كشف العضو البارز سابقًا في جهاز الشاباك ميخا كوبي، وهو من المحققين الذين حققوا مع يحيى السنوار في المعتقلات الإسرائيلية، تفاصيل جديدة عن أسلوب حياة زعيم حركة "حماس".
وقال كوبي: "خلال الأشهر الأولى من الحرب، تمكنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأميركية من رصد بعض المكالمات الهاتفية والتعرف على أنماط حياة يحيى السنوار".
وأضاف: "بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، يزعم مسؤولون في المخابرات والجيش الإسرائيلي أنه تمّ العثور على السنوار في شبكة أنفاق تحت مدينة غزة، حيث اختبأ مع عائلته، وخلال اقتحام أحد الأنفاق، اكتشف جنود جيش الدفاع مقطع فيديو تمّ التقاطه قبل بضعة أيام، يظهر فيه السنوار وعائلته وهم يفرون إلى مخبأ آخر، يقع أيضًا تحت مدينة غزة، ويعتقد مسؤولو المخابرات الإسرائيلية أن السنوار بقي تحت الأرض مع عائلته خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب على الأقل".
وأشار التقرير إلى أن "السنوار استمر في استخدام الهواتف المحمولة التي تعمل بواسطة الأقمار الصناعية، والتي كانت متاحة له بفضل الشبكات الخلوية المثبتة في الأنفاق. وكان يتحدث من حين لآخر مع كبار مسؤولي حماس في الدوحة، وكانت هذه المحادثات ترصدها وكالات التجسس الأميركية والإسرائيلية، لكنها لم تتمكن من تحديد موقعه بدقة".
ولفت كوبي إلى أنه "خلال هذه الفترة، تمكنت وكالات الإستخبارات من الحصول على لمحة عن حياته السرية، بما في ذلك إدمانه على مشاهدة وسائل الإعلام ونشرات الأخبار الإسرائيلية".
وأوضح العضو السابق في جهاز الشاباك لصحيفة "معاريف": "السنوار تحت الأرض، قريب من أفراد عائلته المخلصين الذين يشكلون سورا حوله ويتصرفون أيضًا كرسل. ممّا لا شك فيه أن السنوار يستمع إلى وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ويتعلم الكثير من البث، وبالتالي يحصل ويستخلص معلومات إستخباراتية، وعندما يرى الخلافات فهو يكون سعيدًا بالطبع".
ويضيف كوبي: "يحيى السنوار يتقن اللغة العبرية جيدًا، ويستمع إلى الراديو ويشاهد التلفاز وبالتالي يتلقى ويدقق في تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية ويتحقق من المعلومات التي يتلقاها".
وتابع: "التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تزوده بالمعلومات الإستخبارية، ممّا يسهل عليه السيطرة على مقاتليه وإدارتهم في الوقت الفعلي. وعندما يسمع التقارير عن عدد القتلى من الإرهابيين في مختلف مناطق قطاع غزة، فهو يعرف كيف وأين يرسل مبعوثيه فورًا. لو حل الصمت ولم يكن لديه أي معلومات عما يحدث من وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكان من الممكن أن يرتكب أخطاء كثيرة".
وبحسب كوبي، "يعتمد السنوار على أقرب الموالين له للتواصل مع كبار مسؤولي حماس، بمن فيهم الموجودون في قطر، يعمل القطريون كوسطاء بين إسرائيل وأعضاء حماس المتمركزين في قطر، ويصل محتوى المحادثات إلى السنوار من خلال مبعوثيه".
وأضاف: "يتم تمرير قراراته بين المبعوثين وأفراد الأسرة الموالين، لذلك يستغرق الأمر يومين أو ثلاثة أيام قبل أن نتمكن من تلقي جوابًا سلبيًا منه على الصفقة".
وأوضح كوبي: "تقديري أنه منذ بداية الحرب غير مهتم بصفقة الرهائن، وللأسف الوقت الذي يمر ولا يعود المختطفون يثبت هذه النقطة. في نهاية الأمر يبقى السنوار منعزلًا جسديًا، ولكنه على اتصال بكل ما يحدث في الميدان".