الامارات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

‏"متحف المستقبل".. الأجمل على وجه الأرض

‏

أجمل مبنى على وجه الأرض.. يعد متحف المستقبل معجزة ‏عمرانية لا مثيل لها حول العالم، فهو كتلة واحدة متجانسة ‏تشبه قطرة عملاقة لامعة كمعدن الزئبق، حيث لا يوجد أي ‏مبنى في العالم تم تشييده بناءً على تقنيات مشابهة، ويبدو ‏المتحف كأنه يطفو بلا أسس أو دعامات أو أعمدة، وذلك ‏بفضل استخدام أحدث التقنيات التي عززت لقبه كأكثر المباني ‏انسيابية على مستوى العالم.‏

قصة «متحف المستقبل»‏

بدأت قصة «متحف المستقبل» في فبراير 2014، عندما ‏نظمت القمة العالمية للحكومات «متحف الخدمات الحكومية ‏المستقبلية» كمعرض مصاحب، وخلال الدورة الثالثة من ‏القمة العالمية للحكومات في فبراير 2015، تم إطلاق اسم ‏‏«متحف المستقبل» على هذا المشروع الذي تبلورت فكرته ‏بزيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، ‏رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ونظرته الاستباقية ‏والمستقبلية بعد اطلاعه على مختلف الأفكار المستقبلية ‏والنقاشات المهمة، ليأتي الإعلان عن إطلاق مشروع «متحف ‏المستقبل» في 3 مارس 2015. ‏

وبدأت أعمال البناء في «متحف المستقبل» في العام 2017، ‏وتم استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة أجزاء كبيرة ‏ورئيسية من المتحف، وبحلول عام 2018، اكتمل إنجاز البنية ‏الهيكلية وجرى وضع القطعة الأخيرة خلال فعالية عقدت في ‏‏20 نوفمبر. ‏

وفي ظل تحديات عام 2020، وسط جائحة كوفيد - 19، أبت ‏روح التقدم التي لا تتزعزع في دبي إلا السير إلى الأمام، وفي ‏أكتوبر 2020 وضع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القطعة ‏الأخيرة من الواجهة الخارجية للمتحف، ليكتمل التصميم ‏الخارجي بـ 1024 قطعة مصنوعة بدقة متناهية، وفي 22 ‏فبراير 2022 فتح متحف المستقبل أبوابه للعالم في حفل ‏مذهل.‏

تصميم هندسي مبتكر ‏

يعتبر متحف دبي للمستقبل معجزة هندسية على مساحة 30 ‏ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً ويتألف من سبعة طوابق ‏ويتميز بعدم وجود أية أعمدة داخله، وواجهته مصنعة بالكامل ‏عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه، وتمتد ‏واجهة المتحف على مساحة 17.600 متر مربع، وهي ‏مصنوعة من الفولاذ البراق اللامع على واجهة متحف ‏المستقبل باستخدام خط عربي مميز، لتُبين للعالم ما ترسمه ‏الإمارات من إنجازات توثق تاريخها وحاضرها ومستقبلها. ‏كما يرتبط المتحف بجسرين، يمتد الأول إلى جميرا أبراج ‏الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج ‏الإمارات بطول 212 متراً.‏

عبارات ملهمة نُقشت على واجهة متحف المستقبل

ينفرد المتحف باعتماد واجهته بالكامل على فن الخط، ‏واعتماده تحديداً على الخط العربي الذي يمتاز بجماليات ‏حروفه الاستثنائية التي تجعله الأكثر انسيابية وثراءً وتطويعاً ‏بين لغات العالم أجمع في تصميم لوحات فنية مبتكرة، كما ‏تبرز دلالات المقولات التي ترسم خط المستقبل لدبي ‏والإنسانية. نُقشت على واجهة المتحف عبارات ملهمة من ‏مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب ‏رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ‏والتي صمم خطوطها الفنان الإماراتي مطر بن لاحج. وهذه ‏العبارات هي «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع ‏شيئاً يستمر لمئات السنين»، «المستقبل سيكون لمن يستطيع ‏تخيله وتصميمه وتنفيذه. المستقبل لا ينتظر، المستقبل يمكن ‏تصميمه وبناؤه اليوم»، «سر تجدد الحياة وتطور الحضارة ‏وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار». ‏

تلك العبارات الثلاث الملهمة نُقشت على واجهة متحف ‏المستقبل باستخدام خط عربي مميز، لتُبين للعالم ما ترسمه ‏الإمارات من إنجازات توثق تاريخها وحاضرها ومستقبلها.‏

