منذ اندلاع الحرب فى غزة، بدأ اسم جديد ينطلق بقوة فى عالم غرف الأخبار العالمية، كمصدر رئيسى وموثوق لما يحدث داخل القطاع أو خارجه، وهو اسم "أكسيوس".
هذا الاسم أضيف إلى سلسلة كبيرة من أسماء وكالات الأنباء العالمية التقليدية، مثل رويترز والفرنسية وأسوشيتد برس وغيرها من الأسماء ذات الباع الطويل فى تقديم الخدمات الإخبارية. لقد اخترق "أكسيوس" الساحة الإعلامية بطابع فريد من نوعه، حيث جمع بين الدقة العالية والسرية الكبيرة فيما يقدمه.
ولأن الوكالات الموجودة بالفعل معروف نسبيًا من وراءها ومن ممولها وما هى أهدافها واتجاهاتها، تبقى "أكسيوس" مجهولة عند الكثيرين، لذا بدأت بالسؤال من هى "أكسيوس" بالضبط؟.
"أكسيوس" هى شركة تأسست فى كانون الثاني/يناير ٢٠١٧، أسسها الثلاثى: جيم فاندهى، مايك ألين، وروى شوارتز، وجميعهم كانوا قادة تنفيذيين سابقين فى "بوليتيكو"، وهى مؤسسة إعلامية ناجحة ولها أيضاً اسم كبير فى عالم الأخبار. تم تأسيس "أكسيوس" بهدف تقديم تغطية إخبارية سريعة وفعّالة تناسب العصر الرقمى، لكن سرعان ما اشتهرت "أكسيوس" بنهجها الذى من الممكن أن يطلق عليه بـ"الاختصار الذكى" الذى يجمع بين أمرين: العمق والجودة، ودون المساس بالسرعة.
مقر "أكسيوس" فى ولاية فيرجينيا، وتحديداً فى أرلينجتون، بالقرب من واشنطن العاصمة، ما يمكنها من البقاء على تواصل وثيق مع صناع السياسة الأميركية، وكذلك الشخصيات المهمة فى الدولة. هذا التواجد الاستراتيجى ساعدها بكل تأكيد على نشر الأخبار بسرعة وتقديم تحليلات داخلية معمقة، تتضمن معلومات شديدة السرية والصدق، خصوصًا ما كانوا ينشرونه عن حملة ترامب، أو عن الشرق الأوسط.
الشركة مملوكة بشكل خاص لمؤسسيها، بالإضافة إلى مجموعة من المستثمرين الآخرين، وقد ساعد كل هذا خبرات المؤسسين والمستثمرين فى عالم الإعلام والصحافة السياسية على وجه التحديد، فى نجاح "أكسيوس"، إذ تقودهم قيادة متميزة فى صياغة التوجه التحريرى والحفاظ على معايير النزاهة الصحفية. ورغم عدم وجود دليل ملموس على علاقات "أكسيوس" بالجهات الاستخباراتية أو الأمنية فى أمريكا والعالم، إلا أن قدرتها على الحصول على معلومات حصرية أثارت بعض التكهنات، حيث تعتمد مصداقية مصادرها على جودة تقاريرها والمعلومات التى تقدمها، ما يشهد على التزامها بالنزاهة والشفافية.
وتستهدف "أكسيوس" تمكين القراء بتقديم معلومات سريعة وموثوقة، تسعى لإنهاء فوضى الأخبار، وكذلك تقديم الأخبار الأكثر أهمية بطريقة سلسة وجذابة، إذ أن تغطيتها تشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل السياسة والتكنولوجيا والأعمال، مع التركيز على الوضوح والاختصار.
فى مشهد إعلامى يزداد تعقيدًا وتنوعًا، تبرز "أكسيوس" بتقديمها للأخبار بطريقة مبتكرة وفعالة، ما جعلها مرجعًا موثوقًا للكثيرين. تظل ملتزمة بمهمتها فى تحديث صناعة الإعلام وتقديم محتوى مفيد ومختصر يساعد القراء على البقاء مطلعين ومتابعين.
"أكسيوس" ليس مجرد موقع إخبارى، بل هى قصة نجاح لتجربة إعلامية جديدة ومؤثرة، تستحق الاهتمام والمتابعة فى السنوات القادمة، لا سيما مع محاولات وكالات أخرى الاصطباغ بصبغة سياسية بعينها.