اشار خبراء عسكريون، الى أن إيران قد تعلن نفسها قوة نووية بحلول نهاية العام الجاري، وسط حالة من عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، بحسب موقع فوكس نيوز.
وقال جيمس كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في مؤسسة هيريتيغ، ان "إيران قد تستغل هذه الفرصة لإعلان نفسها قوة نووية، خاصة في ظل الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة وعدم توقع أي تحرك حاسم من الرئيس بايدن".
وأضاف كارافانو أن "إيران قد تجد في هذا الوقت فرصة لتحقيق مكاسب نووية قبل تولي أي إدارة أمريكية جديدة"، مشيرًا إلى أن "إعلان إيران عن نفسها كقوة نووية سيخلق حالة من الذعر العالمي، لكنه قد لا يؤدي إلى رد عسكري فوري من الولايات المتحدة أو إسرائيل، نظرًا للانشغالات الحالية لهاتين الدولتين".
من جهته، وافق الفريق المتقاعد تشارلز مور من القوات الجوية الأميركية على تقييم كارافانو، مؤكداً أن "إعلان إيران عن قدراتها النووية قد لا يعني بالضرورة قدرتها على استخدام سلاح نووي بشكل فعال، وأنه من المحتمل أن تتخذ إسرائيل أو الولايات المتحدة إجراءات لمنع أي تقدم إضافي في هذا الصدد".
وأشار الخبراء إلى أن "التهديد النووي الإيراني قد يدفع دولاً أخرى في المنطقة، مثل السعودية وتركيا ومصر، إلى السعي للحصول على أسلحة نووية".
كما حذروا من أن "التوترات السياسية العالمية قد تؤدي إلى تصعيد سريع وغير متوقع، مما يجعل الوضع الحالي محفوفًا بالمخاطر".
وتنفي إيران أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي لأهداف سلمية فقط.
لكن المجتمع الدولي يظل في حالة ترقب لأي تطور قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى النووية في الشرق الأوسط.
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني هو قضية دولية تتعلق ببرنامج إيران النووي وتطويرها للتقنيات النووية. بدأت هذه القضية في أواخر القرن العشرين وظهرت إلى السطح بشكل أكثر وضوحًا في بداية الألفية الثالثة.
تدعي إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة الكهربائية، ولكن هناك مخاوف دولية من أن إيران قد تسعى لتطوير أسلحة نووية. هذه المخاوف أثارت قلق المجتمع الدولي ودفعته إلى اتخاذ خطوات لمراقبة وإدارة البرنامج النووي الإيراني.
تتضمن الجهود الدولية في هذا الصدد:
المفاوضات والاتفاقيات: كان هناك العديد من جولات المفاوضات بين إيران والدول الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) للوصول إلى اتفاقيات حول برنامج إيران النووي. من أبرز هذه الاتفاقيات هو الاتفاق النووي الإيراني المعروف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA) الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
العقوبات الاقتصادية: فرضت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مجموعة من العقوبات الاقتصادية على إيران للضغط عليها من أجل الحد من برنامجها النووي. هذه العقوبات كانت تستهدف جوانب متعددة من الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك القطاع النفطي والمصرفي.
المراقبة والتفتيش: الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تقوم بعمليات تفتيش دورية لمراقبة الأنشطة النووية في إيران والتأكد من عدم وجود تطورات في اتجاه الأسلحة النووية.
التوترات والانسحاب: في عام 2018، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على إيران، مما زاد من التوترات في المنطقة وأدى إلى تصعيد الأزمة. إيران من جانبها بدأت في تقليص التزاماتها في الاتفاق.
التطورات الحالية: العلاقات بين إيران والدول الكبرى تتسم بالتوتر والتعقيد، وتستمر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول دبلوماسية لتفادي تصاعد النزاع وضمان عدم تحول البرنامج النووي الإيراني إلى سلاح نووي.
هذا الملف يمثل واحدة من أبرز القضايا الجيوسياسية في العصر الحديث، وله تأثيرات كبيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.