وسائل إعلام فرنسية وإسبانية تؤكد دور قطر في تحقيق السلام

عمليات إجلاء تنفذها فرق قطرية في مطار كابل -الشرق القطرية

سلط تقرير لقناة فرانس 24 الضوء على استمرار جهود الدوحة في الإجلاء من أفغانستان، والتي شملت عشرات الرياضيين الأفغان، بينهم عدة سيدات، وذلك في إطار سلسلة من عمليات الإجلاء التي نظمتها الحكومة القطرية بالتعاون مع الفيفا. وأبرز التقرير أن رحلات القطرية هي المنفذ الوحيد للخروج من أفغانستان لمن يرغبون في ذلك.

ومن جهة أخرى، أبرز تقرير نشر في المجلة الإسبانية للعلوم السياسية مميزات السياسة القطرية وأهم النجاحات التي حققتها، موضحا أن دور قطر كوسيط مُتكامل تحول إلى دور أكثر استقلالية ونشاطا، في سياق هذه السياسة الخارجية الجديدة، مشيرا إلى أن الدوحة وظفت أدوات القوى الناعمة لتعزيز مكانتها في المجالين العربي والإسلامي. وذلك من خلال الوساطة في النزاعات الإقليمية، وإنشاء قناة تلفزيونية عربية، قناة الجزيرة، وإنشاء مؤسسة قطر لتعزيز الثقافة والتعليم والرياضة كجزء من جهود الدولة للتطور الداخلي والتأثير الخارجي.

جهود الإجلاء

وأبرز تقرير لقناة فرانس 24 جهود الدوحة المستمرة في الإجلاء من أفغانستان، موضحا أن عشرات الرياضيين الأفغان، بينهم عدة سيدات، غادروا بلادهم، على متن طائرة متجهة من كابول إلى الدوحة، في إطار سلسلة من عمليات الإجلاء التي نظمتها الحكومة القطرية بالتعاون مع الفيفا. وأوضح التقرير: "الرحلة ضمت 369 راكبا بينهم أكثر من 55 شخصا تم إجلاؤهم بالتنسيق مع الفيفا". أصبحت هذه الرحلات الجوية على متن القطرية واحدة من المخارج الموثوقة الوحيدة للأفغان الحاصلين على تأشيرات أو المواطنين الأجانب. وبعد طلاب الموسيقى ومدرسيهم في 5 أكتوبر، كان دور نجوم الرياضة منهم الإناث، بما في ذلك لاعبة كرة السلة طاهرة يوسوفي، من مدينة هرات، التي قالت في هذا الصدد: "إنه يوم رائع لنا جميعا، لأنه بعد أسابيع عديدة من الانتظار يمكن أن تبدأ رحلتنا أخيرا ونحن سعداء للغاية".

بصمات السياسة القطرية

بدوره أشار مقال منشور في المجلة الإسبانية للعلوم السياسية، إلى أن السمة المميزة للسياسة الخارجية القطرية، تبنيها لدور الوسيط المُتكامل، وتوظيف أدوات القوى الناعمة مثل الوساطة في النزاعات الإقليمية، وإنشاء قناة الجزيرة التلفزيونية العربية، والترويج للثقافة والتعليم والرياضة من خلال مؤسسة قطر.

وتابع: "الركيزة الأولى التي تميز السياسة الخارجية القطرية هي التزامها بالوساطة في النزاعات الإقليمية، حيث تقوم السياسة الخارجية للدولة على مبدأ تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال تشجيع الحل السلمي للنزاعات الدولية. وبناءً على ذلك توسطت قطر في نزاعات كثيرة، على سبيل المثال، في لبنان (2008) واليمن (2008-2010) ودارفور (2008-2010) والسودان وتشاد (2009) وجيبوتي وإريتريا (2010) وفلسطين (2012)، مما ساعد على تعزيز صورتها الدولية وتعزيز مكانتها بين الدول. يجب التأكيد في الوقت نفسه على أن هذا النوع من الوساطة يشكل أيضا جزءا من استراتيجية الدوحة للحفاظ على الروابط وقنوات الاتصال المفتوحة، سواء مع البلدان ذات التفكير المماثل أو مع الخصوم. وكانت السياسة الخارجية لقطر شديدة المركزية، وتميزت بنواة صلبة تشارك في تصورها، مما جعل عملية اتخاذ القرارات وتنفيذها أسهل.

