجعين في أيام المباريات المهمة، وذلك بسبب مستويات التوتر الخطيرة.
ويفرز المشجعون المزيد من الكورتيزول عند مشاهدة المباريات الحاسمة، وفقا لدراسة نشرها خبراء في جامعة أكسفورد.
زيادة معدل ضربات القلب
يرتفع هرمون "القتال أو الهروب" الشائع، الأدرينالين، أثناء مشاهدة مباراة كرة القدم، ما يزيد من سرعة نبضات القلب.
وتستجيب مواقع محددة على خلايا الأعضاء الرئيسية، تسمى مستقبلات بيتا، للأدرينالين عند إطلاقه عن طريق زيادة معدل ضربات القلب.
وقال مارك فاغي، أستاذ علوم التمارين السريرية في جامعة Derby: "هذه الاستجابة لا تهدف إلى تحسين نقل الأكسجين، بل هي استجابة للهرمونات التي يتم إفرازها".
ويرتفع ضغط الدم أيضا لأن إطلاق هذه الهرمونات يتسبب في انقباض الأوعية الدموية، على الرغم من أن هذه استجابة مؤقتة.
وقال الدكتور أندي هوتون، عالم الرياضة والتمارين الرياضية في جامعة Derby: "يمكن أن يرتفع معدل ضربات القلب لدينا عندما نشعر بالتوتر أو القلق، كما هو الحال عندما نشاهد مباراة مهمة في كرة القدم".
تعرّق راحة اليد
قد تجد أن راحة يدك تتعرق أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم مهمة، نظرا لأن الغدد العرقية الموجودة في أيدينا، وكذلك الجبهة والقدمين، يتحكم فيها الجهاز العصبي.
وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، غالبا نتيجة لاستجابات القتال أو الهروب، يتم إطلاق العرق بغرض التبريد.
وقال ميل ليندلي، رئيس كلية الرعاية الصحية والاجتماعية بجامعة Derby: "نحن نعلم أن أيدينا وأقدامنا تحتوي على تركيز أكبر لأنواع معينة من الغدد العرقية مقارنة بمناطق أخرى من الجسم. تنشّط هرمونات التوتر هذه الغدد العرقية في الجسم، لذلك تتعرق أيدينا عندما نكون نشعر بالتوتر".
التنفس السريع
يؤدي الإجهاد إلى حاجة الجسم للتنفس بعمق أكبر وبمعدل أسرع، للحصول على المزيد من الأكسجين من الهواء، ما يشجع على تبادل الأكسجين بالكامل، أي استبدال الأكسجين الوارد في الهواء بثاني أكسيد الكربون الخارج.
ويؤدي ذلك إلى إبطاء ضربات القلب وخفض أو استقرار ضغط الدم استجابة للتوتر، لذا ينصح خبراء جامعة Derby بالتنفس العميق في "اللحظات المؤثرة في مباراة كرة القدم".
هرمونات السعادة
بعيدا عن السلبيات، يشعر الجسم بالنشوة خلال أعلى مستويات مباراة كرة القدم، مثل تسجيل فريقنا المفضّل هدفا أو الفوز بالمباراة.
وتؤدي مثل هذه النشوة إلى إطلاق هرمونات "السعادة" في الجسم، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين والأدرينالين والإندورفين والفازوبريسين.
وقال فاغي: "هذه المواد الكيميائية الطبيعية يمكن أن تجعلنا نشعر بالارتياح، وتأثيرها الإيجابي مفيد لصحتنا".