 الاستدامة

يعتمد مبنى المتحف على أحدث الوسائل البيئية والمستدامة في تطبيق أنظمة توزيع الماء والعزل الحراري والتبريد بشكل فعال ومتكامل، ما يعكس التزام المتحف بالارتقاء بمعايير المباني الخضراء في المنطقة، بما ينسجم مع الجهود العالمية للترويج للممارسات المستدامة في التصميم والإنشاء المعماري، حيث حصل المتحف على الشهادة البلاتينية من نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي للمباني الخضراء في عام 2023، الذي يمثل تصنيفاً عالمياً للمباني الصحية والمستدامة وعالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة، ليصبح المتحف الوحيد الحاصل على هذه الشهادة المرموقة في منطقة الشرق الأوسط. كما يجري توليد أكثر من 30 في المائة من احتياجات المتحف بواسطة الطاقة الشمسية، إضافة إلى استخدام مصابيح «LED» الموفّرة للطاقة في مختلف أرجاء المتحف، فضلاً عن صنع كامل السطح الخارجي للمبنى الاستثنائي من زجاج مطوّر خصيصاً بالاعتماد على تقنيات مبتكرة لتحسين العزل الحراري.  

ويقع مبنى المتحف على تلة خضراء خلّابة تحتضن طيفاً واسعاً من أنواع الأشجار والنباتات، لتمنح الزوار لمحة عن التنوع الحيوي والتراث البيئي للإمارات، وتضم الحدائق التي تزين التلة الخضراء الواسعة، التي يقع عليها المتحف، شجر الغاف والسدر والنخيل والقرط المنتشرة في البيئة المحلية.. كما يعالج التنسيق المُبتكر للنباتات الطبيعية التحديات التي تفرضها درجات الحرارة العالية في الصيف، بالاعتماد على نظام ذكي للري الموجه وعالي الكفاءة، حيث تلعب هذه المنهجية المستدامة دوراً مهماً في الحفاظ على النباتات المتنوعة، وتدعم أسراب الطيور والنحل التي تستوطن التلة لبناء بيئة متوازنة ومتناغمة في محيط المتحف.

ويحاكي الفراغ في وسط مبنى المتحف المستقبل الواعد والآفاق المعرفية غير المكتشفة، ويؤكد على الدور الذي يلعبه رواد الابتكار والإبداع في اكتشاف المجهول، وتسمح منصة المشاهدة للزوار بالتمتع بإطلالات عبر الفراغ على نصف منحنى البنى وعلى مشاهد الإمارة الآسرة.. كما يعكس التصميم الرمزي للفراغ الإمكانات اللامتناهية والآفاق الغامضة غير المكتشفة بعد، ويحتفي بالأفراد الساعين إلى دخول عوالم جديدة والارتقاء بآفاق المعارف، الذين يلعبون دوراً محورياً في تعزيز الابتكار وروح المغامرة والاكتشاف.

فعاليات وأحداث

استضاف المتحف أكثر من 280 حدثاً وفعالية بارزة على المستويين المحلي والعالمي، استقطبت أكثر من 20 ألف مشارك حول العالم واستقبل أكثر من 40 من قادة الدول ورؤساء الحكومات والوزراء من مختلف بلدان العالم، خلال زياراتهم الرسمية لدولة الإمارات، إضافة إلى استضافة 370 وفداً إعلامياً لتسليط الضوء على رؤية دبي والإمارات للمستقبل.  

تجارب معرفيه وترفيهية متنوعة

استقبل المتحف أكثر من مليوني زائر من 172 دولة حول العالم، في إنجاز يعكس نجاحه في أن يصبح مركزاً عالمياً لاستشراف وتصميم المستقبل. ويقدم المتحف لزواره رحلةً استثنائيةً بكل المقاييس، يتسنى لهم من خلالها اختبار تجارب مستقبلية مثيرة ضمن عالم متصل ومتكامل، تمسّ مختلف جوانب حياة الإنسان وتفاعله مع البيئة من حوله، وسبل التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه واقعه وكيفية تطويع التكنولوجيا المتقدمة، بما يصنع واقعاً أفضل له ولأسرته ومجتمعه وللإنسانية ككل، حيث يوظف المتحف أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري، لتحفيز الزوار على الإجابة عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض، وصولاً إلى الفضاء الخارجي.

وتمنح تجربة متحف المستقبل لزواره فرصاً نوعية للانطلاق نحو المستقبل، والانفتاح على آفاق جديدة لعالم الغد الذي ترسم ملامحه آخر ما توصلت إليه البشرية من معارف وتقنيات وابتكارات.




يقرأون الآن