وبين التقرير الإسباني، أن الركيزة الثانية في إستراتيجية القوى الناعمة، هي قناة الجزيرة الفضائية، والتي أصبحت عنصراً أساسياً في استراتيجية القوى الناعمة لزيادة انتشارها الدولي. والقناة التي تأسست عام 1996، باتت الشبكة الإعلامية التي تحظى بأكبر عدد من المشاهدين في العالم العربي. وزادت من شعبية قطر بشكل كبير، الأمر الذي ساعدها في تحويل هذه الشعبية إلى مكانة سياسية. وأردف التقرير، إن قطر برزت كفاعل مبتكر وديناميكي لديه القدرة على التوسط في مختلف الصراعات في المنطقة، وعززت دورها على الساحة العالمية بفضل الموارد الهائلة التي توفرها احتياطياتها من الغاز وقدراتها السياسية والاقتصادية. وتم التأكيد على الاعتراف بمكانتها الدولية من خلال انتخاب قطر لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عامي 2006 و2007 والدور النشط الذي لعبته خلال الربيع العربي اعتبارا من عام 2011. وكما يقول الباحث أولريشسن، "دعم مزيج من الثروة والرؤية نجاح قطر الاستراتيجي ومكنها من تجاوز القوى التقليدية الكبرى في العالم العربي".

وتابع التقرير، بعد ذلك، تحول دور قطر كوسيط مُتكامل تدريجيا إلى دور أكثر استقلالية ونشاطا، في سياق هذه السياسة الخارجية الجديدة، ووظفت الدوحة أدوات القوى الناعمة لإبراز صورتها في المجالين العربي والإسلامي.

مؤسسة قطر

وقال التقرير، إن الإستراتيجية الرئيسية الثالثة التي تقدم صورة إيجابية عن قطر على المستوى الدولي هي الترويج للثقافة والتعليم والرياضة من خلال مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030. وقد تم إنشاء هذه المؤسسة وهدفها الرئيسي هو تدريب الأجيال القطرية في مجالات التعليم والعلوم والبحث، وكذلك جذب المواهب وترسيخ الدولة كمركز دولي للبحث والتطوير.

وكان إنشاء مؤسسة قطر والمدينة التعليمية من أهم المشاريع القطرية. الهدف الرئيسي لمؤسسة قطر هو "دعم قطر في رحلتها من اقتصاد الكربون إلى اقتصاد المعرفة، وإطلاق العنان للإمكانات البشرية" استنادا إلى ثلاث ركائز: التعليم والبحث وتنمية المجتمع. وللمؤسسة حرم جامعي في الدوحة يضم العديد من الجامعات الأجنبية، من بينها جامعة جورجتاون، وجامعة نورث وسترن، وجامعة فيرجينيا كومنولث، وطب وايل كورنيل، وجامعة تكساس إيه آند إم، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة إتش إي سي باريس، وكلية لندن الجامعية، وكذلك مكتبة قطر الوطنية التي تم افتتاحها مؤخرا.

وأضاف التقرير: أصبح الزخم الذي وفرته مؤسسة قطر والمدينة التعليمية، إلى جانب الوساطة والدبلوماسية، إحدى مميزات الصورة العالمية لدولة قطر. العلامة الفارقة للدولة هي أسلوب تستخدمه العديد من البلدان الصغيرة للتمييز في المشهد العالمي، سواء في المنطقة أو على الصعيد الدولي. وقد طورت الدوحة استراتيجياتها الخاصة لتحقيق البروز والتأثير في المنطقة. كما عززت الدولة قدراتها من خلال استضافة الكثير من الفعاليات الرياضية الكبرى، وفي عام 2010، تم اختيار قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

الشرق القطرية

يقرأون الآن