تكرر أمس الاثنين في روسيا مشهد شبيه جداً بآخر حدث أثناء هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 الانتحارية في واشنطن ونيويورك، فقد انقضّت مسيّرة للقوات الأوكرانية على مبنى سكني مكون من 38 طابقا في مدينة Saratov جنوب شرق روسيا، وأعادت الذاكرة إلى انقضاض طائرتين مدنيتين على مبنيي مركز التجارة الدولي في نيويورك، فانهار بمن بقي فيه على الأرض، مع فارق أن المبنى الروسي في "ساراتوف" بقي قائما في مكانه، لكنه تعرض لأضرار جسيمة.
وقالت سلطات المدينة البعيدة 730 كيلومترا عن موسكو، إن هجوم المسيرة سبب أضرارا في مبان سكنية مجاورة وأصاب عددا من الأشخاص، وكتب Roman Basurgin حاكم منطقة "ساراتوف" في حسابه بموقع Telegram التواصلي: "أسقطت أنظمة الدفاع الجوي مسيّرات في وقت مبكر من صباح اليوم، وسقط حطامها على مبان سكنية في مدينتي ساراتوف وإنجلز" الواقعتين على طول نهر "فولغا" الشهير.
الشيء نفسه قالته وزارة الدفاع الروسية من أن الدفاعات الجوية اعترضت 9 مسيرات أوكرانية في منطقة ساراتوف طوال الليل، وشارك "رومان بوسارجين" صورا لمجمع شقق Volga Sky المطل على جسر يربط ساراتوف بإنجلز عبر النهر، وهو أعلى مبنى في المدينة، ونراه في الفيديو المعروض، يتعرض لانقضاض المسيرة عليه، في مشهد شبيه بانقضاض طائرة مدنية قادها الانتحاري المصري محمد عطا، وجعلها ترتطم ببرج التجارة الدولي في نيويورك، مدشنا هجمات 11 أيلول/سبتمبر الشهيرة.
وقال بوسارجين إن امرأة تم نقلها إلى المستشفى في حالة خطيرة، حيث كافح الأطباء "لإنقاذ حياتها". تم علاج سكان آخرين مصابين في "فولغا سكاي" في مكان الحادث، برغم من تحديد العدد الإجمالي للمصابين.
كما قال "بوسارجين" أيضا: "تحدثنا إلى سكان المبنى، وسنتأكد من حصول الجميع على المساعدة التي يحتاجون إليها". "بمجرد تطهير المنطقة، سيُسمح للسكان باستعادة وثائقهم وممتلكاتهم الأساسية الأخرى بمساعدة عمال الإنقاذ".
كما تضررت مبان أخرى في المنطقة بسبب حطام المسيرات، لكن لم ترد أنباء فورية عن إصابات إضافية في ساراتوف التي كانت هدفًا للمسيرات الأوكرانية مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، وكذلك كانت قاعدة إنجلز الجوية - موطن القاذفات الاستراتيجية جنوب شرق ساراتوف - هدفًا متكررًا أيضا.