لقطة بايدن الأخيرة

كانت الأنظار مصوبة نحو شيكاجو، حيث مؤتمر الحزب الديمقراطى، والرئيس جو بايدن فى ختام دورته الرئاسية، أو فى خطاب وداعى سلم خلاله الشعلة إلى نائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الديمقراطيين أمام ترامب، فقد ختم بايدن حياته السياسية التى بدأها قبل نحو 50 عاما كأصغر سيناتور بمجلس الشيوخ، واختتمها رئيسا لأمريكا، ومؤخرا لم يستطع أن يحصل على ترشيح حزبه لدورة رئاسية ثانية لكبر سنه، وتعثره أمام الجمهور، وفشله فى مناظرة الرئيس السابق (ترامب).

لقد كانت الصورة فى شيكاجو عاطفية إلى أقصى درجة حصل خلالها الرئيس بايدن على شكر حزبه، وهتافات مؤيديه، لكن ظلال حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة كانت تحيط بالجميع، وبينما كان الحدث يجرى فى الشرق الأوسط وليس فى أمريكا فقد كان بايدن يريد أن يحصل فى آخر أيامه على اللقطة السياسية فى منطقتنا عبر وقف الحرب المشتعلة منذ 10 أشهر بلا هوادة، وقد كان المنظر دراميا إلى حد كبير، حيث يختتم بايدن رحلته الرئاسية فى أمريكا فى مؤتمر سياسى، وفى الوقت نفسه رجاله، ودبلوماسيوه يحتشدون فى الشرق الأوسط بين العواصم المؤثرة (أنتونى بلينكن، وزير الخارجية) الذى اختتم زيارته التاسعة متجولا بين القاهرة، وتل أبيب، والدوحة، وعواصم الشرق الأوسط المؤثرة فى الحرب الدائرة، بينما المندوبون الأمريكيون، والأوروبيون ينتشرون بشكل غير مسبوق فى المنطقة ككل بحثا عن مخرج يدفع له بايدن بقوة لوقف الحرب فى غزة عبر هدنة بين (إسرائيل والمقاومة الفلسطينية).

أعتقد أن تقييم بايدن فى هذه الحرب سيظل جدليا إلى حد كبير، ومختلفا عليه، ولكنه، بالقطع، إذا ما قورن بأى رئيس أمريكى آخر، خاصة ترامب الذى لو كان موجودا فى سدة الحكم مكانه، لاختلفت القصة تماما، واستطاع نيتانياهو بمساعدته تصفية القضية الفلسطينية، لكن بايدن يستحق أن تكون له خاتمة أفضل فى الرئاسة، خاصة فى الشرق الأوسط، والسياسة الخارجية ككل، ولهذا يجب على كل الدول المنخرطة فى عملية الهدنة، سواء إسرائيل، أو إيران، أو الدول العربية، أو حتى تركيا، والاتحاد الأوروبى ‪ـ‬ الوقوف فى اللقطة الأخيرة لبايدن، ومساعدته فى إنهاء حرب غزة، ولتكن نقطة جديدة للبناء عليها من الرئيس القادم المختلف عليه قبل أن يأتى.

الأهرام

يقرأون الآن